خبر القدس: حفريات متواصلة في تل باب المغاربة تمهيدا لهدم الجسر وإقامة مراكز تهويدية

الساعة 08:01 ص|08 يوليو 2012

القدس المحتلة

سرّعت الجمعيات الاستيطانية -وبتفويض من حكومة الإحتلال- تنفيذ المشاريع الاستيطانية على تخوم المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث ظهرت مخططات لإقامة حدائق ومتاحف وكنس ومراكز دينية، وحفريات سرية لإتمام شبكة الأنفاق الممتدة تحت الأقصى والبلدة القديمة، والتمهيد لهدم تل باب المغاربة ضمن ما يسمى مخطط استحداث ساحة البراق.

وتنفذ جمعية العاد الاستيطانية وشركة "صندوق حفظ إرث المبكى" التابعة لمكتب رئيس حكومة الإحتلال -بالتنسيق مع سلطة الآثار الصهيونية- مشاريع المراكز التهويدية الهادفة لفرض الأمر الواقع، وطمس التاريخ العربي والحضارة الإسلامية من مشارف الأقصى. وتأتي هذه المشاريع مقدمة لمخطط إقامة سبعة أبنية تعرف بـ"مرافق الهيكل" تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.

وسيبنى في الجهة الجنوبية للأقصى فوق القصور الأموية مشروع تهويدي أطلق عليه اسم "مركز ديفدسون"، وسيشمل حديقة توراتية ومطاهر لليهود تابعة للهيكل المزعوم، ومبنى مؤلفا من ثلاثة طوابق تحت الأرض ترتبط بشبكة الأنفاق الممتدة أسفل الأقصى والبلدة القديمة.

وامتدادا لهذه المشاريع، تشهد ساحة البراق وتل باب المغاربة أعمالا تطويرية متواصلة لمشاريع بنى تحتية وحفريات سرية لإقامة مبنى مؤلف من سبعة طوابق بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع أطلق عليه اسم "مركز كيدم".

ويقول مركز معلومات وادي حلوة بسلوان، إن الحفريات في مدخل حي وادي حلوة بسلوان جنوب المسجد الأقصى مستمرة لربط ما يسمى "مدينة داود" بشبكة الأنفاق الممتدة تحت الأقصى والمؤدية لساحة البراق بمخطط بيت الجوهر الذي سيقام قبالة باب المغاربة، حيث سيقام متحف للتراث اليهودي بمساحة 160 ألف متر مربع، ومركز تهويدي تحت الأرض باسم "متحف ضوئي سمعي" يروج بالصوت والصورة للتاريخ اليهودي والهيكل المزعوم.

وأوضح المركز أن دولة الاحتلال شرعت في الوقت ذاته في تنفيذ مشاريع تهويدية للعقارات والمقدسات خطط لها منذ عشرات الأعوام. ويقول إن هذه المشاريع تأتي "بعد فشل الاحتلال في أسرلة المقدسيين، حيث تواصلت عمليات التهجير والتشريد وتفريغ المدينة من سكانها الأصليين بأكبر عملية تطهير عرقي يشهدها التاريخ المعاصر، وذلك بغية التفرد بالمكان والمقدسات لتهويدها للإعلان عن القدس الكبرى بحلول عام 2020 عاصمة للشعب اليهودي".

ولفت إلى أن الطفل المقدسي بات يدرك حجم "هذه المؤامرة" وأضحى مقاوما بفكره وبممارساته اليومية للاحتلال ومشاريعه، رافضا قبول هذا الواقع الاستيطاني التهويدي.

وقال المركز إن المقدسي برمج ذاته على الصمود، لكنه بات يخشى "عدم قدرته وحده على مواجهة مشاريع الاحتلال التي باتت تستهدف المساجد والكنائس".

وبحسب الإحصائيات التي وثقتها مؤسسة الأقصى، فإن الاحتلال -كما يؤكد رئيس المؤسسة المهندس زكي إغبارية- يطوق الأقصى من جهاته الأربع وداخل البلدة القديمة بنحو مائة كنيس يهودي بنيت على حساب العقارات والأوقاف الإسلامية والعربية، خصوصا في حارة الشرف التي أقيم بها الحي اليهودي، إلى جانب عشرات الكنس في باطن الأرض تحت المسجد، حيث باتت هذه الكنس بمثابة سلسلة دائرية حول الأقصى من جميع الجهات لفرض واقع استيطاني وتهويدي.

وقال إغبارية إن حكومة الاحتلال تشن في هذه المرحلة "حملة محمومة وشرسة غير مسبوقة على القدس ومقدساتها، وباتت تستهدف بمشاريعها التهويدية والاستيطانية وبشكل مباشر المسجد الأقصى، حيث تسابق أذرع مؤسسات الاحتلال المختلفة الزمن لفرض أمر واقع على الأرض، تحضيرا لبناء الهيكل المزعوم، ولإنجاز ما تسميه مخطط القدس 2020 لخلق مدينة أخرى ومغايرة ذات طابع يهودي استيطاني غير معهودة للعرب والمسلمين".

وحذر من تصاعد وتيرة تنفيذ المشاريع التهويدية على تخوم الأقصى التي ستؤدي إلى المساس به، خصوصا وأن أعمال البنى التحتية أدت لهدم وتدمير طبقات أثرية لمبان وعقارات عربية وإسلامية من العهد الأموي والعباسي والعثماني ترتبط مباشرة بالمسجد الأقصى.

ودعا إغبارية العالم العربي والإسلامي إلى "التصدي لـ(إسرائيل) والمجزرة التي ترتكبها في القدس ومقدساتها، حيث تهدف من وراء ذلك إلى إلغاء وجود الحضارة وتاريخ العرب والمسلمين الممتد على آلاف السنين، والتذرع بوجود آثار يهودية منذ فترة الهيكل الأول والثاني المزعوميْن".