خبر العقوبات غير كافية -يديعوت

الساعة 10:06 ص|04 يوليو 2012

بقلم: ايتان بن الياهو

دخل هذا الاسبوع حيز التنفيذ تشديد العقوبات على ايران. وقد انتهت ثلاثة لقاءات مع الايرانيين بلا نتيجة. وفي الايام القريبة سيلتقي خبراء من كل طرف لفهم المواقف التي أثارها الطرفان في حزيران في موسكو. ولا يزال لا يوجد الى الآن موعد للقاء في مستوى سياسي بل تفاهم على ان يكون لقاء بين نائبي رئيسي الوفدين. وقد أُجلت الانتخابات في اسرائيل وستُجرى الانتخابات في الولايات المتحدة في تشرين الثاني، فهذا هو وقت تقدير الوضع.

سيستمر الايرانيون في محاولة كسب الوقت. وهم لا يتعجلون التوصل الى القنبلة الذرية في أقرب وقت، فهم اذا اضطروا سيوافقون على إبطاء الايقاع بشرط ان يستمر المشروع. وهم معنيون بأن يقتربوا قدر المستطاع من "مجال الحصانة". واذا نجحوا في الحفاظ على وضع يكونون فيه في نقطة يُحتاج منها الى وقت قليل فقط (بضعة اشهر) للتسلح بالقنبلة الذرية، فسيرون ذلك انجازا عظيما ويكونون مستعدين للاستمرار فيه فترة طويلة غير محدودة.

هل سيشارك الامريكيون أو يؤيدون مسبقا على الأقل، عملا عسكريا اسرائيليا؟ اقترب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، ويُخطط في آب لتشديد العقوبات وما تزال توجد اتصالات مع ايران. ولهذا سيتمسك الامريكيون بموقف هو انه لم يحن الوقت بعد، وهذا التقدير ساري المفعول الى موعد يعود فيه البيت الابيض الى العمل المعتاد بعد الانتخابات. والتقدير مشابه ايضا فيما يتعلق باحتمال ان تبادر الولايات المتحدة نفسها الى هجوم. أي ان احتمال ذلك ملغى الى الربيع القادم على الأقل. فهل يمكن تحول في هذا التقدير؟ اذا تبين في خلال ايلول للرئيس اوباما انه متخلف في سباق الرئاسة تخلفا واضحا وراء المرشح روماني فقد يبادر مبادرة قيادية ويخرج في هجوم.

هل يمكن ان نفترض ان تُعرض مبادرة عسكرية اسرائيلية من طرف واحد الامريكيين لعدم اختيار وتضطرهم الى تجنيد أنفسهم للعملية؟ من المنطقي ان نفترض أنهم لن يتركونا وحدنا، لكن الخطر هو ان يكتفوا بدل الالقاء بثقل وزنهم بالقليل فقط في حال يُحتاج فيها الى عمل جازم ودائم وعنيد، والى تجنيد القوى العظمى ايضا للعملية. وبغير باعث جازم لن تقع هذه الامور ولن يُحرز الهدف، فضلا عن ان حشر الامريكيين بلا مخرج سيُشوش على علاقاتنا بهم في المستقبل ويُقربهم من ناحية سياسية الى حكومات اخرى في المنطقة.

تملك اسرائيل قدرة عسكرية ممتازة، والانجاز المتوقع في الضربة الاولى على الأقل كبير جدا. بيد أن الدعم الامريكي ضروري للاستمرار في العملية العسكرية، ولن يتم وقف البرنامج الذري من غير سياسة امريكية فاعلة مُتممة.

في تشرين الاول 1960 واجه الرئيس كنيدي ازمة الصواريخ في كوبا، ونشر قوات عسكرية وفرض حصارا بحريا على كوبا ورفع الاستعداد الذري الى أعلى مستوى. وكان الجو آنذاك يشبه الجو عشية حرب ذرية. وأصبحت موسكو مهددة وصار العالم خائفا وفي خلال ذلك تم احراز اتفاق في القناة الدبلوماسية وأُزيل تهديد الصواريخ.

وفي سنة 1982 منع الرئيس ريغان استيراد النفط من ليبيا ومُنع بعد ذلك كل تعاون اقتصادي معها. وبعد ذلك هاجمت الولايات المتحدة ناقلات نفط ليبية في المحيط. وكانت الدرجة العليا في 1986 بمهاجمة قصر القذافي. وظل طوق العقوبات يزداد شدة وفي النهاية سلم القذافي المسؤولين عن تفجير الطائرة في لوكربي وبعد ذلك أوقف برنامجه الذري.

يوجد ضغط منذ سنين كثيرة على كوريا الشمالية لكن لم يتم تهديدها قط تهديدا عسكريا حقيقيا، وتعلمون أنها تملك سلاحا ذريا.

لو أن القوى العظمى استعملت من البداية طريقة تؤلف بين العقوبات التي تزداد بالتدريج وتشديد التهديد العسكري الملموس (خطط هجومية وتدريبات مشتركة ونشر قوات في الخليج الفارسي وما أشبه)، وأجرت في خلال ذلك تفاوضا مباشرا جليا أو غير مباشر سريا وتوصلنا الى نتيجة. وما يزال غير متأخر تبني هذه الاستراتيجية.