خبر ساعة الاخوان- يديعوت

الساعة 09:32 ص|01 يوليو 2012

ساعة الاخوان- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

ان شيئا واحدا فقط موجود بكثرة للعرب جميعا مهما كانوا وهو غير موجود على الاطلاق للاسرائيليين وهو الزمن. فمفهوم الزمن عند العرب يختلف تمام الاختلاف عنه عندنا ويُسبب عدم تفاهم وتعقيدات صعبة.

اليكم مثالا عديم الأهمية لمفهوم الزمن عندهم وعندنا. ذات مرة في بلاط الملك حسين في الاردن، رأيت جماعة من الشيوخ يجتمعون في حرج اشجار قرب القصر، وقيل لي انهم دُعوا لحديث مع الملك. وبعد يوم رأيت الجماعة نفسها في المكان نفسه وكانوا ما يزالون ينتظرون، ولم يكن في ذلك عند اصدقائي الاردنيين شيء من الغرابة. ففي حين علمني رئيس الوزراء اسحق رابين التدقيق بالدقيقة، جلس الشيوخ تحت الاشجار وانتظروا طويلا.

للعرب زمن دائما، فهم لا يُسرعون أبدا الى أي مكان. والقدماء بيننا يعرفون العبارة التي تُقال دائما بلفظ واحد: "شوية شوية" التي تعني "رويدا رويدا". أما نحن الاسرائيليون في المقابل فليس عندنا زمن، بل يجب ان يكون كل شيء سريعا وفي أسرع وقت ممكن. ولا يوجد تأخيرات. ويبدو ان الحركة الصهيونية كلها بُنيت على الفترات التي تركها العرب لنا. وقد تعلمنا كيف نستغل أحسن استغلال هذه الفترات لبناء دولة وانشاء استيطان زاهر والاتيان بملايين المهاجرين وانشاء وطن للشعب اليهودي. ونحن بيننا نضحك دائما على العرب الذين يسألون بجدية: "كم من الوقت حكم الصليبيون هنا؟ هل مئتا سنة فقط؟ سننتظر فعندنا زمن!".

ما صلة هذه الكلام بما أُريد؟ انه يتصل بمصر وبرئيسها الجديد محمد مرسي. فالحديث هنا عن رافع راية "الاخوان المسلمين" الذين يرون القضاء على اسرائيل واحدا من أسس عملهم. وقد مر اسبوع منذ تولى عمله ونحو من سنة منذ ثارت مصر وأصبح هناك من يعُد الايام والاعمال المختلفة للاخوان ويقول لنفسه ولنا: "ليس الامر فظيعا الى الآن" (مثل تلك النكتة التي تتحدث عن ذاك الذي سقط من الطابق الرابع والتسعين وقال في الطريق لمن سألوه: "كل شيء على ما يرام الى الآن").

اليكم استنتاجين متعاكسين: ان الاخوان المسلمين في كل موقع هم ألد أعداء دولة اسرائيل. فقد تولوا الحكم في مصر وأصبحوا في لبنان شركاء في الحكم وأعينهم تتطلع الى الاردن وتركيا وبلدان الخليج. والاستنتاج المطلوب من جهتنا هو انه لا يوجد من نُحادِث وأن كل شيء خاسر.

والاستنتاج المعاكس تماما هو انه يجب علينا ان نستغل الفترة كما فعلت الحركة الصهيونية دائما كي نحاول بكل ثمن ان نُحادث ألد أعدائنا ولنحاول ان نصبح عاصمة تقنية الشرق الاوسط ونقترح على مئات الملايين القليل، والرغيف والزعتر كي يكون لهم ما يأكلون. يستيقظ 90 مليون من المصريين كل صباح للبحث عن رغيف واحد لا عن سيارات البورش.

سيكون من يقولون وفي قولهم بعض الحق انه لا يوجد ما يُتحدث فيه، ولا يوجد من يُحادَث في حماس وعند الاخوان المسلمين ايضا، ويبدو أنه حتى هذا صحيح، لكن الى من تحدثنا مثلا حينما تمت المفاوضة للافراج عن جلعاد شليط؟ أإلى الجمعيات الخيرية والى أيتام رام الله؟ تحدثنا الى حماس.

ويُذكرني هذا كيف كنا نسجن قبل سنين غير كثيرة، اجل سجنا، في سجن شهورا طويلة من تكلم بكلمة واحدة الى ناس من م.ت.ف، وكيف قتلنا، اجل قتلنا، أولادا فلسطينيين علقوا في قراهم أعلام م.ت.ف وكيف كان محظورا بحسب القانون حتى ان يُغمز هؤلاء. وليست عندنا أوهام، فقد كانوا في أكثرهم وسيبقون أعداءا.

اذا كان الامر كذلك فعلينا ان نحاول ان نجد صدعا حتى لو كان صغيرا جدا في سور "الاخوان". ان احتمال ذلك ضعيف يكاد يكون صفرا، لكن ما الذي نخسره؟.