خبر مشعل: العلاقة مع الأردن ليست على حساب السلطة وفتح

الساعة 06:04 ص|09 يوليو 2012

وكالات

 

قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، أن جهود المصالحة مستمرة وان ثمة ترتيبات لعقد لقاء بينه وبين الرئيس محمود عباس، مشيراً إلى أن المصالحة قطعت شوطاً كبيراً، وتم إنجاز عدد من الملفات، مثل تبادل حركتي حماس وفتح الأسماء المقترحة لتشكيل الحكومة.

وجاءت تصريحات مشعل هذه، عقب تصريحات مناقضة كان أدلى بها نائبه، موسى أبو مرزوق، في حديث خاص لـ" القدس" نفى من خلالها وجود ترتيبات قريبة للقاء قد يجمع الرئيس محمود عباس، ورئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل.

وقال مشعل في لقاء مع مجموعة من الصحفيين، والكتاب الفلسطينيين والأردنيين، في مقر إقامته في العاصمة الأردنية عمان، مساء الأحد:" هناك تدخلات خارجية وعوائق داخلية سببها الإبطاء لدى البعض، ووجود شكوك وتخوفات لدى البعض الآخر، إضافة إلى طغيان الحزبية الضيقة في بعض الأحيان، وكلها تقف في وجه المضي في جهود المصالحة."

وأضاف أن حركة حماس "مارست مرونة عالية، وقدمت تنازلات كبيرة، وان الجهود مازالت تبذل لتذليل العوائق والعقبات التي تحول دون إتمام هذه المصالحة."

ولفت إلى أن الأردن عرض جهوده للمساعدة في إتمام المصالحة، وحماس من جانبها ترحب بهذا الدور إلى جانب الدور المصري، وقال "أن مصر بحكم التاريخ هي الراعي التاريخي، ومن جانبنا نرحب بالدور الأردني، وأي دور عربي يدفع المصالحة الوطنية الفلسطينية".

وأوضح مشعل أننا ننتظر الأخوة في مصر، للانتهاء من ترتيب أوضاعهم والتحضير لاستئناف جهودها في رعاية ملف المصالحة، مشيراً إلى أن مصر لا يمكن إلا أن تكون مع فلسطين، ورفع الحصار عن قطاع غزة مع مراعاتنا لأولوياتها الداخلية.

وأكد أن هناك تحضيرات لزيارة مصر لتهنئة الرئيس محمد مرسي بتولية رئاسة الجمهورية، وقال هذه التحضيرات لم تبحث بعد في الموعد والتفاصيل.

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، قال في تصريحات لـ" القدس" لا ترتيبات لإجراء لقاء بين الرئيس عباس وخالد مشعل، لتحريك ملف المصالحة".

وأكد أبو مرزوق أنه "لا يوجد أي ترتيب حتى اللحظة لعقد لقاءات قريبة بين عباس ومشعل، أو أي وفود من حركته و فتح".

وأضاف في رد منه على سؤال حول وجود ترتيبات لعقد لقاء مرتقب بين مشعل، أو أي وفد قيادي من الحركة بالرئيس المصري الجديد محمد مرسي، " حتى الآن لا توجد ترتيبات لهذه الزيارة".

وعن فحوى اللقاءات التي عقدها في الأردن، وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأجواء بأنها "كانت ايجابية وتختلف عن الزيارة الأخيرة في كانون أول الماضي، باعتبارها تأسيسية لعلاقة مستقبلية أكثر وضوحاً وشموليه".

 

الأردن للأردنيين

وأكد مشعل على "موقف حركة حماس الثابت على ان فلسطين للفلسطينيين، والأردن للأردنيين" مشدداً على أن "الكونفدرالية مرحب بها، ولكن بعد تحرير فلسطين وليس قبل ذلك، وإلا يصبح ذلك هروباً من التحرير".

وقال:" لمسنا من المسئولين الأردنيين طمأنينة وترحيبا بموقف حركة حماس الثابت النابع من المصداقية والشفافية".

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، انه تم خلال هذه الزيارة بحث عدة عناوين مهمة تتجاوز العلاقات بين حماس والأردن إلى الملف الفلسطيني بشكل عام، والوضع العربي والتطورات التي يشهدها.

وأشار إلى أن من بين القضايا والملفات التي تم بحثها، آفاق العلاقة وشكلها ومحدداتها، مؤكداً أن "أفق العلاقات مع الأردن ليست على حساب أحد، وليست ندية، لان حماس حركة والأردن دولة".

وبشأن شكل العلاقة أوضح مشعل أن "الحديث مع المسئولين الأردنيين في كافة المستويات، أكد على الخيارات المفتوحة في العلاقة، واتفاقا على معالم هذه العلاقة، وهي أمور مازالت قيد البحث".

وفي موضوع المحددات أكد على أربع نقاط أساسية هي: أن الأردن واستقراره أولوية ومقدس ولا يمس ، وان الشأن الاردني شأن خاص لا نتدخل فيه حالنا مع كل الدول العربية ، وان حركة حماس ليست ليست طرفاً في اطياف الشان الخاص بالاخوان المسلمين في الاردن، وانها تقف على مسافة واحدة من هذه الاطياف، وان العلاقة الفلسطينية الاردنية هي علاقة تاريخية طويلة، تعالج ملفاتها بحكمة وهدوء والمواطنة للأردنيين من اصل فلسطيني ليست مدخلاً للتوطين او الوطن البديل على حساب الاردن.

