خبر مساواة دون تمييز -معاريف

الساعة 07:57 ص|10 يوليو 2012

بقلم: دانييل هيرشكوفيتس

وزير العلوم والتكنولوجيا ورئيس حزب البيت اليهودي

        (المضمون: نحن نطالب بالمساواة في حمل العبء للجميع، للاصوليين وللعرب على حد سواء، إن لم يكن في الجيش ففي الخدمة المدنية الوطنية - المصدر).

        كالمان لبسكند وأرال سيغال كتبا في نهاية الاسبوع في ملحق "معاريف" مقالا معللا دعيا فيه أبناء الصهيونية الدينية الى تصدر الكفاح لتجنيد الاصوليين. وفي بداية مقالهما سعيا الى التمييز بين العرب والاصوليين وترك العرب حاليا. وللحقيقة فان هذه نقطة خلافي الأساس معهما. عن كل باقي العلل التي بسطاها في صالح تجنيد الاصوليين – كنت أوقع أنا ايضا.لا أقبل قولهما انه في هذا الموضوع قيادة الصهيونية الدينية مترددة. العكس هو الصحيح: سهل جدا التركيز على الاصوليين وترك العرب، ولكننا نرفع الطلب سواء الى الجمهور الاصولي أم الجمهور العربي.

        قبل نحو اسبوع ونصف زرت "خيمة الإمعات". قلت للرفاق في الخيمة بشكل واضح وجلي إني أطالب بالمساواة في العبء للجميع وأننا لن نسمح للجنة بلاسنر بطمس موضوع تجنيد الاصوليين والعرب. تحدثت باسم الجمهور الذي يتحمل أساس العبء. نسبة الذين يخدمون في الوحدات القتالية من بين الوسط الديني – القومي هي الأعلى، مما يثبت انه يمكن الدمج بين عالم التوراة والخدمة في الجيش والمساهمة للدولة. رويت لهم عن جدي الأبعد، الذي كان حاخاما في هنغاريا، هاجر الى البلاد بعد الكارثة وعمل في الحاخامية في حولون. في سن 80، فور الاعلان عن اقامة الدولة، امتثل في مكتب التجنيد وطلب التجند فورا. هناك ضحكوا عليه: "أنت كبير في السن لدرجة انك لا تستطيع ان تكون مقاتلا في جيش الدفاع الاسرائيلي"، فأجاب: "في هنغاريا لم يسمحوا لي بالتجند للجيش، فهل في بلاد اسرائيل لن يسمحوا لي بذلك ايضا؟". جدي الأبعد رأى حقا وواجبا كبيرين في الدفاع عن دولة اسرائيل.

        في ذاك اليوم عُلم ان لجنة بلاسنر لا تعتزم ادراج العرب في استنتاجاتها والتطرق فقط الى مسألة الاصوليين. في ضوء ذلك أبلغت رئيس الوزراء بانسحاب البيت اليهودي من اللجنة إذ انه بدون مساهمة العرب فلا مساواة في العبء. ينبغي الايضاح: لن تكون مساواة مطلقة في العبء. اليوم ايضا لا توجد مساواة كهذه بين جنود الوحدات المختلفة، بل وفي مدى الخدمة بين الرجال والنساء. وعليه، فلا مجال هنا للديماغوجيا ولا يمكن حل كل المشاكل بطريقة ضربة واحدة وانتهينا، ولكن لا ينبغي التنازل عن المبدأ: من يعطي الدولة – يتلقى منها؛ من لا يعطي – لا يمكنه ان يتلقى. والامر صحيح وينطبق على كل مواطن في اسرائيل، على الاصوليين وعلى العرب على حد سواء. هم لا يحتاجون الى التجند الى الجيش الاسرائيلي، ولكن يمكنهم ان يتطوعوا في مجتمعاتهم في اطار الخدمة المدنية الوطنية: في نجمة داود الحمراء، في المستشفيات، في جهاز التعليم والرفاه وما شابه.

        بعد الزيارة الى "خيمة الإمعات" أجرت لقاءا مع قناة اذاعية اصولية. وقال المذيع هناك انه يوجد أناس يقيمون الفرائض بحرص أكبر مما يفعله جنود التسوية في الجيش. أجبته انه بكل الصدق أعرف غير قليل من جنود التسوية ممن في اثناء خدمتهم العسكرية يحرصون على الفرائض الخفيفة مثلما يحرصون على المتشددة أكثر بكثير من كثير من الشبان الاصوليين الذين يوجدون في نفس ذاك الوقت في المدرسة الدينية. ولكن الفارق بينهم وبين اولئك الشبان الاصوليين الذين ليسوا أولياء عظماء، هو ان هؤلاء يكثرون من تقديس اسم الرب في العالم واولئك يكثرون من تدنيس اسم الرب في العالم.

        في نظري، تعلم التوراة لا يمكنه ان يجري فقط في ظروف الدفيئة. الجنود يتعلمون التوراة حتى وهم يقاتلون. وعليه فاني أتفق مع لبسكين وسيغال بأنه لا يجب ان نطأطيء الرأس أمام الاصوليين، وعلينا ان نكون فخورين بطريقنا، طريق "التوراة والعمل". صحيح، الجمهور الديني القومي يجب ان يكون متصدرا للكفاح في سبيل المساواة في العبء، وللدقة – لحمل العبء. نحن نطالب بالمساواة في حمل العبء للجميع، للاصوليين وللعرب على حد سواء، إن لم يكن في الجيش ففي الخدمة المدنية الوطنية. يجب ان نبدأ مسارا تدريجيا على أساس المبدأ في ان من يتلقى من الدولة يجب ان يساهم فيها. يبدو ان مشروع القانون الذي يتبلور الآن هو في الاتجاه السليم.