خبر أبو سرور: الفلسطينيون ضموا كرة القدم إلى الحجر لمقاومة الاحتلال الصهيوني

الساعة 01:41 م|27 يونيو 2012

غزة

القدس - رام الله - بيت لحم - الخليل .. أسماء لمدن فلسطينية ذاع صيتها في العالم أجمع بسبب أخبار الدمار والعنصرية والقتل التي تشهدها ويرورح ضحيتها شبابا ورجال ونساء وأطفال فلسطينيين على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي .. ولكن هل من هناك بصيص من الأمل في أن نسمع أخبار مغايرة تضيف بسمة لأطفال وشباب هذه المدن وغيرها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.


سؤال أجاب عليه محمد أبوسرور عضو اتحاد الكرة الفلسطيني رئيس بعثة منتخب الصابرين ( الفلسطيني ) المشارك في بطولة كأس العرب لكرة القدم التي تستضيفها السعودية حالياً في مدينتي جدة والطائف ، من خلال هذا الحوار الكروي السياسي الإنساني الذي أجراه معه موقع كووورة .


ولنبدأ من أرض الحرمين الشريفين .. كيف ترى مشاركتكم في كأس العرب ؟


أود أولاً تقديم كل الشكر لموقع كووورة زائع الصيت وجامع الأمة العربية حول متابعته المسؤولة للأخبار الرياضة عامة ، والفلسطينية على وجه الخصوص .

قبل قدومنا إلى الطائف شهد مستوى المنتخب تطوراً ملحوظاً ، وانعكس ذلك على نتائجه الجيدة، فقد تعادل مع المنتخب القطري في الدوحة ، وفاز على البحرين ثم اليمن في اليمن .. إلا أن خبراً غير ساراً استقبلناه بانسحاب المنتخب الإماراتي من مجموعتنا الأولى في البطولة ، مما جعل حظوظنا قليلة باعتبار أن المنافسة اقتصرت على مواجهتنا بمنتخبي السعودية والكويت ، وبذلك ايقنا أن فرصة تأهلنا حتى كأفضل مركز ثاني تلاشت لإختيار اللجنة الفنية لأفضل ثاني من المجموعتين الثانية أو الثالثة كون كلاهما يضم أربعة منتخبات ، ضف إلى ذلك خسارة المنتخب الكويتي من السعودي في المباراة الافتتاحية برباعية نظيفة ، الأمر الذي أحبط لاعبينا ففقدوا الدافع للمنافسة .

العالم أيقن أن كرة القدم باتت ضمن عناصر القوة الناعمة للدولة، وخير سفير لتسويق قضاياها .. وأنتم الأحوج لهذه القوة لتسويق النكبة ؟

معك كل الحق .. نحن نبذل جهود مضنية لتحقيق ذلك من خلال تكوين المنتخبات بكافة مستوياتها السنية وأصبحت عملية المشاركة في البطولات غير قابلة للمراجعة أو الاعتذار ، ولعل القيادات الفلسطينية بداية من رئيس الدولة محمود عباس " أبومازن " إلى اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة وأعضائه وجميع من يعمل في الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ، لا يولون جهداً في الدفع نحو تطور الرياضة لتحقيق المشاركات الدولية بصورة ترسخ طموح الشعب الفلسطيني وحقه في الاستقلال ليبدع وينهض ضمن منظومة بني الانسان.
معنى ذلك أن الكرة باتت أحد أدوات الفلسطينيين لجذب تعاطف العالم نحو قضيتهم مع المحتل الصهيوني ؟

استطيع القول بأنها البداية .. لم نصل بالفعل إلى المستوى المطلوب ، ولا اخفي سراً اننا نتمنى الوصول للعب دور فعال من خلال كرة القدم وما تمثله من قيم رياضية وانسانية بعيداً عن دهاليز السياسة الدولية التي لم تحمل للفلسطينيين حتى الان ما يثلج صدورهم .

الحقيقة أن الخبراء الإستراتيجيين يعتبرون اليوم أن الفلسطينيين ضموا كرة القدم إلى الحجر لمقاومة الاحتلال الصهيوني لأراضينا .

وماذا تفعلون من أجل الوصول لهذا الهدف ؟

نعمل على تطوير مسابقاتنا المحلية لإفراز قاعدة جيدة تصنع منتخبات وأندية قادرة على المنافسة والتواجد على الساحة القارية والدولية .. فنحن في الاتحاد طبقنا الاحتراف النصفي بين أندية الدرجة الأولى البالغ عددها 12 فريقاً .. بمعنى أن نصف لاعبي الفريق يرتبطون بالنادي من خلال عقود احتراف ، والنصف الأخر يلعب كهاوي ، وهناك 4 درجات أخرى للمسابقات منتشرة في المدن الفلسطينية .. إلا أن قمع الاحتلال وقتله للشباب واعتقالاته لهم، عمل على تتقلص وضمور القاعدة يوماً بعد الأخر رغم محاولاتنا في توطيد العلاقة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يطبق عندنا مشروع الهدف الذي يعمل على تطوير اللعبة بالعون اللوجستي، وكذلك مدارس لكرة القدم لنشر اللعبة بين الأطفال والناشئين.

وماذا عن لاعبو الشتات الفلسطيني ؟

بهذه المناسبة اتوجه بالشكر والتقدير لكل لاعب من أصل فلسطيني ويحرص على الانضمام للمنتخب الفلسطيني ، فبعيداً عن جهوده مع المنتخب ، فهو يساهم في أن تتعرف الدول التي يلعب في دوريها على أن هناك منتخباً لفلسطين ويشارك في منافسات دولية ، فهذا يعتبر إشارة مباشرة لوجود دولة فلسطينية تبحث عن حقها في التحرر من المحتل، ومن بين هؤلاء اللاعبين عمر جارون الذي يحمل الجنسية الامريكية ويلعب في دوري الدرجة الأولى البولندي ، وغيره من اللاعبين .. أما الحارس رمزي صالح الذي حرس مرمى الأهلي المصري أحد أهم وأكبر الأندية العربية والإفريقية ، ويلعب حالياً في الدوري المصري مع نادي سموحة ، فهو أحد الرموز التي نعول عليها في إعداد الكوادر الرياضية أصحاب الخبرات الدولية .

ماذا تتمنون في هذا المضمار ؟

على المستقبل القريب نتمنى أن نربط مسابقاتنا والأندية التي تشارك فيها ، ببعض الفعاليات الخارجية ، ولعلي أقترح حالياً أن نتعاون مع اتحادات الكرة العربية مثل المصري والسعودي في إقامة دورة ودية مصغرة تكون وقت إعداد الفرق للموسم الجديد ، ولتكن تحت مسمى السوبر ، يلتقي فيها بطلا الدوري والكأس من كلا البلدين سنوياً ، فهي ستكون عامل تسويق للأندية الفلسطينية في المنطقة .

كل الأمنيات بالتوفيق .

شاكرين تعاونكم وتواصلكم معنا لتحقيق الأهداف النبيلة .