خبر الإفصاح عن أسماء العملاء..كابوس يلاحق عائلاتهم فأين الرقابة؟!!

الساعة 09:41 ص|01 يوليو 2012

غزة (خاص)

ما أن أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية بغزة عن تفاصيل مثيرة من العيار الثقيل كما وصفتها للاحتلال الإسرائيلي بكشف عملائه الخميس الماضي حتى تداول المواطنون أسماء لعملاء موقوفين في سجون الداخلية، وربما تكون أسماء موقوفين ليس لهم أي علاقة بالعمالة مع الاحتلال، وإنما اعتقلوا لأسباب أخرى.

ونظراً لحساسية موضوع العملاء في قطاع غزة، يبدأ الحديث يدور في الشارع الغزي عن قصص للعملاء ويتم تداول أسماء قد تكون لأقارب أو جيران أو معارف، وهو الأمر الذي يسبب بمشاكل اجتماعية لبعض العائلات والأسر التي لا ذنب لها بارتباط أحد أفرادها بالعمالة مع "إسرائيل".

مواطنون تحدثوا لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، عن حساسية الأمر، مؤكدين أن بعض أسماء العملاء التي يتم تداولها تسبب إحراج كبير لعائلته التي لا ذنب لها في عمالته مع الاحتلال وأدت إلى انعزال عائلته عن المجتمع.

وتساءل المواطنون، "هل من ينشر الأسماء يريدون عزل عائلته عن المجتمع؟.. أم يريد فضح العميل؟.. أليس للعميل عائلة محترمة قدمت الشهداء والجرحى والأسرى من أجل فلسطين وقادتها.. أليس عائلته من عائلة فلسطين المرابطة المجاهدة؟.

وطالب المواطنون من وزارة الداخلية محاسبة كل شخص يتحدث عن أسماء للعملاء للمحافظة على عائلته التي لا ذنب لها فيما اقترفه ابنها الذي باع وطنه ودينه وعائلته وضميره من أجل الحصول على بعض من الأموال المغموسة بدماء قادة فلسطين وعظمائها.

سلوك عدائي

ومن جانبه أكد الخبير في الصحة النفسية جميل الطهراوي، أن إعلان أسماء العملاء أو نشرها بين المواطنين بطريقة رسمية أو عفوية أو إشاعات تؤثر بشكل سيئ وسلبي وتسبب إشكالية وعائق كبير في التواصل بين عائلة العميل والمجتمع.

وقال الطهراوي في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم الأحد :"إن طبيعة المجتمع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه عدائية وكراهية ووجود عميل في أسرة فلسطينية يؤثر سلباً على تعاملها مع المجتمع وربما تؤدي إلى انعزاله وفي أسوء الأحوال قد تؤدي به إلى استخدام سلوك عدائي مع المجتمع.

وأضاف، أن الابتعاد والانعزال عن عائلة العميل الذين لا ذنب لهم في عمالته مع الاحتلال أصبحت عادات وتقاليد بين المجتمع الفلسطيني فنرى المجتمع يتجنب التعامل مع عائلته من خلال النسب والمصاهرة بشكل كبير جداً.

وشدد على أن تعامل المجتمع مع عائلة العميل بهذا الشكل قد يؤدي إلى انعزاله عن المجتمع ورحيله من منطقة سكناه وربما يسلك سلوكاً عدوانياً للتخلص من انعزاله الذي فرض عليه من المجتمع وفي أسوأ الحالات ربما يلجأ إلى العمالة مع الاحتلال الإسرائيلي للتخلص من المأزق الذي يواجهه.

ومن الجدير ذكره أن وزارة الداخلية عرضت شهادات حية لبعض من العملاء في فلم قصير وأخفت كافة مظاهر التعرف على العملاء لعدم الخدش والمس بكرامة عائلاتهم التي قمت الشهداء والجرحى والأسرى ورغم ذلك إلا أن المواطنين يتحدثون عن عملاء ربما أسماء حقيقية وربما إشاعات فأين دور وزارة الداخلية من هذه الإشاعات.

هذا ولم يتسن لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" الوصول لأحد المسؤولين في وزارة الداخلية للحديث حول الأمر ونقل مطالب المواطنين بتشديد الرقابة على أسماء العملاء ومنع الفتنة بين المواطنين.