خبر تحقيق صحفي يحفر في المسكوت عنه ويحدث صاعقة

الساعة 11:41 ص|09 يوليو 2012

غزة

 

شبــه باحــث فلسطيني التحقيق الاستقصائي الذي أعدته قناة الجزيرة الفضائية عن اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقنبلة إعلامية سياسية، كشفت كثيرا من الوقائع الصارخة عن الاغتيال، واحدثت وقع الصاعقة في الشارع الفلسطيني في الداخل والشتات.

وقال الباحث علي بدوان في مقال له إن التحقيق أحدث وقع الصاعقة "على رؤوس الكثيرين، الذين بدت لهم الأمور وكأنها انتهت مع الطي المدروس "غربياً" لملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، منذ أن أودعت الجهات الفرنسية الرسمية وقائع القضية في أدراج مخفية، لم يكن لأحد أن يصل إليها".

ولفت الى ان "قضية تصفية الرئيس الراحل نامت في الأدراج، واكتفت الجهات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية بتحميل الطرف المعادي تنفيذ عملية تصفية الراحل ياسر عرفات، وهو ما دفع إدارة مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي للقيام بعملية إتلاف كل العينات البيولوجية التي كانت قد أُخذت من جسد الرئيس ياسر عرفات قبيل وفاته وذلك عام 2008 بعد أربع سنوات تقريباً من الاحتفاظ بها، معللة ذلك بعدم مطالبة أي طرف أو جهة فلسطينية أو غير فلسطينية، بالاستفادة منها في إجراء الفحوص اللازمة للكشف عن أسرار الوفاة غير الطبيعية للراحل ياسر عرفات".

ولفت بدوان الى "سوء التقدير لدى الطرفين العربي والفلسطيني في ظل الاشتباك السياسي مع الاحتلال وضغوط الإدارة الأميركية، وغياب قرار فلسطيني على أعلى مستوياته، اديا الى التوقف عن السير قدماً في متابعة العمل للكشف عن القتلة وطريقة التصفية التي اتبعت في إنهاء حياة الشهيد ياسر عرفات القائد التاريخي للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، ومُفجر الثورة الفلسطينية ومطلق رصاصاتها الأولى فجر العام 1965.

واكد بدوان ضرورة أن يستمر التعاطي الإيجابي الرسمي الفلسطيني، مع وقائع ما بثته قناة الجزيرة، لاستكمال التحقيق حال توافرت إمكانية الاستمرار به وفق الروحية التي انطلق منها والقائمة على مقاربة الأدلة والقرائن والوقائع علمياً، لكشف الحقيقة المغيبة والمتعلقة بالتفاصيل الحية عن واقعة استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
واضاف ان هناك قناعة راسخة عند الجميع تقول بتورط "إسرائيل" في عملية الاغتيال من ألفها إلى يائها قولاً واحداً، لكن كشف الوقائع الحسية القاطعة والملموسة في واقعة الاغتيال أمر مهم جداً، نظراً لما سيحمله من معان راسخة وقاطعة أمام العالم بأسره وأمام المجتمع الدولي ومنظوماته السياسية وعموم مؤسسات القرار الأممي فيه، وسيفضح "إسرائيل" هذه المرة بطريقة دامغة لا تستطيع النفاذ منها.

وبين أن الجديد في تحقيق الجزيرة، يأتي الآن للتأكيد بشكل أو بآخر وبتقديرات عالية الصحة، على إدانة "إسرائيل" باغتيال الراحل ياسر عرفات بشكل كاد يقترب من تثبيت الواقعة، ليس فقط انطلاقاً من حسابات صاحب المصلحة بتصفية عرفات وهي "إسرائيل" بالطبع صاحبة التاريخ الحافل في هذا الميدان، بل من خلال المؤشرات القوية جداً التي أطلقتها الفحوص المعملية التي أجريت على ملابس عرفات التي كان يرتديها في المستشفى.
وقال إن "إسرائيل" سبق ونفذت عشرات الاغتيالات السرية باستخدام السموم (الاغتيال البيولوجي) كما حصل عند محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل العام 1996