 

أفق العلاقات مع الأردن

وقال مشعل بشأن العلاقات مع الأردن" أن العلاقات مع الأردن غير محصورة، وهي علاقات طيبة، علاقات تنسيق وتعاون وتواصل في الأمور السياسية والصراع العربي الإسرائيلي، وهذه مصلحة عربية فلسطينية مشتركة "، مؤكداً أن هذه العلاقات بين الأردن وحماس، ليست على حساب علاقات السلطة وحركة فتح .

وأوضح مشعل قائلا :" الزيارة جاءت في سياق طبيعي وليس في سياق آخر"، في إشارة منه إلى ما تداولته بعض وسائل الإعلام من علاقة بين توقيت الزيارة وفوز محمد مرسي بالرئاسة المصرية حيث أكد مشعل أن الزيارة "كانت مُجدولةٌ ومتفق عليها منذ الزيارة الأخيرة التي تمت برعاية قطرية". وقال: "الزيارة محددة منذ ما يزيد عن شهر نصف، وقبل فوز مرسي تأخرت قليلاً لأسباب لوجستية".

وشدد على أن هذه الزيارة تميزت بان أجواء الفهم ارتفعت واستقرت لفتح صفحة جديدة، وان "مستوى العلاقات قد تطور، ولم يعد امنياً فقط، بل أضيف له المستوى السياسي، ولذلك كانت هناك اجتماعات مع مختلف مستويات الدولة الأردنية".

وأوضح أن المباحثات مع المسئولين الأردنيين "لم تتطرق لموضوع فتح مكتب لحركة حماس في الأردن، باعتبار القضية والعلاقات اكبر من أن تحصر في هذه الجزئية" مدللاً على ذلك بان "حركة حماس تتمتع بعلاقات قوية ومتينة مع دول لا يوجد لها فيها مكاتب ومقرات".

 

الربيع العربي

وفي حديثه عما تشهده بعض الدول العربية من ثورات، اوضح مشعل ان الربيع العربي ورغم الخسائر والدماء "سيكون خيرا للأمة على صعيدين، الصعيد الوطني حيث النهضة والتقدم وتحقيق الحرية والقضاء على الفساد، وعلى صعيد قومي، بحيث يصبح لدينا مشروعنا العربي المتوازي مع المشاريع الاقليمية الاخرى".

 

الربيع الفلسطيني

وأشار إلى انه إذا كان ثمة ربيع فلسطيني، فهو في اتجاهين، الأول ضد الاحتلال وإجراءاته من خلال إتمام المصالحة ولم الشمل الفلسطيني، واتجاه آخر بأن نعيد ترتيب أولوياتنا وبناء مؤسساتنا الوطنية والاتفاق على برنامجنا السياسي للمرحلة المقبلة".

 

انتخابات حماس الداخلية

ورداً على تساؤلات الصحفيين بشأن الجدل حول الانتخابات الداخلية لحركة حماس قال مشعل :" ان حماس تستكمل انتخاباتها الداخلية وصولاً لانتخاب مجلس الشورى العام، الذي سيفرز قيادة الحركة في الداخل والخارج والمكتب السياسي" موضحا ان "هذه العملية قد تحتاج شهرين او اقل من ذلك بقليل".

 

واكد على ان العملية الانتخابية تجري وفق ديمقراطية متينة وراسخة، مرجعاً طول الفترة الانتخابية، الى الظروف الصعبة التي تجري فيها هذه العملية، وبسبب التبعثر الجغرافي للعناصر وقيادات الحركة، وقال:" ان الانتخابات تشمل كافة مستويات القيادية في الحركة".

 

حماس ودورها في الإصلاح الأردني

وأشار مشعل إلى انه خلال اجتماعات وفد الحركة بالمسئولين الأردنيين، لمس رغبة لديهم بان يكون لهم كلمة خير عند الأحزاب والقوى السياسية في الأردن، موضحاً ان الرد ركز على ان "الشأن الاردني شأن خاص، لا نتدخل به، وما دام ذلك برغبة أردنية في كلمة خير لن نتأخر عن قول كلمة الخير مع كافة الأحزاب والقوى السياسية الأردنية".

وقال :" ان الحركة قالت كلمة الخير نصحاً للأحزاب والقوى وكذلك للمسؤولين مع احترامنا لحدود ما يمكن القيام به، مؤكدين على أهمية الحوار للحل ووجدنا تجاوباً طيباً من الجميع في تقبل الأفكار ".

وأضاف أن "حركة حماس لا تقحم نفسها في الشأن الأردني الداخلي ، كما أننا لا نتدخل بشأن الإخوان الداخلي، فالإخوان في الاردن تنظيم قائم بذاته، وحركة حماس حركة فلسطينية مستقلة" مؤكداً أن حماس "لا تريد إقحام نفسها في شأن الإخوان المسلمين في الأردن .

وأكد أن حماس تقف على مسافة واحدة من كافة اطياف الاخوان المسلمين في الاردن، بما يتعلق بعلاقتها مع الدولة الاردنية .

يذكر أن زيارة وفد قيادة حركة حماس مستمرة منذ 28 من الشهر الماضي، وجرى خلالها عدد كبير من اللقاءات مع الفعاليات السياسية والشعبية الاردنية والفلسطينية.