خبر فقراء « إسرائيل » يهاجمون المصارف في « تل أبيب »

الساعة 05:59 ص|24 يونيو 2012

رام الله

فقراء "إسرائيل" يهاجمون المصارف في "تل أبيب"

شهدت إسرائيل أمس السبت ، تحولا حادا في لهجة خطاب واسلوب حركة الاحتجاج الاجتماعية، عندما انفلت عقال المحتجين والمتظاهرين في المدينة الأكبر تل أبيب، وقاموا بمهاجمة المصارف الإسرائيلية الرئيسية، والصدام مع قوات الشرطة الإسرائيلية التي ردت بعنف شديد واعتقلت أكثر من 80 متظاهرا، فيما قالت وسائل الإعلام إن إحدى "قائدات" حركة الاحتجاجات دافني لايف أصيبت بكسر بيدها بفعل المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، التي كانت استعدت مسبقا لمنع أي احتجاجات في المدينة، بعد أن أصدرت بلدية تل أبيب أوامر بإخلاء معسكر خيام الاحتجاج في منطقة روتشيلد الغنية في المدينة.

وبحسب الصحف الإسرائيلية، فقد اختلف وقع ونوع الحركة الاحتجاجية أمس، بعد أن تبين أن "الفقراء" هم الذين  اجتاحوا المدينة، لتخرج خطواتهم الاحتجاجية عن سيناريو العام الماضي الذي اتسم "بالسلمية، بينما قام المتظاهرون الغاضبون أمس باقتحام منطقة المصارف الرئيسية في تل أبيب وتحطيم نوافذ وواجهات المحال التجارية، مقابل رد عنيف من الشرطة أثار سخط أوساط مختلفة من "اليسار الإسرائيلي" والحركات الاجتماعية البرجوازية".

ولفتت الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم الأحد إلى أن فصلا جديدا من الاحتجاج اجتاح إسرائيل، في حين صمت وزير الأمن الداخلي ، أهرنوفيتش، والمفتش العام للشرطة دانينو على عنف الشرطة الكبير، الذي وثقته وسائل الإعلام المختلفة في عملية اعتقال قائدة الاحتجاجات دافني لايف، وكسر يدها أثناء الاعتقال.

في غضون ذلك طالب عضو الكنيست عمير بيرتس صباح اليوم وزير الشرطة بالإفراج عن عشرات المعتقلين الذين اعتقلوا خلال المواجهات أمس، مشيرا إلى أن محامي الدفاع عن المحتجين قالوا إن الشرطة لا تسمح لهم بلقاء موكليهم، وهو ما يشكل خرقا للقانون.

في المقابل قالت عضو الكنيست زهافا غلئون، عن حركة ميرتس إن عشرات النشطاء الاجتماعيين أكدوا أن الشرطة حاولت حتى قبل اندلاع المظاهرات استدعائهم والتحقيق معهم عن خططهم المستقبلية، متهمة الشرطة الإسرائيلية بأنها تحول إسرائيل إلى دولة شرطة وإلى "جمهورية موز " تمنع المواطنين من الاحتجاج.

وشكل التصعيد الذي شهدته الخطوات الاحتجاجية والمظاهرات التي اندلعت أمس، تحولا في سيرورة الحركة الاحتجاجية، التي حاولت الصيف الماضي جرف إسرائيل نحو تغيير اجتماعي وتغيير سلم أولويات الحكومة، باتجاه مظاهرات اجتماعية يقودها المسحوقون هذه المرة، وليس من يعتبرون في إسرائيل أبناء الذوات والبرجوازيين الذين قادوا عذه الاحتجاجات العام الماضي، وهو ما يعيد إلى الأذهان الاحتجاجات الاجتماعية العنيفة التي فجرها الفهود السود في السبعينات في القدس في حي المصرارة، والاحتجاجات التي فجرها اليهود الشرقيون في حيفا في أحداث وادي الصليب.

ونقلت صحيفة "هآرتس" أن المتظاهرين قاموا أمس، عدا عن اقتحام مقار المصارف الرئيسية في المدينة بإغلاق  شارع  ابن غفيرول، كما تظاهر 500 شخص قبالة بلدية تل أبيب ورفعوا شعارات مثل "دولة شرطة"، فيما تحدث عدد كبير من المتظاهرين عن العنف الشديد الذي مارسته الشرطة وإصرارها على كسر المتظاهرين ووقف حركة الاحتجاج حتى لا تتطور ولا تشل حياة المدينة.

ويرى المراقبون في إسرائيل أن العنف القاسي الذي مارسته الشرطة أمس بحق المتظاهرين، والاعتداء على دافني لايف سيشحن الحركة بطاقة جديدة، وسيزيد من حدة إصرار المتظاهرين خاصة وأنه أعاد دافني لايف قائدة الحركة الاحتجاجية من العام الماضي من جديد إلى الصدارة ، بعد أن بدا أن إيتسيك شمولي وهو احد قادة حركة الاحتجاج ، المقرب من الليكود كاد يسيطر على حركة الاحتجاجات المذكورة.

وبحسب "هآرتس" فقد دعا قادة الاحتجاجات الجمهور الواسع إلى الوصول إلى حي روتشيلد في تل أبيب وعدم التراجع إزاء عنف الشرطة، بل الوصول للتظاهر والاحتجاج لما وصفوه بحماية الديمقراطية في إسرائيل ومنع تحولها  إلى دولة للقمع البوليسي.