خبر فينوغراد وشمولي – خيبتا أمل .. هآرتس

الساعة 08:11 ص|06 يوليو 2012

هآارتس

(المضمون: كيف يستطيع ايتسيك شمولي وهو من قادة الاحتجاج الاجتماعي ان يغير الواقع السيء الاسرائيلي وهو خاضع لتبرعات كبار أثرياء اسرائيل؟! - المصدر).

لا ينبع اليأس من الوضع القائم ومن بنيامين نتنياهو واهود باراك بل ينبع أكثر من الاحتمال الضعيف لتغييره قبل الفساد. لم نفقد أملنا بعد لكنه يمضي الى الضياع فقط.

أين هم الناس الذين يحملون صولجان التغيير والذين لا يمكن شراؤهم ولذلك لن يبيعونا في أول فرصة. وأين هم المنيعون من نار الاغراء.

عرفت القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد إذ كنت أعمل وزيرا للتربية، فقد أقمت لجنة عامة لخفض رسوم الدراسة في مؤسسات الدراسة العليا وبحثت عن رئيس لها. وهاتفت رئيس المحكمة العليا لأحصل على توصية منه فاقترح اهارون براك فينوغراد الذي قام بعمله بصورة أمينة وحظي بالمدح، وأصبح منذ ذلك الحين رئيسا مطلوبا في لجان اخرى ولم يخيب الآمال.

وكان ذلك الى المدة الاخيرة الى ان رأيناه يمثل في فيلم شاس فلم نعرف أنفسنا لكثرة العجب لأنه ما الذي جعل فخامة القاضي يبدل الأدوار – من منظف اسطبلات الى عامل يغطي الاسطوانات. ليكن، قلنا في تنهد، من المؤكد انه يفعل ذلك عن قناعة داخلية لا للحصول على أجر. ومن المؤسف انه تبين وهمنا.

يصور الخيال الأهوج صورة يجلس فيها فينوغراد على مواد حرب لبنان الثانية يسعى باحثا عن الحقيقة ويقف فجأة على الباب وفد شهود مختصين هم القاضي اغرينات من حرب يوم الغفران والقاضي كوهين من صبرا وشاتيلا والقاضي شمغار من مجزرة غولدشتاين في المغارة والبروفيسور تريختنبرغ من الاحتجاج الاجتماعي. ويأتي الجميع ليبحثوا عن اعمال مستأجريهم الذين يحققون في اعمالهم. وهم يبذلون كل الشهرة التي اكتسبوها الآن للبحث عن جنرالات فشلوا وهذا استثمار مقرون بالربح. يرفع فينوغراد حاجبيه متعجبا شيئا ما وهذا ما نفعله الآن معه.

وهناك ايضا ايتسيك شمولي، وهو قوة صاعدة يعد ويفي. ويتبين فجأة انه ايضا يجلس الى مائدة رب مال وانه متمرد أصبح خبير علاقات عامة. "ليس معارضا للاحتجاج"، شهد على المُحسن اليه في التلفاز بشرط ألا تسقط علبة جبن كوتج عن الرف الى الارض. لكن الاحتجاج كان عليه ايضا. وكان عند لجنة الفحص عن علاقة المال بالسلطة هذا الاسبوع سبب جيد – سيء لمنع منتخبي الجمهور ان يلقوا أصحاب المال منفردين وهي تعلم لماذا، لأنهم يُفسدون معا ثقافة الحكم في اسرائيل. ان نوحي دنكنر رب مال وشمولي منتخب من جمهور الطلاب ويُشك في ان يكون "الاسرائيليون الجدد" قد أعطوه سلطة تبني عادات قديمة. من ذا يحتاج مع شباب واعدين مثله الى شيوخ مُخيبين للآمال مثلنا.

ان الهدف مطلوب في الحقيقة – انشاء مجموعة طلاب جامعات في اللد – لكن الوسائل مرفوضة. ان التبرع هو والد كل الخطايا لأنك اذا حصلت على شيء صرت عبدا. ولن تستطيع بعد ذلك ان تطلب العدالة الاجتماعية حينما يقف فرسان عدم العدالة من ورائك؛ ولن تستطيع يا ايتسيك ان تغير لا في كثير ولا في قليل الطريقة الاقتصادية اللااجتماعية التي يصب كهنتها الكبار الزيت على عجلات ثورتك، فلا توهم نفسه ومنتدبيك.

ان التبرعات مستعبِدة كالاستثمارات وتكونان على حسابنا فيما يشبه صفقة دورية: فهم يأخذون من المواطنين كثيرا جدا ليعيدوا اليهم القليل جدا. ان دنكنر يدفع دينه الى المجتمع بسعر تخفيض حينما يبيعه شمولي الاحتجاج بثمن بخس.

ان ايلي يشاي ودنكنر متشابهان فهما يتظاهران بأنهما درايفوس، وأنهما مطاردان بلا ذنب وبلا فشل. وليسا هما وحدهما لأن البلاد مليئة بأشباه درايفوس. وسيتبين لنا ذات يوم ان اميل زولا ايضا حصل على أجرة أدباء حسنة عن مقالته "أنا أتهم".