خبر بالقيديو ..داعية يعقد أول 'زواج ملك يمين' في مصر يثير جدلاً واسعاً

الساعة 05:24 ص|04 يوليو 2012

وكالات

اثار خبر قيام داعية اسلامي بعقد 'اول زواج ملك يمين' في مصر، بعد ايام قليلة من تولي أول رئيس إسلامي الحكم، جدلا واسعا على المستويين الديني والشعبي.

وطالبت نقابة الائمة والدعاة المستقلة في بيان عاجل امس شيخ الازهر بسرعة اصدار بيان يوضح فيه معنى الزواج بملك اليمين ردا على ما قاله احد الاشخاص في احدى الفضائيات من عقد هكذا زواج، معتبرة انه 'تضليل للجمهور واثارة للفتنة والتطاول على الشريعة بدون علم'. واستنكرت النقابة ما يحدث 'من ترويج لآراء باطلة وعدم الرد الكافي من علماء مجمع البحوث الاسلامية'.

ولإتمام هذا النوع من 'الزواج'، وحسب برنامج اذيع بقناة دريم المصرية ليلة الثلاثاء قالت العروس: 'ملكتك نفسي بدلاً من زوجتك نفسي'، ورد الزوج او 'المالك' (وانا قبلت وكاتبتك على سورة الاخلاص مؤتمنا لحريتك).

وهنا طلب الداعية المدعو عبد الرؤوف عون وهو كان المالك او العريس ايضا، في اشارة الى عدم الحاجة الى مأذون، من عروسه ان تتلو سورة الاخلاص. وبعد ان انتهت من تلاوتها، قال لها (مبروك عليك) وقام بتقبيلها، وصفق الحاضرون.

وحسب الداعية فإن زواج (ملك اليمين) ينعقد بلا مستندات أو وثائق أو حقوق للمرأة، اي بلا مهر او مؤخر او حتى هدية، ولكن الزوجة تحتفظ فيه بالعصمة، أي يمكنها تطليق نفسها عندما تريد بأن تتلو سورة الاخلاص، وتعلن للزوج انتهاء (الملكية) بالقول (انا حرة منك)، وهو ما يقر به المالك على الفور(..).

 

وتحدث عبد الرؤوف عون قائلاً: 'إننا كمسلمين حالياً نقوم بتعقيد الأمور أكثر من اللازم، ومنها ما كانت مباحة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل نظام ملك اليمين ونظام زواج المتعة الذي كان مباحاً، وحتى نظام الزواج التقليدي وهو الوحيد الذي بقي من عهد الرسول قمنا بتعقيده'.

وأضاف 'نظرتنا خاطئة لملك اليمين، ونظرتنا خاطئة لزواج المتعة، وحتى للزواج التقليدي الذي حولناه إلى تجارة، فبدلاً من أن يتزوج الشاب وعمره 16 أو 17 عاماً، يتزوج وعمره 35 عاماً، بل و40 عاماً'.

واستطرد 'الزواج أصلاً لا يشترط فيه التوثيق عند مأذون، ولكن يشترط الثقة بين الطرفين' قائلاً إن فكرة 'ملك اليمين جاءتني من حوالى 15 سنة، حيث درست بالأزهر من الابتدائي حتى تخرجت في الجامعة، لكني اتجهت إلى كلية الهندسة، وقد درست الفقه والحديث والبلاغة حوالى 7 سنوات، وحفظت القرآن الكريم خلال 6 سنوات في الابتدائي'.

واعربت العروس بلهجة مغاربية، عن سعادتها واقتناعها بالفكرة، ودعت النساء اللاتي سيجربن هذا الزواج لان يكن مقتنعات به.

واتهم عضو في مجمع بالبحوث الاسلامية، وهو اعلى هيئة علمية اسلامية في مصر، الداعية المزعوم بالعبث بأعراض الناس والشريعة الاسلامية، وهو ما نفاه الداعية بشدة، مصرا على ان ملك اليمين مذكور في القرآن الكريم، وان زواج المتعة كان موجودا في عهد الرسول الكريم، وان اتباع المذهب الشيعي يمارسونه حتى اليوم.

وأوضحت نقابة الائمة والدعاة المستقلة أن الزواج بملك اليمين له شروط لا تنطبق على المجتمع في الوقت الراهن، حيث لا يوجد سبايا وعبيد، كما ان هذا الزواج لا يكون الا بالسبي في الحروب بين الكفار والمسلمين، ويكون للدفاع عن الارض والعرض، موضحة ان النساء المسبيات هن اللاتي اصابهن السبي ولهن ازواج في الحرب فإنه يحل لمالكهن وطؤهن بعد الاستبراء لارتفاع النكاح بينهن وبين ازواجهن بمجرد السبي وبسبيهن دون ازواجهن.

وأوضح بيانها ما قاله القرطبي في ان المحصنات هن ذوات الازواج اي هن محرمات الا ما ملكت اليمين بالسبي من ارض الحرب فإن تلك حلال للذي تقع في سهمه وان كان لها زوج، وهو قول الشافعي في ان السباء يقطع العصمة، موضحا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا يوم حنين إلى أوطاس فلقوا العدو فقاتلوهم وظهروا عليهم واصابوا لهم سبايا فكان ناس من اصحاب النبي وقد تحرجوا من غشيانهن من اجل ازواجهن من المشركين فأنزل الله في ذلك ' والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم' اي فهن لكم حلال اذا انقضت عدتهن.

وذكر البيان ان الآية نزلت بسبب تحرج اصحاب النبي عن وطء المسبيات ذوات الازواج، وعليه فالزواج بملك اليمين له شرطان اولهما عدم القدرة على نكاح الحرة، والثاني خوف العنت لقوله تعالى ' ذلك لمن خشي العنت منكم وان تصبروا خيرا لكم'، مضيفا قول القرطبي ان الصبر على العزبة وعدم الزواج خير من نكاح الأمة لانه يفضي الى ارقاق الولد، استنادا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم 'من اراد ان يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر'.

ومن المتوقع ان يثير هذا النوع من الزواج المزعوم غضبا واسعا بين المنظمات النسوية باعتبار انه يعيد المرأة الى عصور الاستعباد، كما يحيي مفاهيم الرق والعبودية التي حاربها الاسلام، وتجرمها مواثيق حقوق الانسان العالمية.