خبر الجوهر النفسي لنتنياهو - التحريض -هآرتس

الساعة 08:19 ص|03 يوليو 2012

الجوهر النفسي لنتنياهو - التحريض -هآرتس

بقلم: سافي رخلفسكي

 (المضمون: تريد القيادة الحالية في اسرائيل ان تخرج في حرب ردعية لضرب ايران في حين لا تُجند شرعية لها في العالم الواسع وشرط هذه الشرعية الانسحاب الكامل من المناطق المحتلة - المصدر).

اختار بنيامين نتنياهو ان يقيم في مركز تأبين اسحق شمير في جلسة الحكومة – وذاك كلام يفترض ان يكون متزنا ورسميا – في صلف يُجمد الدم خلاصة العنصرية التي ثبت في رأيه صدقها، وذاك قوله ان "العرب" هم  نفس "العرب". هذا رئيس حكومة في دولة نحو من خُمس مواطنيها عرب وهو يحتاج الى كل شرعية داخلية وخارجية تُشترى بالاعتدال استعدادا لمواجهة خارجية وجودية.

يُخيل للمغفلين المهنيين ان نتنياهو هو شمير. وليته كان كذلك. وليس الحديث فقط عن شجاعة نادرة استُبدلت عند المؤبن بوسواس قهري منضغط يتصبب عرقا. أخذ شمير الى رمال "ذلك البحر" شريكه في العمل السري الياهو جلعادي. وقد حاك جلعادي خططا من اجل اعمال كراهية عنيفة داخل المستوطنات. وبعد ان أمر شمير باغتياله أتبع ذلك بدعوة ابنته جلعادة.

نتنياهو هو الياهو جلعادي. ان جملة التعميم على العرب عند شمير تُمثل المحافظة القومية التي تعارض كل مصالحة. وكان مصدرها من وجهة نظره التشدد في مواجهة المنافس في اراضي البلاد. والتحريض عند نتنياهو هو جوهر نفسي وعقائدي. فهذا هو الجو الذي يتحرك فيه من مظاهرات "بالدم والنار سنطرد رابين" الى "نسي اليسار ما معنى ان تكون يهوديا" الى محاولة استخراج "ألتلينا" من أعماق البحر.

ان خلفية العداء جعلت مناحيم بيغن يرى والده بن تسيون شخصية متطرفة وخطيرة. والأخطار في شخصية الابن جعلت شمير يراه خطرا على الدولة. لقد جعلت هذه الخلفية الحفيد ينشيء مجموعة كراهية للعرب. وهذه الخلفية تجعل حكم نتنياهو يُعين الآن حاخام التحريض على العرب من صفد، شموئيل الياهو، ليكون المرشد الروحي لنجمة داود الحمراء. وقد تكون هذه الخلفية جعلت نتنياهو يعلن بأنه يفضل الصواريخ على تل ابيب على المشروع الذري الايراني. واقتُبس من كلام نتنياهو يقول ان صحيفتي "نيويورك تايمز" و"هآرتس" عدوتان لاسرائيل. وقد يكون النصف الاول من جملة الصواريخ عقيما بمعنى ما، ونيويورك بعيدة، لكن قد يتم تدمير مبنى صحيفة "هآرتس" بحرب صاروخية.

في شباط 1991 كانت الطائرات مستعدة للاقلاع الى العراق. ولخص شمير النقاش بكلمتي "غير جيد" – أنا لا أرى انه توجد أكثرية تؤيد العملية. وكان في الغرفة أكثرية تؤيد العملية لكن شمير فهم الحكمة الواضحة وهي أن من يختار الاصرار على المناطق والمستوطنات تعوزه الشرعية العالمية للقيام بعمليات استراتيجية واسعة. وكان يرى ان أخطارا مثل ايران والعراق هي شؤون لردع اسرائيلي وينبغي ان تُترك المواجهة الاستراتيجية الفعالة للامريكيين. فهذا هو ثمن العناد السياسي – وهو مُربح بحسب شمير.

هذا الشأن الواضح يغيب عن المستيقظين متأخرين مثل البروفيسور حزقيال درور. فقد بيّن لـ أري شبيط في صحيفة "هآرتس" في 29 حزيران ان رأيه تحول الآن إذ تبين له ان ايران الذرية خطيرة واقترح علاجا هو الحرب المخطط لها أولا ثم عرض سلام ومصالحة. وانقلبت الامور رأسا على عقب عند درور مع استيقاظه. ان قاعدة نجاح الحروب الردعية في التاريخ هي الشرعية الداخلية والخارجية الواسعة – كما يزعم انه فهم ذلك صديقه اهود باراك، تلك التي تأتي من البحث عن السلام قبل الحرب لا بعدها.

ان اسحق رابين الذي استيقظ قبل درور بعشرين سنة اتجه الى السلام كي ينشيء ظروفا داخلية وخارجية لمواجهة منتصرة مع ايران، وكذلك بيغن. وكان ذلك واحدا من تقديراته الرئيسة للسلام مع مصر، وكذلك ايضا حب مواطنيه الذي أعرب عنه ترميم أحياء مساعدة من اجل الشرعية. ان الذرة الايرانية خطيرة ويجب وقفها بكل ثمن تقريبا. وثمن العملية – التي تحتاج الى متابعة غربية تؤدي الى نجاحها – هو الاستعداد للخروج من المناطق كلها، الاستعداد قبل الحرب.

يستطيع ان ينتصر في الحروب الردعية مُحبو مواطنيهم فقط الذين لا يريدون الخروج اليها مثل ليفي اشكول. فهم وحدهم – من محبي الأزهار والرياحين – يستطيعون الانتصار. أما المنطلقون اليها عن كراهية "الغير" و"العرب" فيجلبون على شعوبهم وعلى أنفسهم "أمورا مخزية".

لم تنفذ ايران حتى الآن الانطلاق نحو القنبلة. وستكون انتخابات في الولايات المتحدة وفي ايران قريبا، وما يزال تحول السنة في الحكم الاسرائيلي الذي يفضي الى وعد بانسحاب كامل، ما يزال ممكنا. ان حكومة كهذه فقط محبة لمواطنيها وللمصالحة، تستطيع ان تُجند الشرعية للانتصار على ايران.