خبر حمار المسيح -معاريف

الساعة 08:44 ص|12 يوليو 2012

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: الدور الذي لا يتكرر ويلعبه كديما في الصراع لوقف عدم المساواة في العبء سيتبين بأنه ليس أقل من خطوة تاريخية - المصدر).

كديما هو حزب ولد في الخطيئة، عاش في الخطيئة وسيختفي من العالم في المستقبل غير البعيد. يكفي ان نلاحظ عالمه القيمي، حين يبتهج قادته لأن من كان رئيسا للوزراء بتكليف منه أُدين "فقط" بخرق جسيم للثقة، كي يفهم كل شيء. ولكن مثلما تُظهر ساعة معطلة مرتين في اليوم التوقيت الصحيح، يحتمل انه مُعد لكديما الآن دور كبير لمرة واحدة. مثل حمار المسيح، قد يجلب نصف خلاص.

        المقصود بالطبع الدور الذي يلعبه كديما في اللحظة التاريخية لوقف عدم المساواة في العبء. لا ينبغي الاشتباه بقادة كديما، لا سمح الله، في أنهم لو كان بوسعهم ان يرشوا الاصوليين وينالوا الحكم، لفكروا مرتين. ولكن كيفما اتفق علق هذا الحزب في جملة ظروف تاريخية، تُعد له دورا مقدسا. فكون وقف تملص الاصوليين والعرب من الخدمة هو اكسير الحياة لدولة اسرائيل، فهذه بالتأكيد مهمة مقدسة.

        في جملة لا نهاية لها من التقارير والتحليلات التي نغرق فيها في سياق ازمة قانون طال ولجنة بلاسنر، من الصعب ايجاد كلمة حقيقة – والحقيقة هي أننا كنا في متاهة كبيرة. قسم هام من الجمهور، وكذا من السياسيين غير الاصوليين، يفكرون بنفس الطريقة. ومع ذلك، فان اللعبة السياسية فرضت على كل اللاعبين لعبة أدوار تسمح منذ كثير من السنين للجمهور الاصولي بأن يزدهر ويعيش على حسابنا جميعا.

        الخطيئة الاولى محفوظة بالطبع لشمعون بيرس ولمحبي فلسطين في اليسار الاسرائيلي، الذين منذ قبل 25 سنة اقترحوا ان يُدفع للاصوليين كل ثمن من اجل تسليم بلاد اسرائيل لياسر عرفات. كما ينبغي ايضا مراجعة الموقف المذهل لشيلي يحيموفيتش في سياق الازمة الحالية كي نفهم ما الذي يطبخه حزب العمل بقيادتها. واضح ان هذا الحزب الايديولوجي يخطط لعودة الى الحكم من خلال رشوة كثيفة للاصوليين والعرب. لقد فرض هذا الوباء اليساري على اليمين موقفا مضادا بتوفير رشوة دائمة للاصوليين بهدف انقاذ بلاد اسرائيل، ولا ينبغي ان نحسد رئيس الوزراء في هذا الشأن ايضا: حلفه مع الاصوليين هو ضمانة لبقائه السياسي، ولكنه يأتي ايضا للحفاظ على ما تبقى من ايديولوجيا بقيت تعكس العالم الذي جلبه من بيته.

        وعليه، قُبيل انتهاء مفعول تسوية قانون طال، سيكون من الصعب ان نرى كيف سيكون ممكنا الخروج من متاهة رشوة الاصوليين. هنا، أغلب الظن، جاءت ضائقة كديما في توقيت كامل. الحصان المناهض للاصوليين رتب له برنامجا رائعا للدخول الى الحكومة ومحاولة انقاذ مجرد وجوده جماهيريا. كما ان الظروف السياسية تفرض على نتنياهو ان يفضل مواجهة مع الاصوليين بسبب فرص البقاء الشخصي والحزبي. وكنتيجة لذلك، فليس هناك ما هو حقيقي في التوقعات المتشائمة من احتمال الوصول الى قانون جديد يحسن الوضع الحالي.

        يُخيل ان القطار انطلق من المحطة، وقادة الائتلاف ملزمون بخلق صيغة حل وسط لن تكون مثالية، ولكنها ستضع حجر أساس في تاريخ الدولة. سن 18 أو 22، سحب كل الاموال أو بعضها – هذا أقل حرجا. المهم هو ان مبدأ عدم المساواة سيلغى، معظم الاصوليين سيدخلون الى حضن الجمهور، والعرب سيقفون أمام خيار مساواة الحقوق والواجبات. واذا ما عاد هذا الانجاز الى كديما قبل ان يعلو بعاصفة الى السماء، فهذا يكفيه.