خبر الفكة.. أزمة قديمة تتجدد قبل كل رمضان!

الساعة 03:43 م|21 يونيو 2012

غزة

تغيب " الفكة " من الأسواق الغزية بشكل موسمي لتشكل أزمة حقيقية يعانيها مواطنو قطاع غزة في كل الأماكن التي يتواجدون فيها، في سيارات الأجرة مرورا بالأسواق والسوبر ماركت والمحلات التجارية.

و يلقي بعض المواطنون اللوم على التجار والبائعين الذين يحتكرون الفكة، أو العملة من الفئات الصغيرة خوفاً من تلاشيها من بين أيديهم في مواسم رمضان و الأعياد على وجه الخصوص من كل عام.

طقوس رمضان

الطالبة الجامعية ريما عبيد، " 21 عاما " تقول :" أنها منذ فترة تجد صعوبة في الموصلات بسبب الفكة ، وتضيف: ما أن تصعد إلى سيارة أجرة حتى يطالبك السائق بفكة ، وفى كثير من الأحيان يطلب منك الحصول عليها قبل الصعود إلى السيارة".

و تضيف عبيد: "كنت في أحد الأيام عائد من الجامعة إلى المنزل و أعطيت السائق 20 شيكل، فإذا به يصرخ بي "من وين أجيب فكة، انتو بتفكروا السواق بنك؟"، و لم يقبل بها و عندما وصلت إلى النقطة التي سأنزل من السيارة فيها، اضطررت للذهاب إلى بعض المحال هناك لاشتري بقيمة 10 شيكل لكي أعود بالفكة إلى السائق".

و قالت إن أزمة الفكة هذه تواجه الركاب في أوقات المواسم ، حتى باتت تعرف لدى المواطنين كواحدة من طقوس رمضان و الأعياد في غزة.

مهمة شاقة

يقول وائل شاهين، 35 عاماً إن مهمة شراء الخضار و الاحتياجات العامة للمنزل اصبحت مهمة شاقة، حيث يضطر المواطن لأن يبحث في كل مكان حتى يجد الفكة، و في معظم الأحيان قد يضطر لشراء بعض السلع التي لا يحتاجها للحصول عليها، محملا المسؤولية للتجار الذين يحتكرون الفكة استعداداً للشهر الفضيل و الأعياد.

و أشار إلى أن المتضرر الوحيد من أزمة الفكة هو المواطن العادي، إذ يطلب منه الفكة حتى عند التجار الذين يملكونها و يحتكرونها، لافتاً إلى أن معظم التجار يلجئون لإخراج ما يدخرون من العملات الأخرى لأجل تحويلها إلى عملة الشيكل من الفئات الصغيرة في أشهر ما قبل رمضان، و تبدأ معاناة المواطنين أيام قبل رمضان و تشتد في أيام ما قبل العيد بسبب ازدحام السوق و رغبة الناس في التسوق و شراء ما يلزمهم من ملابس و طعام.

تعطيل حركة البيع

ويوضح رائد العصار، صاحب أحد المحال التجارية، أن عدم وجود الفكة في كثير من الأحيان يكون سببا في تعطيل عمليات الشراء و البيع، معتبراً أن الزيادة الكبيرة في عدد البائعين الذين ينتشرون في الشوارع و الأسواق هم السبب في وجود أزمة الفكة خلال رمضان.

و يقول: "إن معظم التجار و خاصة أصحاب المحلات التجارية يحتكرون الفكة و يعملون على جمعها في أشهر ما قبل شهر رمضان، و ذلك ليسهل تعاملهم مع الزبائن على عكس الأيام العادية التي يمكننا فيها تبادلها دون أي صعوبات تذكر ، مؤكدا أن التجار هم من يصنعون الأزمة ويعانون منها إلى جانب المواطنين" .

أزمة على مدار العام

من جهته قال د. معين رجب، أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر أن أزمة الفكة مشكلة قديمة حديثة في البلاد النامية و مشهود بها على مر السنين، مشيراً إلى أن ثقافة الاحتفاظ بالفكة في الوقت الحاضر تجذرت و تزايدت، و أصبح هناك حرص كبير من قبل التجار على حجزها تحسباً لنقصها في الأسواق و رغبة في أن يكون لديهم قدرة لتسهيل أعمالهم من خلال الفكة المحجوزة لديهم.

و أكد د. رجب في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بأنه على الرغم من ان أزمة الفكة موجودة منذ ايام ما قبل الحصار الإسرائيلي على القطاع، الا أن الحصار اثر بشكل ملحوظ في حدة هذه الأزمة لان عملة "الشيكل" بكل فئاتها تأتي من "إسرائيل"، و التي تنظر إلى قطاع غزة على أنه "كيان معادي"، و لذلك فهي تحظر التعامل المباشر بين بنوكها و البنوك الفلسطينية في غزة.

و أشار إلى أن الأزمة هذه كانت موجودة قبل الحصار على نطاق أضيق، و ذلك لان سلطة النقد الفلسطينية كانت تلجأ إلى سياسة طلب الفكة من الجانب الإسرائيلي حيث لم يكن هناك قيود على دخولها.

و لفت د. رجب إلى أن مشكلة الفكة أصبحت في هذا العام مشكلة يومية منذ بدايته و ليست متصلة بالمناسبات الدينية.