خبر هآرتس: شروط عباس للقاء نتنياهو

الساعة 05:34 ص|09 يوليو 2012

رام الله

كشفت صحيفة "هآرتس" النقاب عن إجراء مفاوضات بين السلطة الفلسطينية  وحكومة الاحتلال لعقد لقاء بين بنيامين نتنياهو ومحمود عباس عبر موفد رئيس حكومة الاحتلال ، المحامي يتسحاق مولخو، ورئيس دائرة المفاوضات د. صائب عريقات، حيث أعرب نتنياهو عن استعداده للإفراج عن 125 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية حتى نهاية العام 2012.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين إسرائيليين ومصدرين دبلوماسيين غربيين تأكيدهم لصحة هذه البنود، وأن مولخو وعريقات التقيا في الأسبوع الماضي في القدس، وأجريا عدة اتصالات هاتفية حول هذا الموضوع.

وقالت الصحيفة إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اشترط مقابل إجراء اللقاء مع نتنياهو تحرير 125 أسيرا فلسطينيا من حركة فتح ممن قضوا في السجون الإسرائيلية بين 25-35 عاما، وتزويد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بوسائل قتالية جديدة.

وقالت الصحيفة إن مولخو أبلغ عريقات أن إسرائيل لن تقدم أية بوادر حسن نية لسلطة أبو مازن قبل عقد لقاء بين نتنياهو وعباس، لكنها ستوافق عن إعلان هذه الخطوات بعد عقد اللقاء وربما خلالها. وقد وافقت إسرائيل على المطالب الفلسطينية إلا أنها اشترطت أن يكون تطبيقها تدريجيا.

وبحسب المصادر الإسرائيلية والدبلوماسية الغربية فإن نتنياهو على استعداد للبدء بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين فور اللقاء مع عباس، حيث ستفرج إسرائيل في المرحلة الأولى عن 25 أسيرا فلسطينيا ممن تطالب السلطة بالإفراج عنهم.

كما أن نتنياهو على استعداد  على استعداد لتزويد أجهزة أمن سلطة عباس بقسم من الأسلحة التي تطالب السلطة تسليح الأجهزة الأمنية التابعة لها بها، خاصة وأن الجهات الأمنية الإسرائيلية تؤيد ذلك. مع ذلك قالت الصحيفة إن نتنياهو يوافق على نقل السلاح للسلطة الفلسطينية بصورة تدريجية، بعد أن تسلم السلطة لإسرائيل كميات كبيرة من البنادق القديمة لتحصل السلطة مقابل كل بندقية على بنادق وذخيرة أبدت الأردن استعدادها لتزويد السلطة بها. وستكون إسرائيل على استعداد لنقل مدرعات وسيارات مصفحة وافقت روسيا على التبرع بها للسلطة الفلسطينية الموجودة حاليا منذ سنوات في إحدى القواعد العسكرية في الأردن، لكن إسرائيل ترفض السماح للسلطة بتزويد هذه المصفحات بالبنادق الرشاشة.

إلى ذلك يقترح نتنياهو تفعيل آلية مشتركة جديدة لكل من وزارة المالية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بهدف رفع نسبة جباية الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية، مما يعني تحويل 50 مليون شيكل إضافية لميزانية السلطة شهريا. وهي كآلية كان تم الاتفاق عليها قبل عدة شهور لكن إسرائيل كانت رفضت تفعيلها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب الفلسطيني ليس متحمسا لتقبل الاقتراح الإسرائيلي خوفا من عدم تنفيذ إسرائيل تعهداتها بتحرير الأسرى، كما أنها اعتبرت الاقتراح الإسرائيلي بشأن تزويد السلاح  "مهين" ولا يفي بحاجات السلطة الأمنية.

ونقلت الصحيفة عن مكتب نتنياهو نفيه لوجود مفاوضات مع الجانب الفلسطيني بشأن عقد لقاء مع عباس مقابل تحرير أسرى وتسهيلات إضافية.

وكان نتنياهو صرح خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، في الأسبوع الماضي أنه يرصد استعدادا متزايدا عن السلطة الفلسطينية للدخول في اتصالات مع إسرائيل، حتى وإن كانت هذه الاتصالات لا تصل لمستوى المفاوضات السياسية، إلا أنه أشار إلى أن الجانب الفلسطيني لم يعد يصر مؤخرا على الشروط المسبقة التي يضعها، لكنه أعرب عن تقديره أنه حتى في حال إطلاق المحادثات مجددا فإن فرص إحراز تقدم حتى حلول الانتخابات الأمريكية قليلة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الاتصالات بين مولخو وعريقات مستمرة  تمهيدا لزيارة وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للمنطقة يوم الاثنين القادم. وتعتقد إسرائيل والإدارة الأمريكية أن لقاء بين عباس ونتنياهو من شأنه أن يبدأ عملية قد تقنع عباس بعدم الاستمرار في خطوة من طرف واحد في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم وطلب منح فلسطين مكانة مراقب لدولة غير عضو في الأمم المتحدة. وكشفت الصحيفة أيضا أن كلينتون التقت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس الجمعة وضغطت عليه للقبول بالاقتراح الإسرائيلي.