خبر مرسي: ينبغي الاستعداد لأسوأ سيناريو- إسرائيل اليوم

الساعة 08:40 ص|27 يونيو 2012

 

 

بقلم: الكسندر بلاي

انتشر في اسابيع انتظار حرب الايام الستة نشيد "ناصر ينتظر رابين"، الذي عبر عن ترقب الحرب بين اسرائيل ومصر بعد ان تعدت مصر تعديا قررت اسرائيل منذ ان نشأت انه سبب للحرب بأن لا تُسد طريق الملاحة البحرية لدولة اسرائيل بكل طريقة ممكنة.

تحملت اسرائيل، وهي تحرق أنيابها، سد قناة السويس في وجه الملاحة الاسرائيلية بخلاف جميع المعاهدات الدولية الى ان زيد على ذلك ايضا اغلاق مضائق تيران ومنع الملاحة الى ايلات في 1956 و1967. وفي هاتين المرتين ردت اسرائيل بعمل عسكري. وفي حرب يوم الغفران ايضا في 1973 سدت مصر طريق الملاحة الاسرائيلية بيد أنها فعلت ذلك هذه المرة من شواطيء اليمن عند منفذ البحر الاحمر الى المحيط الهندي.

        ان هزائم مصر في كل محاولاتها القضاء على اسرائيل فرضت عليها اتفاق سلام وُقع عليه في 1979 وكان ذلك الاتفاق ذروة انجازات الرئيس كارتر وأصبح الحفاظ عليه منذ ذلك الحين حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة في منطقتنا. والاتفاق هو عودة دقيقة تقريبا الى اتفاقات كامب ديفيد في 1978 التي اشتملت على "اطار للسلام في الشرق الاوسط"، وفيها اتفاق يدعو الى انشاء حكم ذاتي في داخل يهودا والسامرة كما نشأ حقا (لا يتحدث الاتفاق بأي حال من الاحوال عن انشاء دولة فلسطينية)، وعن وجود حل دائم بعد خمس سنين، ويشمل الاتفاق الذي يدعو الى تطبيع العلاقات بين اسرائيل ومصر مقدمة لانشاء اتفاقات سلام مع سائر الدول العربية.

        وقد وقعت اسرائيل ومصر بانفصال عن ذلك على اتفاق سلام يشمل علاقات كاملة دبلوماسية واقتصادية وثقافية. وقد وفت مصر وفاءا جزئيا فقط بمواد الاتفاق، فقد جمدت العلاقات الدبلوماسية زمن الازمات في منطقتنا ولم تفِ قط بحرف واحد من اتفاقات التطبيع. ونقضت مصر الى ذلك على الدوام في جبهات مختلفة القيود العسكرية على اعادة انتشار جيشها في سيناء. والضمان الوحيد لأن تتلقى اسرائيل انذارا سابقا بتحرك مصري قد يأتي من القوة المتعددة الجنسيات في سيناء وعدد أفرادها نحو من 1600 شخص ويعمل فيها ضباط وجنود من 12 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة وكندا.

        ان هذه المعطيات وحقيقة ان اسرائيل لم تر مصر دولة معادية منذ تم التوقيع على اتفاق السلام تجعل متخذي القرارات اليوم في القدس في وضع حرج. فاسرائيل من جهة امتنعت الى اليوم عن كل نشاط قد تُفسره الولايات المتحدة ومصر بأنه محاولة للمس باتفاق السلام أو للتهرب منه. والمواجهة العسكرية مع مصر من جهة اخرى غير ممتنعة والسؤال الوحيد هو وقتها.

        ان وضع مصر الاقتصادي اليوم لا يُمكّنها من النفقة على أكثر من 85 مليون نسمة. وهذا يوجب العثور على متهمين يوجه عليهم الغضب العام. ولن يستطيع النظام الاسلامي ان يختبيء طويلا وراء النظام القديم، ومع ذلك ان كل مواجهة عسكرية في منطقتنا قد جرّت دائما محاولة وساطة امريكية الى جانبها هبات سخية. ولا يجوز ان ننسى ان المساعدة الخارجية الامريكية لمصر يُخصص أكثرها للجيش (نحو من 1.5 مليار دولار) ويُخصص شيء منها (نحو من 800 مليون دولار) لمساعدة مدنية. والحديث عن تقوية القوات المسلحة لا عن تقوية الاقتصاد المصري، فهذه اذا مساعدة قد تشجع النظام الجديد على ان يبادر الى اجراء متسرع.

        في ضوء كل ذلك فان المواجهة العسكرية هي الاحتمال الأكثر منطقا، ولهذا من الواجب على اسرائيل ان تحدد من جديد اسباب الحرب وتُعلم الولايات المتحدة وكل دولة رائدة اخرى بها؛ فقوتها في نشرها. ويجب علينا زيادة على هذه الخطوة المعلنة ان نحدد أهدافنا في الغرف المغلقة. يجب على اسرائيل ان تُظهر الى الخارج تمسكا باتفاقات السلام برغم عيوبها وحذرا شديدا من الانجرار الى تحرشات مع التوضيح المعلن الواضح الذي لا لبس فيه لاسباب حربنا.

        ويجب في نفس الوقت وبصورة سرية الاستعداد لجميع الاحتمالات – بدءا من زيادة الجهد العسكري في جميع جوانبه وانتهاءا الى مسألة السكان في سيناء اذا حان وقت الحرب وحينما يحين. لا شك في ان مواطني اسرائيل يأملون ويرجون ألا يأتي هذا اليوم، لكن اذا فُرض علينا، والعياذ بالله، فانه يجدر ان نكون مستعدين جيدا.