خبر الشهيد ضياء الحق..عاش في دنياه ضياءً واستشهد إعلاءً للحق

الساعة 06:26 ص|27 يونيو 2012

خانيونس (مثنى النجار)

 

قدر الشهداء أن يرحلوا.. وبرحيلهم تتألم الذكرى على فراقهم.. وبالذكرى تتجدد حكاياتهم الجميلة.. وكأنها أشبه بمعجزات يسوقها القدر.. فتتحول إلى أحاديث الأجيال.. تماما كما الشهيد ضياء أبو دقة الذي رحل يوم الأربعاء لتتجدد ذكراه في نفس اليوم الذي رحل فيه, وبين هذه التواريخ المتشابه تأخذنا الذكرى برحيقها لنتذكر من خلالها حياة بطل عاش لفلسطين ومات من أجلها, فخمس سنوات هي المسافة الزمنية التي تفصل يوم الرحيل "الأربعاء" 27_6_2007ويوم الذكرى اليوم "الأربعاء" 27_6_2012.

تتجدد الذكرى في هذا العام وتزداد الأسماء "المتيمنة" باسم هذا الشهيد البطل الذي عرف معنى الجهاد في سبيل الله  فكان نعم المرابط والرقيب, ونعم الجندي والقائد , المعطاء والكريم.

ويتحدث شقيقه بهاء الدين قائلاً :" لنا الحق بأن نذكرك يا ضياء وأن نرفع أيدينا إلى السماء وندعو لك, ولنا الحق بأن نذكر جهادك الذي دونته بدمك الذي هو أصدق من الكلمات, فكنت خير مجاهد وخير أخ وخير حبيب, وكنت خير نموذج أعطا لنا مجداً نفتخر ونعتز به .

ويتابع :" ضياء الحق اسمٌ عبد بدمه طريق الحق والتضحية في مواجهة الباطل,على طريق ذات الشوكة.

أما إبن عمه خالد فيشير إلى أن الشهيد اكتسب علاقات اجتماعية كبيرة وواسعة جدا ,وخاصة مع أهل المنطقة الشرقية , وآخرين من مدن في قطاع غزة , وكان ذا ابتسامة لم تكن على أحد حسب وصفه.

ويضيف :" كان رفيقاً متسامحاً مع الأحباب والأصدقاء , شديد على أعداءه, فارساً في المعركة, مجتهداً في علمه وعمله.

 

نبذة عن حياته

تربى ضياء الحق وسط أسرة مجاهدة هُجرت من مدينة يافا منطقة "أبو كبير", فكان منها الشهيد والأسير والمصاب والمجاهد, ولد الشهيد ضياء بتاريخ 20/10/1985م , في بلدة بني سهيلا بمحافظة خان يونس, وترعرع في قريته ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارسها ,لينتقل بعدها للمرحلة الثانوية ليواصل مشواره التعليمي في مدرسة خالد الحسن الثانوية بالمدينة حتى أنهى المرحة الثانوية , ثم التحق بالمرحلة الجامعية ليدرس بجامعة الأزهر قسم المحاسبة, تخصص الإدارة المالية .

وعمل الشهيد ضياء الحق فترة حياته في مساعدة والده وأهله مرتبطاً في نفس الفترة داخل صفوف العمل الجهادي نصرة لدينه ودفاعاً عن وطنه السليب.

وما أن شهدت الانتفاضة الفلسطينية الثانية مواجهات عديدة فكان لضياء رحلة مع هذه الانتفاضة منذ بدايتها,فقد شارك في معظم المسيرات والمواجهات التي شهدتها منطقة خان يونس, وعندما بدأت وسائل مقاومة الاحتلال تتطور شارك ضياء في عدة عمليات عسكرية على الشريط الحدودي مع الكيان المحتل, وكان منها القنص , والتفجير, وإطلاق قذائف RBG. , فجاهد في سبيل الله بماله ونفسه ودمه.

 

لحظة استشهاده

حتى أتى فجر يوم الأربعاء 27/6/2007م, عندما توغلت قوات صهيونية خاصة مدججة بالدبابات والقناصة ,منطقة خزاعة شرق مدينة خان يونس, فانطلق ضياء وإخوانه لصد هذا العدوان , وعند اقتراب بعض الآليات إلى داخل البلدة , بدأ تحرك المجاهدين لصدها بشكل عنيف جدا , وبدأ الاشتباك يشتد , وفي الساعة السابعة والنص  قرر ضياء ورفاقه إطلاق قذيفة RBG من زاوية أخرى ليساند رفاقه, وإذا بقناصٍ صهيوني يطلق النار عليه فأصابه برصاصة استقرت في صدره, فحقق هذا القناص الجبان حينها أمنية ضياء للقاء الله عز وجل شهيدا مقبلا غير مدبر في ساحة المعركة .

