خبر بالصور..عبدالناصر افتتح خطب الرؤساء بالتحرير1954..ومرسى يعيدها 2012

الساعة 01:51 م|29 يونيو 2012

القاهرة

ربما لا يعلم الكثيرون أن عبد الناصر ألقى كلمة موجزة في ميدان التحرير في 19 أكتوبر عام 1954 وبالتأكيد لم يدر بخلد عبد الناصر أن طفلا لا يناهز عمره آنذاك 3 سنوات يدعي محمد مرسي، سيعتلى منصة الميدان ليلقى خطبة كأول رئيس مدني منتخب ينتمي لواحد من أكثر التنظيمات التي حاربها عبد الناصر. بعد اتهامها باغتياله.
قال عبد الناصر في كلمته مخاطبا شباب الحرس الوطني (متطوعين)، حيث قال:"لقد أردتم الكفاح وتطوعتم فى الحرس الوطنى من أجل الكفاح، وأحب أن أقول لكم: إن كفاح مصر لم ينته، وإن مرحلة من كفاح الوطن قد انتهت، وفى نفس الوقت بدأت مرحلة أخرى نريد فيها القوة والعزيمة حتى نحقق الهدف الأول الذى قامت من أجله الثورة؛ وهو بناء وطن قوى عزيز. 

لم يكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو أول من ابتدع الخطب الجماهيرية التي يلقيها القادة والزعماء والرؤساء في الميادين، فقد سبقه قبلها الكثيرون في مصر وفي غيرها من دول العالم، وقد غيرت بعض هذه الخطب مسار التاريخ، ولوت عنق الأحداث.
ولعل من أشهر العبارات المقتبسة عن إحدى هذه الخطب، عبارة الزعيم أحمد عرابي في ميدان عابدين في مواجهة خديوي مصر آنذاك توفيق، حيث قال له:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار"، ردا على وصف الخديوي للمصريين بأنهم "عبيد إحساناته".
وفيما يلي نعرض لعدد من أشهر الخطب التي ألقاها رؤساء مصر في الميادين..
مع تولي جمال عبد الناصر الحكم في مصر رسميا عام 1954م، كان بحاجة لجمع جماهير المصريين حوله، خاصة بعد الطريقة التي استبعد بها عبد الناصر ورفاقه الرئيس السابق محمد نجيب والذي كان يحظي بشعبية طاغية أسهمت في إحباط محاولات سابقة جرت لإبعاده عن صدارة المشهد السياسي في مصر. وكان من الوسائل التي اعتمد عليها عبد الناصر كثيرا في تحقيق غايته الكلمات والخطب في عدد من ميادين مصر.

في مساء 26 أكتوبر من العام 1954م، ألقى الرئيس جمال عبد الناصر خطبة في ميدان المنشية بمناسبة ذكرى الجلاء، وبعد دقائق من شروع عبد الناصر في إلقاء خطبته، ومع تصفيق الحضور دوى صوت ثماني طلقات نارية متتالية، وسادت الفوضى واعتقد كثيرون أنه تم اغتيال عبد الناصر بينما لم تستوعب الغالبية ما حدث، وبعد فترة وجيزة عاد صوت عبد الناصر قائلا:"أيها الرجال.. فليبق كل فى مكانه.. أيها الأحرار.. فليبق كل فى مكانه.. دمى فداء لكم.. حياتى فداء لكم.. دمى فداء مصر.. حياتى فداء مصر.... هذا جمال عبد الناصر يتكلم إليكم - بعون الله - بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا عليه وعلى حياته.. حياتى فداء لكم، ودمى فداء لكم، أيها الرجال.. أيها الأحرار.. إن جمال عبد الناصر ملك لكم، وإن حياة جمال عبد الناصر ملك لكم."

وعلى الرغم من أن مضمون هذه الخطبة لم يؤثر كثيرا لا سياسيا ولا اجتماعيا إلا أن ما ترتب على ما اصطلح على تسميته بـ"حادث المنشية" أو "محاولة اغتيال عبد الناصر" كان له بالغ الأثر في اندلاع "حرب" معلنة بين النظام وعلى رأسه عبد الناصر وبين تنظيم الإخوان المسلمين، وبدأت حملة اعتقالات ومحاكمات واسعة في صفوف التنظيم، ووصلت لإعدام عدد من قيادات التنظيم على رأسهم الأديب والمفكر سيد قطب.
وفي مساء 26 يوليو في عام 1956م، وفي ميدان المنشية ألقى جمال عبد الناصر خطبته الشهيرة بمناسبة مرور 4 سنوات على رحيل الملك فاروق عن مصر، والتي أعلن فيها تأميم قناة السويس، حين قال:" قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقنال السويس البحرية. 

واليوم، وبعد أن أثبتت ثورة 25 يناير أن قلب الشعب المصري النابض لا يزال مستقرا في الميادين التي لم تقتصر على ميدان التحرير بقلب القاهرة، وإنما امتدت لميادين أخرى على امتداد محافظات مصر، يستعد الرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب بعد الثورة لإلقاء كلمته الأولى من ميدان التحرير بعد أن أصبح رئيسا، اليوم الجمعة، ويتساءل كثيرون هل تستعيد ميادين مصر خطب وكلمات الرؤساء، وهو ما يضمن تفاعلا حيا ومباشرا مع الجماهير، أم تكون خطبة مرسي اليوم بميدان التحرير هي الأولى والأخيرة.. هذا ما سيكشف عنه قادم الأيام.


عبد الناصر



عبد الناصر



عبد الناصر



عبد الناصر