خبر الساعة الثالثة عصراً.. المصريون على موعد هــام

الساعة 05:20 ص|24 يونيو 2012

وكالات

يعرف المصريون اليوم الأحد من هو رئيسهم القادم في أول فرصة أتيحت لهم لاختياره بأنفسهم وهو رئيس إما سيكون عسكريا آخر أو إسلاميا من جماعة الإخوان المسلمين الخصم القديم للجيش.

وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أمس أنها ستعلن النتيجة اليوم الأحد.

وأضافت اللجنة في بيان لها، إن النتيجة ستعلن خلال مؤتمر صحافي الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت جرينتش).

ويحتشد أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقد نفد صبرهم في ميدان التحرير بقلب القاهرة ليل نهار بدعوة من قادتهم منذ منتصف الأسبوع الماضي للضغط على الحكام العسكريين لإلغاء إجراءات يقولون أنها اتخذت لتقييد سلطات مرشح الجماعة محمد مرسي الذي يعتقدون انه فاز في الانتخابات التي جرت في مطلع الأسبوع الماضي.

واحتشد المئات في الميدان صباح اليوم السبت وهم يرددون هتافات مؤيدة لمرسي ويقولون "مرسي .. مرسي .. الله أكبر" .

وينبئ هذا المناخ الاحتفالي بما قد يكون أكبر تحول في الأحداث بالشرق الأوسط على مدى عقود وهو تولي رئيس إسلامي قيادة أكبر دولة عربية.

وأثار التأخير في إعلان النتيجة بسبب النظر في الطعون حسب قول المسئولين، قلق الإخوان المسلمين من أن ما يعرف "بالدولة العميقة" بقيادة العسكريين والتي ظلت باقية بعد الإطاحة بحسني مبارك العام الماضي تحاول سرقة فوزهم مثلما اعتادت أن تفعل في السابق.

وقال حسن عيسى (43 عاما) وهو محاسب من شمال القاهرة يتظاهر في الميدان "نريد من المجلس العسكري أن يعلن النتائج الحقيقية دون تزوير".

واتهم الجيش بالتراجع عن تعهداته بتسليم السلطة عندما حل البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون عشية جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية ثم اخذ لنفسه السلطات التشريعية بإعلان دستوري مكمل.

وقال عيسى "ليس لهم الحق في ذلك" . وأضاف "يجب الا يكون المصريون تحت أي وصاية بعد الثورة".

وسوف يخلق فوز مرسي وضعا جديدا مثيرا على الساحة السياسية في مصر. فإذا كان فوزه سيسعد أنصار الحكم الديني فإن آحرين من بينهم كثيرون كافحوا في ميدان التحرير لإنهاء الدكتاتورية سيساورهم القلق من آثار ذلك على الأقليات والمرأة والقيم العلمانية وتعاملات مصر مع الغرب.

وأثار العنف من جانب إسلاميين متشددين في تونس التي ألهمت ثورتها المصريين قلق كثيرين من الليبراليين في مصر.

وأعلنت جماعات ليبرالية ويسارية اليوم السبت تشكيل "جبهة مدنية" بديلة ودعت الى احترام أحكام القضاء.

وقال أحمد سعيد ، رئيس حزب المصريين الاحرار، ان الذين يهاجمون المجلس العسكري تحالفوا معه عندما كانت مصالحهم تتفق مع سياساته.

وأبلغت شخصيات رفيعة في المجلس الاعلى للقوات المسلحة وفي جماعة الاخوان المسلمين (رويترز) وجود محادثات سرية طوال الأسبوع بشأن الترتيبات السياسية ، لكن الجيش أوضح انه لن يتراجع بشأن ما وصفه منتقدون "انقلاب ناعم" يستهدف تأخير تسليم السلطة الى الحكم المدني بشكل كامل.

ولن يلغي المجلس العسكري قرار حل البرلمان الذي هيمن عليه الاسلاميون ولا المرسوم الذي احتفظ بموجبه بالسلطات التشريعية للمجلس وتقييد سلطة الرئيس.

وفي مواجهة خيار واحد إما بقبول أو رفض ما هو معروض عليها قد تتوصل جماعة الاخوان المسلمين الى حل وسط تسحب بموجبه المحتجين من الشوارع.

وجعلت سنوات من الصراع الجماعة تنظيما يتوخى الحذر كما أنها تعاونت مع المجلس على مدى 16 شهرا منذ سقوط مبارك.

وقال مسؤولون عسكريون وآخرون في اللجنة الانتخابية لـ "رويترز" طوال الأسبوع الماضي وحتى يوم الجمعة ان مرشح الاخوان المسلمين يتقدم على الفريق أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك بفارق ضئيل وإن كان واضحا. لكن لا يوجد شيء مؤكد.

وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة الشروق اليومية "إعلان مرسي رئيسا للجمهورية اليوم .. (إلا إذا)"

وكان مرسي قد وعد مثل شفيق بتشكيل حكومة ائتلافية تضم كافة اشكال الطيف السياسي ، فيما شعر كثيرون ممن شاركوا في الانتفاضة بالاحباط بعد خروج المرشحين الوسطيين الذين لا ينتمون لا إلى جماعة الاخوان ولا الجيش في الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.

وبينما أيد البعض شفيق على مضض للحيلولة دون إقامة نظام حكم ديني، أيد آخرون بفتور مرسي لمنع ما يرونه عودة للنظام القديم.

ومن بين هؤلاء المحامي عاطف ريحان الذي قال انه ليس من أنصار مرسي لكنه صوت له "مكرها". وأضاف ريحان الذي كان يشارك في احتجاجات ميدان التحرير اليوم السبت انه جاء للتحرير لدعم مطالبهم.

ومرسي (60 عاما) مهندس تلقى تعليمه في الولايات المتحدة لكنه لا يحظى بشهرة واسعة بين المصريين بل ان بعضهم يسخر منه بوصفه "الاطار البديل" الذي قدمته جماعة الاخوان بعد أستبعاد خيرت الشاطر الاكثر شهرة من السباق.

وتحفظ ذاكرة الطرفين الأحداث الدموية التي شهدتها الجزائر عندما ألغى الحكام العسكريون في التسعينيات انتخابات تقدم فيها الاسلاميون ويرغبان فيما يبدو في تجديد التعاون المؤقت بينهما عقب الإطاحة بمبارك والتراجع عن اي صدام صريح.

وكان تمرد اسلامي في مصر خلال التسعينيات تسبب في سقوط مئات القتلى الامر الذي يجعل جماعة الاخوان المسلمين حريصة على عدم اللجوء للعنف.

وقال مسؤولون ان التأخير في اعلان نتائج الانتخابات بين المرشح الاسلامي محمد مرسي والفريق احمد شفيق سببه كثرة الطعون التي تنظرها اللجنة الانتخابية. ويتيح التأخير ايضا المزيد من الوقت للمحاولات التي تستهدف تهدئة حدة التوتر.

وقال مسؤول رفيع على اطلاع بعملية فرز الأصوات لـ "رويترز" امس الجمعة انه جرت بالتأكيد عملية شملت احصاء الاصوات قبل اعلان النتائج لكن هناك اتصالات سياسية وراء الكواليس يقوم فيها كل جانب بتقدير قوة الطرف الاخر.

وأضاف ان الاخوان يمكنهم حشد ملايين من مؤيديهم المنضبطين في الشوارع لكن لدى الجيش في المقابل تفويض بحفظ النظام.

وتشير المناقشات بين قادة الجيش والاسلاميين الى افتراض فوز مرسي بفارق ضئيل وهو الشيء الذي قال مسؤولون انتخابيون وعسكريون لـ "رويترز" انه مرجح ولكنه ليس مؤكدا.

وقال خيرت الشاطر الذي يدير الامور المالية والاستراتيجية في جماعة الاخوان المسلمين لـ "رويترز": ان الطرفين التقيا لبحث سبل الخروج من الازمة بعد حل البرلمان وتقليص صلاحيات الرئيس، إلا انه اوضح انه لا زالت هناك مسافة تحول دون التوصل لاتفاق.

واضاف "ان قادة الجيش يرون انهم أصحاب السلطة وان الطرفين لم يصلا بعد لتسوية حقيقية".

وأكد اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة حدوث الاجتماعات الاخيرة وجدد التزام الجيش بالتحول الديمقراطي لكنه كرر البيان شديد اللهجة الذي اصدره المجلس العسكري يوم الجمعة والذي رفض فيه مطالب الاخوان.

وابلغ شاهين "رويترز" بان اصدار الاعلان الدستوري المكمل هو "سلطة مطلقة" للمجلس العسكري.

وقال بيان شديد اللهجة تلي في التلفزيون الرسمي يوم الجمعة "إن إصدار إعلان دستوري مكمل ضرورة فرضتها متطلبات إدارة شؤون البلاد خلال الفترة الحرجة الحالية من تاريخ أمتنا."

واتهم مرسي قادة الجيش بانهم يتحدون إرادة الشعب واكد ان الاحتجاجات ستستمر لكنه قال إنه ليست لديه أي مشكلة مع القوات المسلحة "الوطنية" وحثهم على سرعة اعلان النتيجة.

وفي بلد لا يتذكر فيه اي شخص تقريبا انتخابات نزيهة قبل العام الماضي تنعدم الثقة خاصة لدى الاخوان الذي تعرض العديد منهم ومن بينهم مرسي للسجن خلال عهد مبارك بسبب انشطتهم السياسية.