لحظة قبل استشهاد ضياء, طلب ضياء من صاحب منزل قريب من منطقة الاجتياح أن يدخله بيته لكي يتمكن من الوضوء و الصلاة ركعتين لله, فصلى الركعتين ثم انطلق إلى المعركة مرة أخرى, وبعدها ارتقى ضياء شهيدا مقبلاً غير مدبر ..

جاهد ضياء الحق  في سبيل الله بماله ونفسه ودمه إلى أن اصطفاه الله ليكون أحد الأبطال العظماء في مسيرة الدم والشهادة وبقيت روحه معلقه بين محبيه، وتفوح ذكراه العطرة في كل مكان، وسيرته لا تنته على لسان من عملوا معه، ليجمعوا أنه رجل بمعنى الكلمة، فاجتمعوا على حبه .

 

وصية الشهيد

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وإمام المجاهدين قائد الغر الميامين وعلي اله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين أما بعد:

يقول الله تعالي: بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  (إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم  بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقران ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا بيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) , والقائل : (إنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون),.

صدق رسول الله( صلي الله عليه وسلم) :"لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها", ويقول الحبيب أيضا : "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله,ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض" تحية طيبة وبعد/

إخواني الكرام :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلي أعز الناس إلي أكرم الناس علي قلبي , إلى أبي وأمي , إلى إخواني وأحبابي ,إلى من يعرفني,إلى كل شاب مسلم, إلى كل من قال "لا اله ألا الله  محمد رسول الله" إن الحياة بجوار رب العزة لهي أفضل حياة,وخير من أي حياة, والله إنها حياة الشهداء والصادقين , إنها شهادة لا تنتهي في ساعة ولاتنته في ليلة , ولايصل الحبيب إلي الحبيب إلا الشهيد...

وإنها لبؤس حياة يتحكم فيها الطغاة والمستكبرين والمنافقين... لقد اخترت هذا الطريق الإيماني العميق لأنه طريق  الإيمان والوعي والثورة,طريق الجنة ,طريق مرضاة ربي أساله سبحانه وتعالي أن يتقبلني شهيدا في سبيله..

فلا تهنوا ولا تحزنوا علي فراقي فان كان هذا الجوار جوار رب وملك الملوك. فانه خير فراق..

إلي والدي والي إخواني وأخواتي/أوصيكم بإتباع منهج الحياة الأبدية:القران الكريم وسنة نبيه لمصطفي (صلي الله عليه وسلم),لأنه لا نجاة من عذاب الله إلا بالسير وراء هذا المنهج الرباني..

أعلم أن الفراق صعب ولكن الجنة تطلبنا..والحور تنتظرنا,والاقصي ينادينا أن هبوا لنصرتي..

إخواني في الله:

وأنا اكتب هذه الكلمات قبل لقائي الله عز وجل أقول لكم :أن أثبتوا علي هذا الدين العظيم, وأدوا فرائضه على أكمل وجه..

وابحثوا عن معرفة الله عز وجل ,وابتعدوا عن كل شئ يغضب الله عز وجل,ولاتغرنكم الحياة الدنيا,"فالدنيا دار مفر وليست دار مقر" ,وابتعدوا عن الغيبة والنميمة,فالرسول (صلي الله عليه وسلم)" يصف المؤمن بأنه ليس بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذئ"..

اعلموا إن هذه الدنيا لاتساوي عند الله جناح بعوضة..فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر...

وأخيرا أقول لك يا أبي ويا أمي :ألا تحزنوا وان تستقبلوا نبأ استشهادي بالفرحة والاستبشار,واصبروا وأسالوا الله عز وجل أن يتقبلني شهيدا ,وأسألكم أن تسامحوني إذا ما أخطأت في حقكم.

وأقول لمن له حق عندي أن يسرع في المطالبة بحقه قبل دفني , وأقول لإخواننا في كافة الفصائل الوطنية والإسلامية بالله عليكم أن تتركوا هذه الخلافات التافهة ,لان الخلاف الحقيقي مع العدو الصهيوني, وأن تتوحدوا  لصد العدوان الصهيوني عن هذا الشعب المظلوم.   

 

الاستشهادي/ ضياء الحق أبو دقة