خبر ليس قائدا بل مقود-هآرتس

الساعة 07:52 ص|09 يوليو 2012

ليس قائدا بل مقود-هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ما الذي يفكر به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقا في مسألة التجنيد؟ هل يفكر بأن على الجميع – بمن فيهم العرب والاصوليون – ان يخدموا ثلاث سنوات كاملة في الجيش الاسرائيلي؟ هل يفكر بأنه لا يتعين على العرب ان يخدموا في الجيش أما الاصوليون فنعم؟ هل يفكر بأن العرب والاصوليين على حد سواء يمكنهم ان يكتفوا بخدمة وطنية؟ هل يفكر بأنه يجب فرض عقوبات على من يعارض الخدمة؟ وهل يعارض العقوبات؟.

        يُخيل انه حتى لو كان لنتنياهو أفكار ومفاهيم متماسكة في موضوع التجنيد، فانه لا يرى واجبا تطبيقها عمليا. ومثلما كان طوال كل ولايته، فان الموضوع المتفجر ايضا المتعلق بـ "المساواة في العبء" تجد نتنياهو مقودا من مجموعات الضغط، التي كل واحدة بدورها، وفقا لقوتها اللحظية والتهديد الانتخابي الذي تمثله، تنجح في اخضاعه. قصة لجنة بلاسنر، والشكل المحرج الذي غير فيه موقفه بالنسبة اليها في غضون أقل من اسبوع، هي مثال مقلق على عدم قدرة القائد على القيادة. يوم الاثنين الماضي أبلغ نتنياهو رئيس كديما،شاؤول موفاز، بأنه حل اللجنة لأنها "لم تنجح في الوصول الى صيغة متفق عليها ولا يمكنها ان تبلور توصية تحقق اغلبية في الكنيست". عمليا، قرر حلها بسبب ضغوط سياسية مارسها عليه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، الذي غمز ناخبيه وطلب تجنيدا كاملا للعرب ايضا، وبسبب معارضة الاحزاب الاصولية لبند فرض العقوبات.

        في الشكل المتسرع الذي حل فيه لجنة بلاسنر يكمن التلميح بالشكل المتعجل الذي ستتخذ فيه توصياتها بعد أقل من اسبوع من ذلك. عندما عرف نتنياهو بأن آلاف الاشخاص سيشاركون في مظاهرة "الإمعات" في منتهى السبت، فهم بأن الاحباط المتراكم في اوساط أجزاء واسعة من الطبقة الوسطى من شأنه ان يجد تعبيره في صناديق الاقتراع ضده. كانت هذه هي اللحظة التي قرر فيها تغيير النهج؛ اللحظة التي ظهر فيها برهان آخر على ان موقف نتنياهو ليس إلا اجمالي الضغوط التي تمارس عليه في لحظة معينة. "لا أعرف ما يريد وما لا يريد الشعب. أعرف فقط ما هو مرغوب فيه للشعب" – قال رئيس الوزراء الاول، دافيد بن غوريون. يُخيل ان نتنياهو يؤمن بأن ما هو مرغوب للشعب هو بقاؤه السياسي فقط.