خبر أبو الراغب: يكفي سحب جنسيات.. هذا عيب ولا بد من الاحتكام للمنطق

الساعة 06:13 م|18 يونيو 2012

وكالات

أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق علي أبو الراغب أن اهتمامه في الآونة الأخيرة بملف سحب الجنسيات وتطبيقات فك الارتباط مع الضفة الغربية نابع من حرصه الشديد وبكل مسؤولية أخلاقية ووطنية على التقدم بخطوة للأمام في ظل الظرف الإقليمي والداخلي الصعب والمعقد حاليا.

وتحدث أبو الراغب عن الحاجة الملحة لإعادة صورة الأردن الزاهية القديمة والعمل على إستعادة ثقة الناس بالمؤسسات الرسمية معترفا بأن هذه الثقة تدنت إلى حد حساس وغير مقبول.

وطلب أبو الراغب عبر حديث خص به "القدس العربي" من جميع الأطراف الامتناع عن قراءة دعوته العلنية لقوننة فك الارتباط قراءة منقوصة أو غير متوازنة أو منسجمة مع بعض الطروحات الانقسامية الداعية في الساحة الوطنية إلى قوننة فك الارتباط من زاوية اقليمية أو انفصالية.

وقال أبو الراغب: تحدثت عن قوننة مشروطة لفك الارتباط تنهي الجدل العقيم الذي نغرق فيه حاليا وحديثي بالمعنى الإيجابي لحسم الخلافات حول مسألة الهوية وللحفاظ على الاردن وفلسطين ولا يمكن بحال من الاحوال بناء تصورات تتعلق بالإنقسام بين شعبين شقيقين أو بين الشعب الواحد بناء على مثل هذه الدعوة.

وكان أبو الراغب قد أثار عاصفة من الجدل عندما دعا علنا الى وقف سحب الجنسيات من الأردنيين من أصل فلسطيني وإلى قوننة فك الارتباط وتعديل قانون الجنسية.

وفي توضيحاته اللاحقة لـ"القدس العربي" أوضح أبو الراغب بأن الاستمرار بدون مبرر في طرح الجدل حول الأردني والفلسطيني شكل من أشكال الهبل السياسي، لكنه هبل مكلف اقتصاديا الآن ويلحق الضرر بالاقتصاد الوطني وبوحدة ونسيج المجتمع مشددا على أن الحاجة ملحة لازالة الاشكاليات وتقليص هامش الاجتهادات معتبرا أن الاردني من أصل فلسطيني ينبغي أن تعرض له كل الضمانات المنطقية بعدم التعرض لجنسيته أو وثائقه بعد الآن، الأمر الذي ينطوي على اعتراف ضمني بحدوث تجاوزات وإنتهاكات وأخطاء في الماضي على هامش ما يسمى بتعليمات فك الارتباط.

وعبر أبو الراغب عن إستغرابه الشديد من الاجتهادات التي تربط سحب الجنسيات بالاجهزة الامنية حصريا قائلا: لا أتخيل إطلاقا بأن تقارير الأجهزة الأمنية والمخابراتية تعرف بعمق حقيقة الوضع وتحديدا الإقتصادي وبالتالي لا أدلة على ان المستوى الأمني يدعم إجراءات سحب الجنسية وأنا شخصيا سأستغرب إذا كانت هذه الاجتهادات واقعية فالأجهزة الأمنية كما قلت تعرف كم هو صعب الوضع الاقتصادي تحديدا وإثارة مشكلة الجنسيات تزيد من تعقيدات الامور اقتصاديا.

واستذكر ابو الراغب في هذا المجال التعقيدات التي خلقتها ادارة أمنية سابقة تجاه قطاع رجال الأعمال العراقيين حتى نجحت هذه الادارة بحرمان البلاد من الكثير من الاستثمارات العراقية.

بصراحة يتابع أبو الراغب - بتنا نسمع وزراء عراقيون يقولون بأن الاردن ضد العراق وهذا كله بسبب إدارة سيئة في الماضي وعلى هذا الأساس لا نحتاج لمزيد من التعقيد.

ويرفع ابو الراغب مجددا شعار "يكفي سحب جنسيات.. هذا عيب.. لابد من الاحتكام للمنطق واغلاق هذا الموضوع".

ويؤكد: نعم هناك إجراءات سيئة فأحد مدراء البنوك الذين أعرفهم شخصيا وهو رجل سويسري ومهم سحب رقمه الوطني الأردني ولم يكن يستطع تسجيل منزله بإسمه.. هذه حالة مثلا لا يمكنني الموافقة عليها ولا بد من إعادة الارقام الوطنية المسحوبة على أن تعلن الحكومة عبر الصحف أن من يشعر بوقوع ظلم عليه في هذا الموضوع عليه مراجعة وزارة الداخلية والبحث في قضيته واعادة حقوقه له.

لا تحتمل الظروف الاقتصادية ولا السياسية ولا حتى الأمنية ـ يضيف ابو الراغب الاستمرار في الجدل حول هذا الموضوع وبصورة سلبية وسيئة وغير منتجة والاحتكام للقانون يحسم الأمر وهو سيد الموقف واقتراحي على الحكومة الحالية أن تعلن بانه لا إجراءات جديدة من هذا النوع مع أي مواطن أردني وبعض الأرقام الوطنية سحبت فعلا بطريقة مزاجية وحصل ذلك مع اشخاص أعرفهم .

وبالنسبة لابو الراغب فتأثيرات سحب الرقم الوطني ليست سياسية فقط بل إقتصادية ايضا فقد سبق لاجراءاتنا أن أغضبت العراقيين ومن الواضح ان الصيف المقبل سيتأثر اقتصاديا إذا ما امتنع الفلسطينيون ايضا عن العودة لبلدهم الاردن.

لكن بالمقابل يقترح أبو الراغب بأن حملة البطاقة الخضراء وهم أبناء الضفة الغربية المقيمون في الاردن ينبغي ان يسمح لهم بالتصويت لاعتبارات سياسية في الانتخابات الفلسطينية ويسأل : ما هي الحكمة من حرمان هؤلاء الأشقاء من التصويت؟.. ألا تعطي مشاركتهم قوة ضد اسرائيل!.

في المحصلة الصيغة التي يقترحها أبو الراغب باختصار تتمثل في ان حملة البطاقة الصفراء هم أردنيون مئة بالمئة اما المقيمون من حملة الخضراء فعليهم المشاركة في انتخابات فلسطين وفي الطريق لا بد من حسم الاجتهادات البيروقراطية وإعادة الارقام الوطنية وبالتالي البطاقات الصفراء لمن سحبت منهم خارج إطار القانون وتجميد عمليات سحب الرقم الوطني في الوقت نفسه حتى نخرج جميعا من هذا المأزق.