لرفض المصريين تأجير مقر للسفارة

خبر سفير « تل أبيب » السابق في القاهرة يقترح شراء حي بأكمله بالقاهرة

الساعة 05:34 ص|04 يوليو 2012

وكالات

قال إسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي السابق في مصر، إنّ محمد مرسى رئيس مصر لن يكون كمحمد مرسى الناشط بجماعة الإخوان المسلمين.

وجاءت أقوال ليفانون خلال ندوة عقدت أمس بمركز الحوار الاستراتيجي التابع لكلية نتانيا الإسرائيلية، حيث أضاف إنّ الرئيس مرسى يريد فتح ملف اتفاقية السلام مع إسرائيل، خاصة البند المتعلق بوضع القوات المسلحة وعدد قوات الجيش المصري في سيناء، مؤكدا أن أي تعديل في الاتفاقية سيلزم موافقة إسرائيل.

وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي الذي ترك القاهرة في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي بعد اقتحام مقر السفارة من قبل متظاهرين غاضبين احتجوا على مقتل مصريين على الحدود أنه يتوقع عدم حدوث حرب بين مصر وإسرائيل، لافتًا إلى أنّ الغالبية من المصريين غير راغبة فئ عودة المواجهة مع إسرائيل وحتى النخب والإسلاميين لا يرغبون في ذلك، على حد تعبيره.

وساق السفير الإسرائيليّ الأسبق قائلاً، كما نشر موقع الإنترنت التابع لمركز الحوار الإستراتيجيّ، إنّ الرئيس المصريّ الجديد مرسى كان في وقت سابق قد أعلن أنّه لن يلغى اتفاقية السلام مع إسرائيل، لأنها ترتكز على ثلاثة أرجل وتشمل العلاقات الاقتصادية مع واشنطن والمعونات التي تتلقاها منها سنويا. بالإضافة إلى ذلك، أكد السفير الأسبق في القاهرة على أنّ الرئيس مرسي سيُواجه تحديات اجتماعية واقتصادية شاقة مع ضرورة طمأنة الليبراليين بمصر الذين يخشون ليس فقط على وضعهم ولكن أيضا عن الأمن القومي.

وأشارت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّه أنة منذ اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في أيلول (سبتمبر) الماضي والسفير الإسرائيلي الجديد يعقوب أميتاى يعمل من خلال منزل خاص بالقاهرة لان إسرائيل لم تجد حتى الآن موقع مناسب لسفارتها، وفي ما يتعلق بالنقطة المتعلقة بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، أكد ليفانون على أن غالبية أصحاب العقارات بالقاهرة لا يريدون تأجير عقار لإسرائيل تستخدمه كمقر جديد للسفارة ومن يوافق منهم تكون البناية غير متوافقة مع الاحتياجات الأمنية، واقترح كبديل لأسعار الإيجارات المرتفعة أن يتم شراء حي بأكمله.

وخلص ليفانون إلى القول إنّ الحكومة المصرية مهتمة بإيجاد عقار جديد للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، على حد تعبيره.

وتابع ليفانون قائلاً إنّه كدبلوماسيّ الذي عاش في فترة مبارك وكان بمصر خلال الثورة، بما في ذلك إخلاء السفارة، إنّ مصر تختلف اليوم عن ذي قبل، وبالتالي يتحتّم علينا دراسة الأوضاع من جديد، لافتًا إلى أنّ التغييرات في الأشخاص بدأت وستستمر، وسنرى شخصيات أخرى تتبوأ مناصب رفيعة، لم نكن نعرفهم، مشيرًا إلى أنّ نظام الرجل الواحد في مصر انتهى إلى غير رجعة، وعلينا أنْ نأخذ بعين الاعتبار أنّ المشير طنطاوي طالب بتعيين وزيرين جديدين في الحكومة، أيّ أنّ الجيش يتدخل، ولكن بموازاة ذلك، فإنّ حركة الإخوان المسلمين تلعب دوراً هامًا في السياسة المصريّة.

أمّا العامل الثالث برأي ليفانون، فيكمن في الرأي العام المصريّ والمظاهرات في ميدان التحرير، مضيفًا أنّ الشعب المصريّ بات يُعبّر عن آرائه بحريّة كاملة، وتحرر من المعضلة التي رافقته على مدار ثلاثين عامًا، وبالتالي يتحتّم على الدولة العبريّة، أنْ تبدأ بالتعود على مصر جديدة ومختلفة عن الماضي، على حد قول ليفنانون، وأن يبدأ نسج العلاقات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافية من جديد مع المصريين، لا،ذ نظام مبارك لم يفعل شيئًا من أجل تطوير السلام بين الشعبين.

وأضاف أنّه لا يوجد بعد اليوم في مصر سلطة يُدريها جنرالات سابقين في الجيش المصريّ، وبالتالي فإنّ النظام المصريّ الجديد في القاهرة يمنح الدول العربيّة الأخرى إلهامًا، مشيرًا إلى أنّ المجلس العسكريّ الأعلى ارتكب العديد من الأخطاء منذ خلع مبارك وحتى انتخاب مرسي رئيسًا لمصر. وعبّر ليفانون عن قلقه من أنء تبدأ في مصر عملية تصفية حسابات، لافتًا إلى أنّ الخلافات بين الجيش والنظام الجديد ما زالت في أوجها.

وقال سفير تل أبيب السابق أيضًا إنّ مرسي سيكون مشغولاً كثيرًا، ذلك أنّه لا يملك صلاحيات، ولكنّه تعهد في خطابه، ولن يقدر على التملص من الوعود التي أطلقها للمواطنين المصريين، ولن يسمح لنفسه بالفشل، لأنّ فشله يعني فشل الإخوان المسلمين.

وخلص إلى القول إنّه في السنة والنصف الماضيتين تصرفت إسرائيل بحكمة، لافتًا إلى أنّه من خلال المحادثات التي أجراها في مصر لم يسمع من أيّ مسؤول أنّه يريد العودة إلى المواجهة العسكريّة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ لحركة الإخوان المسلمين نفسًا طويلاً، وبالتالي فإنّ الرئيس مرسي لن يخوض معارك بسبب الاختلافات الداخليّة، ومؤكدًا على أنّ اتفاق السلام سيبقى، ولكن العلاقات الثنائية بين الشعبين غير قائمة بالمرة، على حد قوله.