خبر مرسى يبدأ ولايته بعباءة « الرئيس الشعبى » حراسة أقل ولا إخلاء للشوارع

الساعة 06:56 ص|02 يوليو 2012

وكالات

قرار رسمى بإلغاء المواكب وعدم إغلاق الطرق.. الوقوف فى إشارة مرور بجوار سيارات المواطنين.. بدء خطاب رئاسى مهم بالاعتذار لطلاب ألغيت امتحاناتهم بسببه.. ظهور فريد فى مكان مفتوح يصعب تأمينه كميدان التحرير.. عدم ارتدائه واقيا مضادا للرصاص، جملة من تصرفات غير مسبوقة لم يعهدها المصريون على شاغلى منصب رئيس الجمهورية، وضعت الساكن الجديد لقصر الاتحادية فى حى مصر الجديدة فى عباءة «الرئيس الشعبى».

وعلى الرغم من مرور سبعة أيام فقط منذ إعلانه رئيسا للبلاد، فإنها كانت كفيلة بخلق صورة جديدة غير نمطية لرئيس البلاد الجديد الذى يخالط شعبه من دون حراسة زائدة ومن دون تكلف، والقادر على الاعتذار لمواطنين عاديين على أذى سببه لهم، بعيدا عن الصورة الذهنية لـ«الرئيس الفرعون» المحفورة فى عقول المصريين.

 

وعبر العقود الثلاثة الماضية، اعتاد المصريون الوقوف بالساعات، فى الطرق الجانبية، انتظارا لمرور الموكب الرئاسى للرئيس المصرى السابق حسنى مبارك المكون من عشرات السيارات، حيث كان حرسه يغلقون الطرق الرئيسية ويحجبون رؤيته أثناء مروره، لكن مئات المواطنين الآن يحتفظون على تليفوناتهم المحمولة بصور للموكب الرئاسى للرئيس مرسى أثناء مرورهم بجواره دون أى فاصل، وأخرى للموكب الرئاسى جوار حافلات للنقل العام وعربات «الكارو» المخصصة لبيع الخضراوات، وهى مشاهد وضعته، وفق خبراء، فى عباءة الرئيس الشعبى باقتدار، مؤكدين أن بساطة مرسى ستمكنه من إنهاء حالة الاستقطاب السياسى الحاد حول منصب الرئيس، ولم شمل المصريين حوله كرئيس لكل المصريين.

 

ونقلت صحف محلية أمس عن مساعد وزير الداخلية للإدارة العامة للمرور، أن تعليمات وصلتهم من الرئيس مرسى بإلغاء المواكب حتى لا تتأثر الحركة المرورية ولا يشعر المواطن بالضيق.

 

وقال حسين أحمد حسين (24 عاما)، مسوق إلكترونى: «الرئيس محمد مرسى دشن مرحلة جديدة يعتبر فيها رئيس الجمهورية مواطنا موظفا بمنصب رئيس، مواطنا مثلنا تماما». وتابع حسين، الذى قال إنه سبق وتعطلت أعماله بسبب المواكب الرئاسية لمبارك: «متفائل جدا بمرسى رغم عدم تصويتى له»، لكنه استدرك: «لا يزال أمامه الكثير».

 

وكان مئات الطلاب قد تم منعهم من الدخول لأداء امتحاناتهم صباح السبت فى جامعة القاهرة، حيث ألقى مرسى خطابه بسبب الإجراءات الأمنية، لكن مرسى بدأ خطابه بالاعتذار لهم، ويقول عمر أسامة (23 عاما)، طالب بجامعة القاهرة، إن اعتذار مرسى للطلاب أعطاه انطباعا باحترامه للمواطنين والشباب بشكل خاص. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بأنه رئيس بسيط.. يشعر بنا ويضعنا فى اعتباره».

 

وأضاف أسامة، الذى لم يصوت لمرسى فى جولة الإعادة: «خلال أيام بسيطة أثبت لنا أنه رئيس مختلف تماما عن سابقيه.. يمكننى الآن تأييده باقتناع تام». وظهر مرسى فى ميدان التحرير يوم الجمعة الماضى، حيث ألقى خطابا جماهيريا حماسيا أشعل ثورة من التوقعات الجيدة حوله، كما اكتسب شعبية جارفة حين أشار إلى أنه لا يرتدى واقيا مضادا للرصاص، وأنه فى حمى الله والشعب. وأدى مرسى اليمين الدستورية أمام المتظاهرين بالتحرير أولا قبل أدائه فى المحكمة الدستورية العليا وفقا للإعلان الدستورى المكمل.

 

وأوضح أحمد أسامة (28 عاما)، مهندس كهرباء «رفض الرئيس مرسى للحراسة الزائدة واندفاعه الحماسى على منصة التحرير زاد من إعجابى به وعند الكثير من أصدقائي»، وأضاف: «أعتقد أنه تفادى بذكاء مشكلة القسم أمام المحكمة الدستورية بأدائه أمامنا فى التحرير».

 

وقال مصدر فى قوات الحرس الجمهورى لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس مرسى يرفض محاولات حرسه الخاص بارتداء واق مضاد للرصاص. وأضاف المصدر، وهو ضابط برتبة عقيد: «الإجراءات الأمنية التى يتم اتخاذها أقل الإجراءات الأمنية الممكنة التى يمكن بها تأمين الرئيس». وقال المصدر: «مرسى يؤكد لنا أننا لا يمكن أن نحميه من القدر».

 

وكشفت تقارير صحافية عن أن مرسى يقوم بأداء صلاة الفجر فى المسجد، كما قالت إنه وبخ القادة المكلفين بحراسته بسبب تركهم للجنود فى القيظ بانتظاره ساعات قبل وصوله.

 

وأوضح الدكتور إسلام حجازى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تصرفات الرئيس مرسى عادية وطبيعية للغاية، ويقوم بها الرؤساء فى مختلف دول العالم. وقال حجازى لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر يبدو مميزا لأنها تحدث فى بلد اعتاد على رؤية الرئيس الفرعون»، مشيرا إلى تأثير ذلك على رجل الشارع العادى بشكل كبير. لكن حجازى استدرك قائلا «لا يجب المبالغة فى الاحتفاء لأن الأفعال لم تأت بعد».