خبر ما الذي ينتظره الجميع؟ -معاريف

الساعة 01:32 م|05 يوليو 2012

ترجمة خاصة

ما الذي ينتظره الجميع؟ -معاريف

بقلم: دفيدي غيلا رئيس لجنة منظمة "جي ستريت"

(المضمون: رياح التغيير الاقليمية والقيادات الجديدة ستضع اسرائيل في وضع استراتيجي أقل جودة. وفي ظل انعدام افق سياسي، فانه ليس سوى مسألة وقت الى أن يشعل عود ثقاب النار لتصبح شعلة كبيرة - المصدر).

قرابة ستين يوما مرت منذ انضمام رئيس كديما شاؤول موفاز المفاجيء ولكن المتزامن الى حكومة نتنياهو. أحد الحجارة الاساس للشراكة الجديدة، كما بُشرنا، هو دفع المسيرة السياسية الى الامام. في هذه الاثناء لم يعد مؤكدا أن الحكومة ستصمد بسبب مسائل الدين والدولة، فهل تكون الفرصة قد ضاعت؟

بدلا من اختراق سياسي حصلنا على جدال حول خمسة منازل. النافذة السياسية تحت حكم ابو مازن آخذة في الانغلاق، والاسرة الدولية تفقد الاهتمام او الاسوأ من ذلك تفقد الثقة برغبة اسرائيل في التقدم نحو حل النزاع، وفي الخلفية تندلع صراعات محلية وأزمات اقتصادية. ولعل هذه هي الساعة الاكثر مصيرية لدولة اسرائيل ولمستقبلها كدولة يهودية وديمقراطية، وهذه فرصة الحكومة الواسعة جدا لاتخاذ خطوة قيادية والعودة الى لباب الفعل السياسي الذي يبدو وكأنه دحر الى هامش الخطاب السياسي الاسرائيلي.

تحتاج حكومة اسرائيل الى قراءة واضحة لاتجاه الدولتين للشعبين والفعل في صالح ترسيم حدود واضحة لدولة اسرائيل، بالتوافق مع الفلسطينيين وباعتراف دولي. يهود العالم بشكل عام ويهود الولايات المتحدة بشكل خاص وكذا الاسرة الدولية التي تؤيد حل الدولتين بشكل لا لبس فيه، سيقفون الى جانب الحكومة وسيساعدونها في الدفع الى الامام بهذه المهمة وتنفيذها. محظور، وبالاساس خطير الانجرار الى وضع تواصل فيه الحكومة إدارة النزاع انطلاقا من الفهم بان هذا ما يمكن فعله في الظروف القائمة، وكأن به لا يزعج مسيرة الحياة النظامية. رياح التغيير الاقليمية والقيادات الجديدة ستضع اسرائيل في وضع استراتيجي أقل جودة. وفي ظل انعدام افق سياسي، فانه ليس سوى مسألة وقت الى أن يشعل عود ثقاب النار لتصبح شعلة كبيرة. 

وكمن يزور منذ سنين السلطة الفلسطينية، فاني أتابع التطورات هناك – النمو الاقتصادي، بناء مؤسسات الدولة وقوات حفظ النظام، التي تضمن وضعا أمنيا شخصيا جيدا أكثر من أي وقت مضى. وهذه انجازات ممتازة وحيوية للتقدم في المفاوضات التي هي ايضا في حالة وضع راهن، ولكن اذا ما اضطربت فبوسعها احداث انفجار للاحباط بشكل غير مسبوق. التقدم في المسيرة السياسية هو مصلحة اسرائيلية وفلسطينية جوهرية في هذا الوقت. اذن ما الذي ينتظروه؟ حكومة أوسع في اسرائيل؟ زعيما آخر في الطرف الفلسطيني؟ عالما عربيا اكثر وحدة؟ لا يمكنني أن اجد سببا واحدا وجيها للانتظار، واصلي الا تضيع الفرصة التاريخية لحكومة نتنياهو – موفاز. إذ واضح ان ما لن يحصل في الاشهر الثلاثة – الاربعة القريبة القادمة، لن يحصل بعد ذلك على مدى سنتين. اذا ما بقيت هذه الحكومة، فان الموضوع السياسي يجب أن يكون أحد الحجارة الاساس، ويجب العمل! هذه هي الكلمة الأساس.