خبر العدل لا يُصنع في خيمة-يديعوت

الساعة 08:23 ص|03 يوليو 2012

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

كل من يعارض حكومة اليمين في اسرائيل هو يساري متطرف. أأنتم معارضون لبيبي؟ أنتم اذا من اليسار المتطرف. أوتدعون الى تنحية الحكومة؟ أنتم اذا يسار متطرف. يجوز لليمين ان يدعو الى محاكمة "مجرمي اوسلو" أو "ابعاد حكومة آثمة عن البلاد" من غير ان يُعد متطرفا بذلك. لكن لا يجوز لمن يعارض اليمين – وأنا أستعمل مصطلح اليسار على عمد، لأن الجزء الأكبر من معارضي حكومة اليمين يدخلون في تعريف اليسار بأخمص القدم فقط.

لا يجوز لمن يعارض حكومة اليمين ان يعبر عن أي رأي سياسي أو أي الهام سياسي. وكي يحظى بالشرعية يجب ان يكون غامضا وتوحيديا وان يتحدث باسم الشعب كله، وألا يذكر المستوطنات والسلام وألا يُغضب، والعياذ بالله، أسياد الاجماع الذي انتقل بعيدا الى اليمين. بل يجوز لمن يعارض اليمين ان يحتج، فهذا حلال بيقين لكن اذا كان الاحتجاج من اجل "وحدة الشعب" واذا كان يوحدنا جميعا فقط، واذا كانت غاياته هي الجمال والعدل العامين. وباختصار يجوز الاحتجاج بشرط ألا يكون الاحتجاج فعالا.

اذا لم يكن الاحتجاج على حكومة اليمين فعالا فهو محتمل. سيسخر اليمينيون في الحقيقة من السذاجة والغموض، لكن هذه السخرية ستتم بروح طيبة. ويمكن بيقين الاحتجاج؛ ولماذا لا؟ فليكن ثم شلومو آرتسي وخيام جميلة في الجادة. ويحسن الذهاب الى هناك في المساء واجراء جدل بسيط. بل إننا سننشيء لهم في نهاية الامر لجنة. فهم في اليسار المتطرف يحبون اللجان، فما إن تعطيهم لجنة تحقيق حتى يصبحوا شديدي الابتهاج. وما إن تعطيهم محكمة العدل العليا حتى يكونوا في ابتهاج خالص، أما السياسة فدعوها لنا، فهي قذرة ولستم جيدين بهذا. هل تريدون السياسة؟ أنتم اذا من اليسار المتطرف. هل تحطمون واجهة زجاجية؟ الويل ثم الويل ثم الويل. اخجلوا أيها الفوضويون. أواجهات زجاجية؟ أحجارة؟ أشتائم؟ أمواجهات مع رجال الشرطة؟ دعوا كل ذلك لنا.

والشيء المدهش هو مبلغ الاستعداد عند المحتجين لابقاء "هذا" للآخرين. تظهر مرة اخرى خيام احتجاج – في روتشيلد وميدان رابين وبئر السبع واماكن اخرى. ولماذا تُقام الخيام في الحقيقة؟ لأن ذلك نجح نجاحا كبيرا في الصيف الماضي. هل نجح؟ بأي معنى؟ هل لأنه كان لذلك اقبال شديد عليه؟ هل لأنه جاء ناس كثيرون؟.

لا تُقاس انجازات حركة الاحتجاج بعدد المشاركين في أحداثها كما لا تُقاس انجازات حزب سياسي بعدد المقاعد التي يستولي عليها في مجلس الشعب. فكروا لحظة في كديما. كان لكديما مقاعد في الكنيست. وماذا عن الانجازات؟ لا انجاز على الاطلاق. كان احتجاج السنة الماضية احتجاجا نموذجيا لكديما – فقد كانت جلبة عالية من اجل لا شيء: فكان هناك غموض في المفاهيم وامتناع عن الالتزام، وخليط عقائدي ولا شيء من الانجاز.

هل يجب ان نقول للمرة التي لا يعلم أحد كم ان التغيير المهم لا يُحرز عن الجدار؟ فالتغيير المهم يحتاج الى التزام نهج عقائدي سياسي (اجل، اجل، تلك الكلمة الفظة التي ستجعلكم تُعرفون بأنكم يسار متطرف)، وإن التهديد الحقيقي للنظام القائم لا يجلب معه الاحتضان والقُبل وخطة مشجعة لفقاعة الاجماع الاسرائيلي بل يجلب الشتائم والتنديد والتهديد.

يقول المثل لا تلبسوا حين تخرجون للنضال من اجل العدل حُلل سبتكم. هل يصفق لكم قدر كبير من الناس؟ اسألوا أنفسكم أي شيء تفعلونه ليس على ما يرام. هل تُطرحون على ارض سيارة الشرطة؟ أنتم اذا في المكان الصحيح: هل هناك من يخشاكم؛ أهناك من يستعمل القوة لقمعكم؛ أهناك من يشعر بأنكم قد تهددونه حقا؟ أُنقضوا تلك الخيام آخر الامر، فالخيام شيء ساكن والخيام ثرثرة والخيام ضجيج فارغ. هل تريدون عدلا اجتماعيا؟ هذا لا يُصنع من الخيمة. أنتم محتاجون الى الحركة والى العمل والى السياسة.

ان هدف حركة الاحتجاج هو التوصل الى حال تُغير فيها الأيدي المرفوعة في مجلس النواب النظام القائم. أثيروا الوعي في الشوارع، لكن ساعدوا الناس الصحيحين على الوصول الى مجلس النواب. صحيح أنهم سيقولون انكم يسار متطرف، لكن توجد أمور اسوأ من ذلك.