خبر تضارب الأنباء حول صحة مبارك تزيد الارتباك

الساعة 05:31 ص|21 يونيو 2012

وكالات

 

أدى نقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك من مستشفى سجن طرة إلى مستشفى عسكري بعد أن قال مسؤولون ان الزعيم المخلوع أصيب بأزمة صحية إلى المزيد من التشوش للمصريين في الوقت الذي ينتظرون فيه نتيجة انتخابات الرئاسة التي أجريت في مطلع الأسبوع.

وأدلى مسؤولون كبار في الجيش بتصريحات مختلفة الليلة قبل الماضية عن حالة مبارك البالغ من العمر 84 عاما بما في ذلك إصابته بغيبوبة ووضعه على جهاز التنفس الصناعي. لكنهم قالوا انه لم يمت إكلينيكيا كما قالت وسائل إعلام حكومية لبعض الوقت مساء الثلاثاء.

وظلت الحالة الصحية لمبارك مثارا للتكهنات منذ أن صدر ضده حكم بالسجن المؤبد في الثاني من حزيران ليظل ملقيا بظله على عملية الانتقال السياسي وهو ما ذكر البلاد أنه رغم مرور 16 شهرا على سقوط مبارك لم يتم التوصل إلى إجابات تذكر حول المصير الذي تتجه إليه مصر او ما إذا كانت الديمقراطية ستسود.

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين خصم الرئيس السابق منذ زمن طويل انتصار مرشحها محمد مرسي على منافسه احمد شفيق في انتخابات الرئاسة. في حين أن شفيق الذي كان رئيسا للوزراء آخر أيام مبارك وقائدا سابقا للقوات الجوية مثله شكك في هذا الزعم ويقول انه هو المتقدم.

لكن أيا كان الفائز فان سلطات الرئيس تم تقليصها بالفعل في إعلان دستوري مكمل أصدره في اللحظة الأخيرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد أن أمر بحل مجلس الشعب الذي كان يهيمن عليه الإسلاميون.

ومما يعكس حالة التشوش تصدرت عناوين الصحف نتيجة انتخابات الرئاسة إلى جانب الحالة الصحية غير الواضحة للرئيس السابق بعد نقله من مستشفى السجن الى مستشفى المعادي العسكري.

وقالت صحيفة الاهرام في صدر صفحاتها "تضارب حول وفاة مبارك بعد اصابته بجلطة في المخ... أخطر 48 ساعة في تاريخ مصر" في اشارة الى نظر لجنة انتخابات الرئاسة في الطعون التي قدمها المرشحان.

في حين قالت صحيفة الاخبار "مبارك في غيبوبة بين الحياة والموت" تحت عنوان اخر يبرز النزاع بين مرسي وشفيق حول نتيجة الانتخابات والذي قال :الرئيس القادم في علم الغيب.

وتجمع عشرات أمام المستشفى الليلة قبل الماضية بعضهم كان لديه فضول فقط لمعرفة الحقيقة في حين تجمع اخرون تعبيرا عن تأييده. وحمل احدهم صورة لمبارك كتب تحتها "سيحكم التاريخ".

وقالت لولا يماني :مبارك مات منذ ان حكم عليه شعبه بالسجن وألقى به في طرة. أساء اليه شعبه ولم يمنحه حقوقه.

وشعر الكثير من المصريين بالتشكك. واحتج البعض عندما لم يحكم عليه بالاعدام. ويعتقد كثيرون اخرون أن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي خلعه بعد 30 عاما لتهدئة المحتجين يتواطأ ليجعل فترة حبسه اكثر راحة.

وطالب الفريق القانوني لمبارك بنقله من مستشفى السجن الى مستشفى به تجهيز أفضل قائلا انه لا يتلقى العلاج المناسب لحالته. لكن سلطات السجن رفضت سابقا السماح بنقله.

وقال محاميه فريد الديب لصحيفة الاهرام :الرئيس السابق حالته حرجة بعد تدهورها في ظل عدم وجود رعاية طبية أو علاج داخل مستشفى سجن طرة فتم نقله الى أقرب مستشفى.

وبالنسبة لاغلب المصريين فان معرفة من سيكون الرئيس الجديد أهم لهم من مصير الرئيس السابق.

ولم يرد بيان واضح من خبراء طب مستقلين حول حالة مبارك لكن وسائل اعلام حكومية تحدثت عن مجموعة من المتاعب الصحية من عدم القدرة على التنفس الى الازمة القلبية.

وكانت وكالة أنباء الشرق الاوسط أعلنت وفاة مبارك "اكلينيكيا" وهي حالة تعرف عادة بعدم وجود نبض أو تنفس ولكن يمكن افاقة المريض منها ثم أعقب ذلك نفي سريع من مصادر عسكرية.

ولم يتضح ما اذا كانت حالته قد بلغت هذه المرحلة في أي وقت من قبل لكن بعض المصادر قالت انه وضع بالفعل على جهاز للتنفس.

وقال مصدر عسكري لرويترز انه في حين أن مبارك أصيب بجلطة فان أي حديث عن موته اكلينيكيا غير صحيح.

وقال مصدر عسكري اخر انه أصيب بغيبوبة وانه وضع على جهاز للتنفس الصناعي في حين ان مصدرا عسكريا ثالثا وصف حالة الزعيم السابق بأنها "شبه مستقرة" دون اسهاب.

وقالت قناة العربية ان سوزان زوجة مبارك وصلت الليلة قبل الماضية الى مستشفى المعادي العسكري وهو نفس المستشفى الذي توفي فيه شاه ايران الراحل محمد رضا بهلوي بعد أن أطاحت به الثورة الاسلامية عام 1979 .

وهو أيضا المستشفى الذي أعلن فيه وفاة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بعد أن اغتاله اسلاميون خلال عرض عسكري عام 1981 وبعدها تولى مبارك الذي كان نائبا للرئيس في ذلك الوقت قيادة البلاد.