خبر حلقة نقاش حول دلائل واستحقاقات فوز مرسي برئاسة مصر

الساعة 06:25 م|04 يوليو 2012

غزة

 

 

نظم المركز الفلسطيني للدراسات والتواصل الحضاري يعقد حلقة نقاش حول دلائل واستحقاقات فوز د.محمد مرسي برئاسة مصر وذلك في مقر المركز بغزة، حضرها لفيف من المثقفين والمهتمين بالشأن المصري.

ودار الحديث حول توصيف ما جرى في مصر هل هو ثورة أم انتفاضة شعبية ترغب في التغيير، فأشار البعض أن ما جرى هو انتفاضة شعبية لتحقيق حياتية في الحرية والكرامة أدت إلى سقوط رأس النظام، ولم تسقط أركانه ومفاصله بعد، وبهذا فهي ليست ثورة بالمعني العلمي والسياسي للكلمة، ومن ذلك أن الانتخابات قد أجريت على نفس القوانين والقواعد للنظام السابق، ولا تزال مؤسساته السابقة هي التي تقرر، وليس حل مجلس الشعب والإعلان الدستوري المكمل عنا ببعيد.

وبين مشاركون، أن نسبة عدم المشاركة في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة بلغت 54%، وهي نسبة كبيرة جداً، تعني عدم المبالاة، وتعني أن حالة الخوف وعدم الثقة لا تزال تسيطر على الشارع المصري، ولا يتناسب ذلك مع زحم الحراك السياسي في الشارع المصري الذي مضى عليه عام ونصف العام.

وقد أكد الجميع أن فوز د. محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين ما كان ليكون لولا دعم كل قوى التغيير السياسية في مصر، الرافضة لعودة النظام السابق ممثلاً بالمرشح د.أحمد شفيق، وبذلك ففوز محمد مرسي هو انتصار لتلك القوى مجتمعة وليس لجماعة الإخوان المسلمين فحسب، وعليه يتوجب على د. محمد مرسي إشراكهم في القرار كما كانوا شركاء في الانتصار والفوز. وأن يمد جسور الثقة والتعاون مع قوى المجتمع الحية التي ترفض الدكتاتورية وتؤمن بالكرامة الإنسانية.

كما أشار البعض أن فوز د.محمد مرسي يعتبر نصراً لتيار الإسلام السياسي في المنطقة ولرغبة الشعوب في التغيير بعد فشل أنظمة التبعية والاستعمار وفسادها الذي فاق الوصف. وانتصار لإرادة الشعوب ورغبتها في تغيير واقعها الفاسد والمهين، وهذا يوجب فتح علاقات مع الدول والقوى التي تحررت أو تحاول التحرر من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية كإيران وتركيا وفنزويلا، فمصر تشكل اليوم الدولة الثالثة التي خسرتها إسرائيل بعد تركيا وإيران.

كما أكد المشاركون على أنه لا يجب أن يكون سقف التوقعات والإنجازات عالياً بل النظر بواقعية ومسئولية لصعود الإسلام السياسي وقوى التغيير في الوطن العربي ولن تحقق كل المطالب ولدى مصر هموم داخلية قد تفوق بكثير دورها الإقليمي والقومي ولا بد من تسجيل انجازات محلية داخل مصر لتمكن الرئيس الجديد من الانطلاق لاستعادة دور مصر.

وأشار مشاركون إلى أن من دلائل فوز د. محمد مرسى بما يمثله تيار إسلامي وشعبي وثوري هو وقف حالة الهرولة تجاه إسرائيل من قبل بعض الأنظمة العربية وخاصة الخليجية منها، كما أن فوز مرسى يشكل اعترافاً من قبل أمريكا والغرب بدور الإسلام السياسي كتيار شعبي له حضوره في المشهد السياسي وضرورة التعاطي معه والتعامل معه كخيار للشعوب وفي ذلك رفع الغطاء عن الأنظمة الفاسدة المنهارة وهذا يعجل بزوالها إن شاء الله.

وأجمع المشاركون على أن فوز د. محمد مرسي يشكل رافعة للقضية الفلسطينية وعودتها إلى حضنها العربي ويأمل الفلسطينيون أن يحظوا باحترام ومعاملة لائقة سواء في الشأن الاقتصادي أو السياسي أو الأمني من قبل الرئيس الجديد فينقل ملف التعامل مع القضية الفلسطينية من الأجهزة الأمنية المصرية إلى وزارة الخارجية المصرية وأن يشهدوا تسهيلات تجارية وفتح المعبر للمسافرين دون القيود الحالية المفروضة والتي تشكل اهانات يومية للفلسطينيين كما يأملون أن تعود مصر لمعاملة الفلسطينيين كما الطلبة المصريين في جامعاتها وفتح الآفاق أمامهم.