خبر محلل: الانتخابات المحلية لن تنهي الانقسام والمطلوب تصعيد الشارع

الساعة 03:48 م|11 يوليو 2012

غزة (خـاص)

 أخذت قضية المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس منحى أخر، نتيجة تجدد الاتهامات وتحميل كل طرف للأخر مسؤولية تعطيل المصالحة، بعد ان جرى الاتفاق على تنفيذ بنودها في اتفاق القاهرة الأخير.

فحركة حماس قررت تعليق تحديث سجيل الناخبين في قطاع غزة بسبب "قمع السلطة الفلسطينية برام الله للحريات واعتبرتها الحركة محاولة لتصفية حركة حماس في الضفة الغربية وإخراجها من المشهد السياسي.

أما حركة فتح وخصوصاً حكومة رام الله برئاسة سلام فياض قررت هي الأخرى إجراء الانتخابات المحلية في غزة والضفة في العشرين من شهر تشرين المقبل ما أدى لإحداث فجوة كبيرة وعميقة في ملف المصالحة بين الحركتين.

حيث اعتبرت الحكومة الفلسطينية بغزة أن قرار إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية المحتلة بمثابة استمرار للاستفراد بالقرار الفلسطيني، واستمرار في اتخاذ خطوات أحادية وتكريس للسياسات التي تعطل المصالحة الوطنية.

وأكدت الحكومة على بطلان هذه الانتخابات وعدم تمثيلها الشعب الفلسطيني، لأنها تجري بغير توافق وفي ظل قمع منظم للحريات السياسية والمجتمعية.

أما حركة فتح فقد أكدت على لسان القيادي فيها فيصل أبو شهلا :إن كافة الملفات كانت تسير بالشكل المطلوب وعلى وتيرة واحدة إلا أن القرار المفاجئ لحركة حماس بوقف عمل لجنة الانتخابات في غزة هو من وضع العصا في دولاب المصالحة.

وشدد أبو شهلا في حديث سابق لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، على أن المطلوب الآن من حركة حماس أن تتراجع عن قرارها وتسمح للجنة الانتخابات بالمباشرة بعملها وفق اتفاق القاهرة الذي وقعت عليه "حماس".

الانتخابات لن تُنهي الانقسام

وعلى صعيد المحللين السياسيين فقد اعتبر المحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش، أن الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ليست المخرج الوحيد لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس بل أن إرادة الحركتين هي المخرج الحقيق والأمثل لإنهاء الانقسام وعودة الوحدة.

وقال الدكتور أبراش في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم الأربعاء، :إن الانتخابات ليست الحل الأمثل لإنهاء الانقسام ولا يوجد لها ضامن، موضحاً، بأن الشعب الفلسطيني خاض عملياً الانتخابات المحلية عام 2004 وانتخابات 2006 ولم تحل مشكلة الانقسام.

وشدد على أن التوافق الصادق للانتخابات هو أداة مساعدة فقط وخطوة أولي نحو إنهاء الانقسام وليست الحل.

وعن مشهد المصالحة الحالي رأى الدكتور أبراش، ان المصالحة تواجه ظروفاً أكثر صعوبة جعلت المصالحة معقدة نوعاً ما من خلال الظروف الخارجية وهي متمثلة بضغوط الاحتلال الإسرائيلي وهذا ليس غريباً، مشيراً، إلى أن الغريب هو وجود أطراف داخل حركتي فتح وحماس مستفيدة من الانقسام لا ترغب في إنهائه والعودة للوحدة الفلسطينية.

وقال :لو تركنا فتح وحماس لإنهاء الانقسام فلن يحدث أبداً لأنهم سيتفقان على برنامج لإدارة الانقسام وليست لحل الانقسام من خلال إيجاد تفاهمات تبقي الحركتين على نفس الوتيرة بأن تحكم حماس غزة وان تحكم فتح الضفة.

التصعيد الشعبي هو الحل

وفيما يتعلق بالوسائل الضاغطة أكد على أن المصدر الأول والوحيد هو الشعب الفلسطيني من خلال تصعيد المظاهرات والفعاليات المنددة للانقسام والتي تُحرج الطرفي في الضفة وغزة.

وأضاف، إن الفصائل الفلسطينية الأخرى لها دور كبير في إنهاء الانقسام ولكن الانقسام أثر على كل الفصائل الفلسطينية الأخرى فأصبحت الفصائل كلها منقسمة لذلك من الصعب أن ينتهي الانقسام دون إرادة من كافة الفصائل الفلسطينية للعودة من جديد للوحدة.

وعن رؤيته لنجاح الرئيس المصري محمد مرسي والمقرب كما يقول البعض من حركة حماس أكثر من حركة فتح أكد على أن المصالحة لن يَكَتُب لها النجاح  إلا الفلسطينيون فهم إذا أرادوا المصالحة تصالحوا وإن غابت الإرادة فلن نتوحد