خبر اذا أطلقوا النار فسيدفعون الثمن- يديعوت

الساعة 08:35 ص|27 يونيو 2012

 

بقلم: غيورا آيلاند

ان الفترة بين جولة اطلاق النار الأخيرة وتلك التي ستأتي في أعقابها تُمكّن من اجراء فحص استراتيجي عن سياستنا فيما يتعلق بغزة. إننا منذ كانت "الرصاص المصبوب" وعلى قدر أكبر من ذلك في الاشهر الأخيرة، نُصرف الصراع بوسائل تكتيكية فقط. ونفحص في هذا الاطار في كل مرة أي منظمة أطلقت النار علينا ونحاول ان نصيب مطلقي القذائف الصاروخية اصابة محددة، وهذا التوجه يؤبد وضع جولات اطلاق نار كل بضعة اسابيع، وهذا شيء أشك في ان يكون صحيحا من وجهة نظر اسرائيل.

يجب ان تقوم السياسة الاسرائيلية على ادراك ان غزة هي دولة بالفعل من جميع الجوانب، فلها حدود جغرافية واضحة وفيها سلطة مستقرة انتُخبت بطريقة ديمقراطية ولها سياسة خارجية مستقلة والتوجه الذي يقول إننا لا نعترف بسلطة حماس هو حماقة. وحقيقة ان غزة هي دولة برغم انه يحكمها "ناس أشرار" أفضل من الفوضى أو من الوضع الذي ساد هناك قبل 2007 حينما كان الحكم للسلطة الفلسطينية من جهة رسمية، لكن كانت القوة العسكرية الرئيسة لحماس.

يُشتق من وجهة النظر هذه ثلاثة استنتاجات: الاول انه لا يجوز لاسرائيل ان تُجر الى تفريق بين اللاعبين الثلاثة – السلطة في غزة والسكان في غزة والمنظمات الارهابية. فالحديث من جهتنا عن دولة مسؤولة عن كل نشاط معادٍ مستعمل منها، بل ان استعمال مصطلح "الذراع العسكرية لحماس" مخطيء، فهناك دولة ولها جيش وهذه هي صورة المعاملة الصحيحة لغزة.

والثاني ان غزة باعتبارها دولة هي دولة معادية. ويمكن إتمام تسويات اقتصادية وغيرها مع دولة معادية ايضا، لكن ليس من المقبول الاستمرار في تزويد العدو بالكهرباء والوقود ومنتوجات اخرى في وقت يطلق فيه النار علينا. والتفريق – الذي يريدون في العالم ان نقوم به – بين احتمال (محدود) لمحاربة من يطلقون النار (فقط) وبين "تزويد السكان الأبرياء بالمعدات الانسانية" هو خطأ شديد يُمكّن حكومة غزة من التهرب من كل معضلة حقيقية.

والثالث انه لا يمكن التوصل الى تفاهمات مع المجتمع الدولي حينما يوجد تصعيد. ففي حال التصعيد يكون كل ما يمكن الحديث فيه هو الهدنة. وفي المقابل فان فترة التهدئة – كتلك التي جاءت هذا الاسبوع – هي وقت مريح لصوغ سياسة والتحقق من أنها واضحة بصورة جيدة لدى الدول الغربية وفي مصر.

يجب ان تقوم السياسة في شأن غزة على خمسة مباديء وهي:

1- تعترف اسرائيل فعليا بأن غزة دولة كاملة.

2- غزة غير خاضعة للاحتلال، والحدود بين غزة ومصر ("محور فيلادلفيا") مفتوحة تماما.

3- تتحمل دولة غزة المسؤولية عن كل نشاط معادٍ يخرج منها موجها على اسرائيل.

        4- ستزيد اسرائيل ما بقي الهدوء مُحافظا عليه مقدار الحركة في المعابر وتوافق بصورة معتدلة على تنقل الناس بين غزة والضفة. وسيفضي كل اطلاق نار على اسرائيل حتى ذاك المحصور "في غلاف غزة" الى وقف فوري للتزويد بالمعدات والوقود والكهرباء وما أشبه.

        5- في كل حالة اطلاق نار من غزة سترد اسرائيل على دولة غزة وسيشمل ذلك تدمير أهداف للسلطة.

        هذه السياسة أصح من البديلين الآخرين وهما الاستمرار في الوضع القائم الذي أخذ الردع الاسرائيلي يضعف معه أو عملية عسكرية برية ("الرصاص المصبوب 2").

        وما علاقة هذا بمصر: هناك ميزة لكون الرئيس المصري من "الاخوان المسلمين"؛ فسيكون تأثيره في السلطة في غزة أكبر من تأثير النظام السابق. وسيحتاج مرسي الى مساعدة امريكية كبيرة (فالولايات المتحدة تهتم فضلا عن المساعدة العسكرية بتزويد مصر بالقمح)، ووقفها سيفضي ببلده الى وضع جوع حقيقي. ولن يُعرض أي رئيس مصري في بدء طريقه نفسه لذلك الخطر. وأداة الضغط الامريكية على مصر هي كبيرة جدا لذلك. فيجب ان تكون المساعدة الاقتصادية الامريكية مشروطة ايضا بالعمل الحثيث من رئيس مصر لكف العدوان من غزة وتحسين الأمن في سيناء.