خبر شمير: اختيار المصالحة -اسرائيل اليوم

الساعة 01:29 م|05 يوليو 2012

ترجمة خاصة

شمير: اختيار المصالحة -اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: كان اختيار شمير لرئاسة الوزراء بعد اعتزال بيغن اختيارا مؤقتا لكنه ثبت بعد ذلك وكانت له اعمال مجيدة مثل تأييد ان تنضم اسرائيل الى الدول التي استعملت العقوبات على نظام جنوب افريقيا العنصري - المصدر).

كان اختيار اسحق شمير ليحل محل مناحيم بيغن كما كانت الحال مع غولدا قبل ذلك بـ 14 سنة، كان نابعا من ارادة المؤسسة الحزبية ان تمتنع عن الحسم بين مرشحين أكثر طبيعية. وفضلوا في حزب العمل ألا يحاربوا حرب يأجوج ومأجوج بين "الأميرين" موشيه ديان ويغئال ألون، أما بنحاس سبير فمنح غولدا مئير ابنة الواحدة والسبعين الزعامة بصفة زعيمة "مؤقتة"، بقيت هناك حتى حرب يوم الغفران التي لم تستطع منعها واقتلعتها من منصب رئيسة الوزراء. وفي اللكيود كان اريك شارون ودافيد ليفي اللذان كانا يُريان المطالبين الرئيسين بتاج رئاسة الوزراء بعد استقالة بيغن المدهشة، وكان اسحق شمير هو الذي انتُخب في نهاية الامر في سن السبعين لشغل المنصب. وكان هناك ايضا شعور بأن الحديث عن ترتيب مؤقت، لكن المؤقت ثبت هناك ايضا.

سيتم تذكر غولدا لأنها لم تستغل الهدنة مع مصر للدفع الى الأمام بمسيرة سياسية مع الرئيس الجديد أنور السادات. وسيتم تذكر شمير لأنه لم يعمل على مجابهة هجوم الصواريخ التي أمطر صدام حسين اسرائيل بها، وكانت هي مخطئة وكان هو على حق، لكنهما يبرهنان على انه ليس هناك أي تسويغ لمنع المنافسة بين مرشحين طبيعيين للمنصب.

عرفتهما. كانا شخصين ذوي قيم وذكيين. وكانا ملتزمين جدا بالشأن العام كل واحد بطريقته، وكانا عنيدين جدا، وماهيا بين مصلحة الدولة كما رأياها وأنفسهما. وكانت الاختلافات العقائدية التي سبقت انشاء الدولة ما تزال ذات موضوع في نظرهما بعد انشائها بثلاثين سنة أو اربعين، ولم ينسيا ولم يغفرا وإن اضطرا احيانا الى ابتلاع ضفادع سياسية (ابتلعت غولدا ديان وابتلع شمير دافيد ليفي).

اخطأت في شأن شمير في موضوع "اتفاق لندن" في 1987 (تلك التفاهمات بين شمعون بيرس والملك حسين المتعلقة بمؤتمر دولي غير ملزم). ومع عودتنا من لندن اعتقدت ان التفاهمات التي تم احرازها سيقبلها باعتباره رئيس الوزراء لأنها وفت في ظاهر الامر بشروطه (وقد وافق عليها بعد ذلك حينما شارك في مؤتمر مدريد). وكان وزير المالية آنذاك موشيه نسيم هو الذي قال لي ان الليكود لن يقبل الاقتراح الذي بادر اليه شمعون بيرس.

لن أنسى له في المقابل تأييده لمبادرتي الى استعمال عقوبات على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا في 1987. ولا أعلم أكان باعثه قيميا (لأن دولة اليهود لا تستطيع ان تؤيد نظام فصل عنصري) أم براغماتيا (لا تستطيع اسرائيل ان تُعرض للخطر استمرار المساعدة الامريكية اذا لم تنضم الى دول العالم الحر التي تستعمل عقوبات على النظام في جنوب افريقيا)، لكن حينما حاولت إذ كنت المدير العام لوزارة الخارجية ان أقترح على المجلس الوزاري المصغر سلسلة عقوبات كهذه، وحينما اعترض عليّ عدد من وزراء حزبي، كان شمير هو الذي ساعدني على احراز أكثرية في المجلس الوزاري السياسي المصغر.

وفي الختام برهن هذا الفعل على تميزه السياسي لأنه يصعب ان نؤمن بأن نلسون مانديلا كان سيغفر لاسرائيل لو أنها لم تنضم الى مستعملي العقوبات.