خبر شاذ وقابل للانفجار -يديعوت

الساعة 10:02 ص|20 يونيو 2012

شاذ وقابل للانفجار -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

يجري شيء ما مختلف ذو قابلية لاشتعال عظيم في الايام الاخيرة في قطاع غزة.

لم تتحمل حماس مدة سنة كاملة المسؤولية عن نشاط من داخل القطاع على إسرائيل ولم تنفذ نشاطا كهذا ايضا، بل انها لم تشارك في جولة اطلاق النار الكبيرة في آذار الأخير.

وها هي حماس في اليوم الأخير لا تطلق صواريخ القسام على البلدات الإسرائيلية فقط بل تبادر الى تحمل المسؤولية عن إطلاقها في صوت ضخم جهير.

تعمل إسرائيل ايضا في الأيام الأخيرة على مواجهة حماس بصورة شاذة. فبعد ان قتل مخرب من الجهاد الإسلامي دخل الى إسرائيل الجندي نتان ايل موشياشفيلي في الاول من حزيران، هاجم سلاح الجو أهدافا لحماس ردا على ذلك. وهاجم سلاح الجو في الماضي ايضا أهدافا كهذه في اشارة الى السلطة المركزية في غزة تقول: تحملوا المسؤولية. بيد أنه لم يهاجم أهدافا رمزية هذه المرة مثل الأنفاق بل هاجم أهدافا "صعبة" مثل مخازن للصواريخ والقذائف الصاروخية.

لم تحظ هذه الهجمات الجوية الشاذة بانتباه خاص. وضبطت حماس من جهتها نفسها عن فهم ان "قواعد اللعب" غير المكتوبة تتحدث عن أنه "يجوز" لإسرائيل ان تجبي ثمنا عن قتل جندي. ومع ذلك فوجئت حماس بقوة الرد الاسرائيلي والأهداف العسكرية التي هوجمت.

أعاد اطلاق صواريخ غراد من سيناء على النقب والعملية العسكرية أمس على جدار الحدود مع مصر سلاح الجو لمهاجمة أهداف حماس في القطاع. ومنذ مطلع الاسبوع قتل في هذه الهجمات 11 شخصا في غزة. وهنا ترى حماس ان اسرائيل نقضت القواعد لأن حماس لم تشعر بأنها مسؤولة عن العمليات الاخيرة من سيناء بل ان اسرائيل الرسمية لم تتهمها بذلك، فقد كان الجهاد العالمي هو الذي تحمل المسؤولية بصراحة عن العمليات، وبرغم ذلك عاودت اسرائيل الهجوم على أهداف "صعبة" لحماس في القطاع.

يعلمون في حماس بالضبط أي الأهداف يهاجمها سلاح الجو وأي الاضرار سببتها الهجمات وهذا هو الذي جعلها تخرج عن صومها مدة سنة والذي حكمت على نفسها به.

تطلق حماس في الاثناء صواريخ القسام وتعلن أنها تطلق على منشآت عسكرية فقط لا مدنيين. لكن نشأ وضع قابل للانفجار جدا تستطيع حماس فيه ان تقرر جعل موت الطفلة أمس مساءا – سواء أكان نتاج اطلاق نار اسرائيلي أم نتاج اطلاق النار خطأ من حماس كما يزعم متحدث الجيش الاسرائيلي – ذريعة اشعال موقد كبير. ومن الجانب الاسرائيلي جُرح رجل من حرس الحدود وهو ما يمكن ان يجعل اسرائيل خاصة تزيد في اشتعال اللهب.

يوجد غير قليل من الجهات داخل حماس العسكرية وفي المنظمات الاسلامية التي هي أشد تطرفا في القطاع، يُفرحها ان تشعل هذا الموقد. واحتمال الانفجار ضخم والساعات القريبة حاسمة.