خبر مخاوف من عقبات بالتحقيق بوفاة عرفات

الساعة 06:38 م|06 يوليو 2012

الجزيرة نت

عبرت أطراف فلسطينية عن مخاوفها من عقبات دولية وإسرائيلية قد تعترض دعوة السلطة الفلسطينية لفتح تحقيق دولي في ملابسات وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفاتبعد البحث الاستقصائي لقناة الجزيرة الذي كشف عن جود مادة البولونيوم المشعة في ملابسه ومقتنياته.

وقال طلال عوكل عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات وعضو لجنة التحقيق التي شكلتها المؤسسة عام 2009 للبحث في أسباب وفاة عرفات، إن السلطة الفلسطينية أمام مهمة معقدة وليست سهلة في ظل الضغوط الدولية لمنعها من التوجه للأمم المتحدة.

وأكد عوكل للجزيرة نت أن "الأمر معقد وصعب، ولكن لا خيارات أمام السلطة الآن إلا التوجه لتحقيق دولي في ظل الحساسية العالية التي ينتظر بها الفلسطينيون للكشف عن ملابسات وفاة الزعيم عرفات".

مطلب عربي
وقال عوكل إن التحقيق لم يعد مطلبا فلسطينيا فحسب، خاصة بعد دعوة وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لمناقشة هذا الملف، وبعد الحقائق التي قدمها التحقيق الاستقصائي الذي قدمته قناة الجزيرة بهذا الخصوص.

وقدّر أن توجه الفلسطينيين لتحقيق دولي سيلاقي عقبات كبيرة دولية وسيكون صعبا في ظل الضغوط الأميركية والإسرائيلية التي تتعرض لها السلطة ومقاومة توجهها إلى الأمم المتحدة بأي شكل سواء لطلب عضوية دائمة في المنظمة الدولية أو لطلب التحقيق في مقتل ياسر عرفات.

وقال "الأمر لا يرتبط بتوفر التقنيات أو القدرات المادية فقط، ولكن كان هناك رفض من الدول المعنية بتقديم إجابات تفيد مجرى التحقيق وعلى رأسها فرنسا والفريق الطبي في مستشفى بيرسي" الذي نقل إليه عرفات بعد تدهور صحته في رام الله مطلع نوفمبر/تشرين الثاني  2004، مرجحا أن تتصاعد التدخلات الإسرائيلية للحيلولة دون إتمام التحقيق.

وفي ظل الانتقادات حول عدم الاحتفاظ بالعينات الخاصة بعرفات في مستشفى بيرسي التي جرى إتلافها بعد أربع سنوات من وفاته، قال عوكل "أعتقد أن ذلك تم بناء على ضغوط إسرائيلية ولم يبلغ به الجانب الفلسطيني".

ثغرات أمنية
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية الخميس أن اللواء توفيق الطيراوي، رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية في الفترة الأخيرة من حياة عرفات، ما زال على رأس عمله رئيسا للجنة التحقيق في ظروف اغتيال الرئيس الراحل.

وقال الطيراوي للجزيرة نت إن تقريرا سيقدم للرئيس محمود عباس عن عمل اللجنة، كاشفا عن ثغرات في نظام الأمن والحماية المحيط بالرئيس عرفات أثناء حصاره بمقر الرئاسة في رام الله قبيل وفاته عام 2004.

وأوضح الطيراوي أن الرئيس عرفات كان يستشعر الخطر على حياته بسبب التصريحات الإسرائيلية الواضحة بنية استهدافه شخصيا.

ونفى الطيراوي علمه بالتصريحات المسنودة للضابط في جهاز المخابرات سابقا فهمي شبانة، التي تتهم جهاز المخابرات الفلسطيني بالاطلاع على السبب الذي أدى إلى وفاة عرفات، وقال "لم أسمع عن تصريحات تتهم المخابرات بالعلم عن سبب قتل الرئيس أو ما الذي قتله، ولكن لدينا تقديرات وكنا نبلغ بها القيادة وذوي الشأن".

تحقيق منفصل
من جهته قال النائب في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، وهو صديق الرئيس الراحل ياسر عرفات، إن من حق الشعب الفلسطيني أن يعرف "كيف غيب هذا الأب والزعيم التاريخي".

وشدد الطيبي في حديث للجزيرة نت على ضرورة أن تفصل السلطة الفلسطينية بين جهدها للحصول على عضوية دائمة في الأمم المتحدة وما تواجهه من ضغوط بسبب ذلك، وبين ضرورة فتح تحقيق دولي في وفاة عرفات.

وردا على نفي الإسرائيليين صلتهم بوفاة عرفات، قال الطيبي الذي زار عرفات بمقر الرئاسة برام الله عدة مرات قبل وفاته، إن التصريحات الإسرائيلية قبل وأثناء حصار الرئيس الراحل كانت تشير علنا إلى نوايا بتصفيته جسديا، وكان هناك تنافس بين مسؤولين إسرائيليين كبار في التصريحات المتطرفة حول "إزاحة عرفات".