خبر قانون تجنيد بلا تحايل -هآرتس

الساعة 01:34 م|05 يوليو 2012

ترجمة خاصة

قانون تجنيد بلا تحايل -هآرتس

بقلم: اسرائيل هرئيل

(المضمون: يجب على بنيامين نتنياهو ان يقطع ارتباطه بالحريديين وان يكف عنهم المساعدة والدعم الماديين وان يتجه الى حلف جديد مع المركز غير الاشتراكي في اسرائيل - المصدر).

من المنطقي ان نفترض ان الازمات السياسية التي حدثت في الدول السليمة حينما اتُخذت فيها قرارات صعبة لم تكن أسهل من تلك التي نلاقيها هنا. لكن نهض دائما زعماء عظماء تغلبوا على المعارضة الدينية والعقائدية والسياسية الصعبة، فالمعارضة اليوم للبديل عن قانون طال. وأصبح الساسة الذين تجرأوا على القيادة زعماء تاريخيين – بل أصبح عدد منهم أبطالا.

ان بُطلان نفاذ قانون طال في نهاية الشهر يمنح بنيامين نتنياهو فرصة ان يصبح زعيما يكون أهلا لأن يُذكر ذكرا عظيما في صفحات التاريخ. وصعوبة إمضاء قانون للتجنيد المتساوي نفسية أكثر من ان تكون سياسية، فلو أنه أراد فقط لكان له أكثرية ذات شأن لصوغ قوي لا يدع مكانا لـ "ترتيبات تلتف على نية التجنيد الكامل للجميع" (يوجد فيما صاغته لجنة بلاسنر ايضا منافذ وأبواب هرب غير قليلة)، من غير ان يترك مكانا للاحتيالات – التي تجعل الأقلية التي تخدم خدمة كاملة مغفلة وتجعل القانون لصقة جرح. ان "الخدمة المدنية" خدعة. فاليوم وبسبب نقص اماكن خدمة مهمة من جهة الحاجة والرغبة في الاسهام، تسير كثيرات من البنات في الخدمة الوطنية في خيبة أمل واحباط.

يجب ان تكون الخدمة العسكرية الكاملة اذا هي المبدأ. وطريقة التنفيذ مشتقة من قدرة وارادة الحكومة ان تنفذ القوانين. وان العقل السديد والحزم والاستعمال الموزون للوسائل الكثيرة التي تملكها الدولة ولا سيما مع فئات من السكان لا بقاء لصورة حياتهم الحالية بغير دعمها قد تُعودهم على مر الزمن على قبول "الاحكام القاسية".

ونتجه الآن الى السياسة: أصبح حصر العناية في الشأن الفلسطيني قذى في عيون أكثر الاسرائيليين. ان عددا من ناس الأمس والساسة والكُتاب الصحفيين ومن تُعينهم جهات خارجية لتأجيج القضية الخامدة فقط مشغولون بصورة وسواسية بتسويغ مزاعمهم التاريخية – مثل كارثة اوسلو. ولن يتفضل الفلسطينيون بأن يقرروا قرارات حاسمة ما لم تبرد الحمم البركانية الساخنة في أنحاء العالم العربي وتتبين النظم السياسية الجديدة في المنطقة – فالاستخبارات الاسرائيلية تتوقع تغييرات ثورية لا في مصر وحدها.

ان الموضوعات الاجتماعية التي نُحيت عن مركز الوعي بسبب إدمان الشأن الفلسطيني هي اليوم في مقدمة برنامج العمل الوطني. والتساوي في عبء الخدمة العسكرية هو اليوم الموضوع الاجتماعي المركزي، فاذا سار نتنياهو مخالفا التيار فسيُرسله ائتلاف من المركز – اليسار المعتدل الى المعارضة. ان أكثر المصوتين موجودون في المركز ويتحملون عبء الخدمة في الجيش الاسرائيلي. ومشاركتهم في هذه القضية عالية من الجهتين الشعورية والعقائدية. ويجب على نتنياهو بسبب تغير برنامج العمل الاسرائيلي ان يدع الحلف مع الحريديين وينشيء حلفا مع المركز غير الاشتراكي.

اذا فعل ذلك بتصميم فمن المحتمل ان يُنحى الحريديون – وبخاصة شاس، فلا خيار لهم. انهم يرضعون منذ سنين بسبب الادمان وبغير محاولة فطام، يرضعون ضرع الدولة الحافل. ويُمكّنهم ذلك من ان يُغذوا عشرات الآلاف من المدعومين. فاذا تخلوا عن الرباط القوي بالمصدر الحافل فسينهار مبنى وجودهم كله – وتعلقهم.

ان فصم الرباط المرضي بين المُرضع والراضع هو التحدي الأكبر – والممكن – لبنيامين نتنياهو. وقد أُتيحت له فرصة حقيقية ليطور نفسه من سياسي الى زعيم. وعلى مر الوقت حينما يُفطم الحريديون ويتركون الارتباط بالتدريج الى الاستقلال سيشكرونه هم ايضا.