خبر التوصية بتحديد محكومية السجناء ما قبل اوسلو -هآرتس

الساعة 07:50 ص|09 يوليو 2012

بقلم: تومر زرحين وجاكي خوري

 (المضمون: في اسرائيل تعديل جديد على القانون قد يتيح تحديد محكوميات السجناء الامنيين من العرب في اسرائيل مما يسمح بالافراج عنهم بأفق زمني معروف - المصدر).

        لجنة افراجات انعقدت أمس في سجن معسياهو، توصي وزير العدل يعقوب نئمان بتحديد عقوبة مجموعة سجناء أمنيين عرب – اسرائيليين أُدينوا بالقتل أو المشاركة في القتل وحُكموا بالسجن المؤبد قبل اتفاق اوسلو.

        في الاسابيع الاخيرة وضع نئمان ورئيس الدولة شمعون بيرس في صورة الخطوة المتوقعة، وعلى وزير العدل ان يحسم في الاسابيع القادمة اذا كان سيقبل توصية لجنة الافراجات. في المرحلة القادمة ينقل توصياته الى حسم بيرس.

        بين اعضاء اللجنة لم يكن توافق في الرأي على استمرار العقوبات التي أرادوا تحديدها، وعليه ففي حالات عديدة أوصي بمدى. هكذا، بين السجناء ايضا كريم يونس – الذي يعتبر أحد زعماء السجناء الامنيين في السجن الاسرائيلي – وابن عمه ماهر يونس من عارة، الذي أُدين بالمشاركة في قتل الجندي ابراهام برومبرغ من زخرون يعقوب في العام 1980، ويقضي محكومية المؤبد منذ 1983. مدى السنين للتحديد الذي توصي به اللجنة هو بين 35 و40 سنة سجن. برومبرغ، الذي كان ابن عشرين، أُصيب بالنار في رأسه وسُلب سلاحه، وبعد بضعة ايام توفي متأثرا بجراحه. في وقت قريب من صفقة شليط بعث يونس برسالة مفتوحة الى قادة حماس حذر فيها من ان اخراج السجناء العرب الاسرائيليين من الصفقة يشكل طعنة في ظهورهم. في الصفقة تحرر عم الاثنين سامي يونس الذي يعتبر السجين الأكبر سنا في السجن الاسرائيلي.

        سجين بارز آخر أوصت اللجنة بتحديد عقوبته هو وليد دقة (بين 35 – 37 سنة)، من باقة الغربية، كان اتُهم بالمشاركة في قتل الجندي موشيه تمام في العام 1984. في القائمة يمكن ايضا ايجاد سمير صرصاوي من قرية إبطن قرب حيفا (30 سنة)، رشدي أبو مخ (30 – 35 سنة)، ابراهيم أبو مخ (35 – 40 سنة) وابراهيم بيادسة (40 – 45 سنة)، كلهم من باقة الغربية.

        السجناء الامنيون من عرب اسرائيل توجهوا على مدى السنين الى محافل فرض القانون مطالبين بمساواة حقوقهم بحقوق السجناء الامنيين اليهود، ولا سيما في كل ما يتعلق بتحديد عقوباتهم. وطُرح الموضوع في اللقاءات بين النواب العرب وبين رئيس الدولة شمعون بيرس ومع سلفيه ايضا، موشيه قصاب وعيزر وايزمن. أحد النواب روى بأنه في هذه اللقاءات أفهمناهم دوما بأن القرار هو قرار سياسي أو لجهاز الامن.

        "عندما يدور الحديث عن طلب يتعلق بأحد السجناء منا نرى التمييز الواضح، القاسي والأليم في معالجة طلباتنا"، كتبت مجموعة السجناء لقادة جهاز فرض القانون في السنة الماضية. "الكثير من السجناء اليهود الامنيين سجنوا بعدنا، حُكموا بالمؤبدات وأُفرج عنهم، بينما نحن نقضي الكثير من السنين بعدهم في السجن".

        مصدر قضائي كبير ضالع في التفاصيل، قال أمس لـ "هآرتس" ان تغيير نهج الدولة من مجموعة السجناء، ينبع من تعديل تشريح أُجيز في الكنيست قبل نحو شهرين. وبموجبه، في لجنة الافراجات للسجناء الامنيين تجلس الآن المحامية إيمي بلومر، مديرة دائرة العفو في وزارة العدل، التي حلت محل مندوب النيابة العامة العسكرية. وحسب هذا المصدر، في وزارة العدل يفهمون بأنه لم يعد هناك مكان لاتخاذ "قبضة حديدية" بالنسبة للسجناء الامنيين العرب – الاسرائيليين ما قبل اتفاق اوسلو وانه يجب اتخاذ نهج انساني تجاههم والمساواة في شيء ما لحقوقهم بحقوق سجناء المؤبد من الامنيين اليهود، الذين تحددت عقوباتهم في الماضي.

        مسألة اخرى كفيلة بأن يكون فيها تطور هي خصم ثلث العقوبة. كقاعدة، الافراج بعد الثلثين من فترة السجن مُتبع فقط لدى السجناء الجنائيين وليس لدى الامنيين. أما الآن فهؤلاء السجناء سيطلبون تطبيق هذا العُرف عليهم ايضا.

        مجموعة السجناء هذه اشتكت في الماضي ايضا من التمييز في المعاملة مع السجناء الامنيين اليهود. وادعت بأن هذا التمييز وجد تعبيره في الحظر شبه الجارف المفروض على الخروج في اجازات من السجن، وضع مصاعب على اجراء اتصال هاتفي مع الاقرباء من العائلة، والمساعدة الاجتماعية القليلة.

        المحامي تميم يونس، شقيق كريم يونس، قال ان في العائلة يسود تفاؤل حذر: "حتى لو تحددت العقوبة بـ 35 أو 40 فهذا يعطي احساسا بأن الافراج قريب ويأملون في ألا تتشوش الامور هذه المرة".

        وعلمت "هآرتس" بأنه في اطار النقاش الذي جرى أمس، رفع أبناء عائلة يونس الى اللجنة كتاب "غزة كالموت". ويصف في الكتاب اثنان من زعماء السجناء الفلسطينيين السابقين، سفيان أبو زايدة وهشام عبد الرازق، كيف أثر السجين كريم يونس عليهما ودفعهما الى هجر طريق الكفاح المسلح وتأييد الكفاح الشعبي. المحامي يونس روى ايضا بأنه التقى مع شقيقه كريم في الايام الاخيرة، وهو على علم بالتطورات. هو ايضا متفائل بالنسبة لامكانية تحريره مع رفاقه من السجناء القدامى