خبر اخرجوا الى الشوارع .. معاريف

الساعة 08:15 ص|06 يوليو 2012

هآارتس

(المضمون: الدولة لا يمكنها أن تستمر لزمن طويل مع مواطنين ليس لهم واجبات تجاهها أو تماثل معها – المصدر).

السياسي الجيد يفتح النافذة، يخرج أنفه ويشم الى أين تهب الريح. نتنياهو سياسي ممتاز، غير أن نوافذه محصنة، أنفه مدسوس في الغرفة، واذناه تسمعان عبر المرشحات. فقط عيناه لا يمكنهما أن تفوتا الجماهير الذين يخرجون الى الشوارع.

امكانيتان تقفان الان امام رئيس الوزراء. الاولى هي تشويش المسيرة بالخطابة، باللجان وبحلول وسط ليس فيها شيء. الثانية هي التغيير والمخاطرة. صنع التاريخ، وليس فقط الحديث عنه. نتنياهو محق بقوله انه لا يوجد حل سحري ولكنه مخطيء اذا اعتقد بانه سينجح، مثل اسلافه، بالفرار من الحسم.

عندما لا تكون هناك نوافذ واتصال مباشر، عندما لا تكون مقاومة من الداخل ولا تكون معارضة، يحتاج رئيس الوزراء الى ريح اسناد من الشارع. المظاهرة في منتهى السبت مخطط لها في قلب دولة تل أبيب، ولكنها بعدة عن الفقاعة التل ابيبية مسافة سنوات ضوء. هذا هو زمن الاخرين. زمن المتحملين للعبء دون فرق بين اليسار واليمين، ابناء الاستيطان العامل، معتمري القبعات المحبوكة، شباب بلدات التطوير، المستوطنين والمدنيين.

منذ الصيف الماضي شهدت شوارع المدينة متظاهرين طالبوا بالتغيير. بعضهم اراد صالح الدولة، آخرون سعوا فقط الى صالح المظاهرة، وقد نجحوا في أن يثبتوا بان الديمقراطية الاسرائيلية ناجحة – وان للجمهور قوة عندما يخرج الى الشارع. وقد فشلوا لانهم خلطوا بين العدالة الاجتماعية والسياسة. لانهم دفعوا الاخرين الى الشعور غير المريح تجاه الدعوات وتجاه المتملصين الذين وقفوا على المنصة.

الناس الذين سترونهم غدا في المظاهرة هي الذين يتوجهون نحو الخدمة القتالية، يخدمون في الاحتياط، يتطوعون في المنظمات الاجتماعية، اولئك الذين يحملون على ظهورهم هذه الدولة بفخار. هم ليسوا إمعات، هم صهاينة. وهم يخرجون الى الشارع ليس ضد، بل من أجل ان تقرر هذه الحكومة الامر السليم. هذا هو تحدينا الاكبر، المهامة الاكثر اهمية لاسرائيل.

الدولة لا يمكنها أن تستمر لزمن طويل مع مواطنين ليس لهم واجبات تجاهها أو تماثل معها. الاقتصاد غير قادر على أن يرعى قطاعات لا تعمل ولا تدفع الضرائب، يوجد مكان للاستثناءات ولكن لا يمكن التسليم ألا تكون أغلبية تلاميذ الصف الاول صهاينة. أهاليهم غير صهاينة. الصراع هو ليس فقط على اقتسام العبء بل على الوطن.

نحن نحتاج الجميع: الاصوليين، العرب، والنسبة المتزايدة من المتملصين العلمانيين لاعتبارات المعتقدات، رقة القلب او الامراض. من يمكنه أن يتقاسم العبء الحقيقي ويعرض حياته للخطر في الجيش – فلتجند. من يخاف أو لا يستطيع – فليؤدي خدمة وطنية. لا يوجد عذر لاحد.

الصيغة والتقنية لا تهمان، التغيير هو المهم. اخرجوا الى الشوارع غدا، أثروا. أنا أيضا اعتزم التواجد هناك. احموا أنفسكم من اليائسين، الضعفاء، التعبين. احذروا من التكنوقراطيين والمتفرغين. اصنعوا الصهيونية بانفسكم إذ لا يوجد آخرون. نحن الذين نتحمل العبء.