خبر أسياد وخدم -يديعوت

الساعة 08:50 ص|08 يوليو 2012

بقلم: ناحوم برنياع

ان الناس الذين ملأوا أمس باحة متحف تل ابيب عرقوا، لكن نتنياهو في بيته المكيف عرق أكثر. فهو لم ير على شاشة التلفاز الذين تظاهروا فقط بل مئات الآلاف الذين يميلون الى الاتفاق معه. ورأى مشكلة سياسية أخذت تكبر وأخذت تتعقد. وكان يريد ان يحلها بطريقة ترضي الجميع لكن يبدو انه لا يوجد حل كهذا الآن بعد كل الأخطاء التي فُعلت.

لو ان نتنياهو كان هناك لاهتم اهتماما كبيرا بهوية المتظاهرين. فعلى قدر قدرتي على الحكم كانوا أسن من متظاهري الاحتجاج الاجتماعي وعُدوا جميعهم أو أكثرهم من السكان القدماء العلمانيين من سكان المركز. وسبب ذلك بسيط الى حد الألم: فالى ما قبل سنين كان أبناء اسرائيل القديمة يملأون صفوف وحدات الاحتياط. وكانت الخدمة فيها تجربة شعورية مؤسسة ظلت جزءا من حياتهم بعد ان انقطع عنهم تلقي أوامر الاستدعاء للخدمة بسنين. واليوم يخدم قليل من الاسرائيليين في الخدمة الاحتياطية والجزء الأكبر منهم يُعد من اوساط اخرى في المجتمع من ذوي القبعات المنسوجة والضواحي والروس. وكل هؤلاء لم يحضروا المظاهرة أمس وكل وسط واسبابه الخاصة.

لا يوجد عزاء كبير لنتنياهو هنا لأن فكرة الخدمة أكبر من الخدمة نفسها. ولا يجب ان يُدعى الاسرائيلي الى الخدمة الاحتياطية كي يشعر بأنه مغفل، ويشعر أكثر الاسرائيليين بأنهم مغفلون. رد نتنياهو على الاحتجاج في الصيف الماضي بانشاء لجنة نُفذ بعض توصياتها وطُمس على بعضها ومر الصيف في خلال ذلك وتغير المزاج العام.

الامر هنا أشد تعقيدا بسبب الأجل المسمى الذي أجلته المحكمة العليا. ففي الاول من آب سيموت قانون طال ولا يمكن محو هذا التاريخ من التقويم. وكانت لجنة ونُقضت وستضطر لجنة جديدة الى العمل في برنامج زمني متعجل وبغير ثقة عامة. ويستطيع نتنياهو ان يتخلى عن تقديم قانون جديد لكنه سيثير آنذاك غضب الحريديين ويورط الجيش الاسرائيلي قضائيا. ويستطيع ان يعلن انتخابات جديدة وان يُجيز تمديد قانون طال بأمر طاريء لكن هذه لن تكون الانتخابات السهلة التي كان ينتظرها قبل شهرين، بل ستكون انتخابات يُشك في الثقة به فيها.

وهو يستطيع بالطبع ان يفعل ما كان يجب ان يفعله منذ البدء وهو ان يحسم أمره ما بين بلاسنر والحريديين، بيد ان الحسم أصعب الآن لأن تعوج الايام الاخيرة صدع الثقة به في الطرفين.

شمل احتجاج التجنيد بضعة آلاف حتى أمس. قال لي ايتاي بن حورين الذي عاش هذا النضال مع بوعز نول من بدئه، قال لي أمس ان الجمهور القياسي الذي حضر مظاهرتهم في الماضي كان عدده 1500 متظاهر لا أكثر.

بدأ الاحتجاج الاجتماعي في الصيف الماضي احتجاجا بلا لون سياسي، وفي اللحظة التي حصر انتقاده فيها في نتنياهو هجره اليمين وأصبح احتجاج مركز ويسار. وفي صيف 2012 عاد من جديد احتجاجا لليسار المتطرف أكثر عنفا وأقل جمهورا.

بدأ احتجاج التجنيد ايضا احتجاجا بلا لون، ولأنه فيه عنصر عسكري وقومي يُعزى الى المركز واليمين أكثر مما يُعزى الى اليسار. وأُخمن ان ما حدث في الصيف الماضي سيحدث مرة اخرى وستكون قلوب ناخبي اليمين مع المتظاهرين والأحشاء مع نتنياهو.

حضر كثير من الجنرالات المتقاعدين المظاهرة أمس من دان حلوتس الى غابي اشكنازي وجاء كثير من الساسة – كل مجموعة لفني في كديما وفيها لفني نفسها وعضو الكنيست موشيه متلون من اسرائيل بيتنا وهو مُقعد من مقعدي الجيش الاسرائيلي جاء على كرسي متحرك وكان في الجهة المقابلة نتسان هورفيتس من ميرتس.

برهن شاؤول موفاز على ان السياسة ليست ميدان قتاله الطبيعي. وقد حضر المظاهرة وتلقى صيحات تحقير وصيحات تقول "إستقل"، وكان يستطيع ان يعلم سلفا ان هذا ما سيحدث.

كانت المشاركة السياسية الأكثر اقلاقا هي مشاركة حزب يئير لبيد، وقد احتل ناسه الباحة بلافتات ضخمة ووزعوا آلاف القمصان محاولين ان يسيطروا على المظاهرة سيطرة معادية، وطلبوا اليهم من المنصة ان يزيحوا اللافتات جانبا فرفضوا. ربما أفاد لبيد نفسه لكنه أضعف فقط النضال من اجل التساوي في العبء.