خبر الأنفــاق.. تُحقق حلم الغزيين المغتربين بزيارة ذويهم بغزة

الساعة 05:55 ص|17 يونيو 2012

غزة

شهدت محافظات غزة عودة المئات من المغتربين خلال الأيام الماضية، بعد أن قضى عدد منهم عقوداً دون التمكن من دخول غزة وزيارة ذويهم، وظل ذلك حلماً يراودهم، بينما فقد آخرون الأمل في رؤية أحبائهم وأقربائهم، وظنوا أن غربتهم عن الوطن أبدية.

وتحقق حلم المئات وربما الآلاف من هؤلاء، وأصبح بإمكانهم دخول غزة وزيارة أقربائهم، عبر أنفاق التهريب، التي زار قطاع غزة عبرها الكثير من الفلسطينيين "النازحين" الذين لا يمتلكون بطاقة هوية ويمنعون من دخول القطاع خاصة من يمتلكون جنسيات أجنبية ويسهل عليهم دخول مصر بغرض السياحة.

حلم يتحقق

عادل حسن كان أحد الحالمين بزيارة غزة، بعد أن غاب عنها أكثر من 30 عاماً، توفي خلالها والداه دون التمكن من رؤيتهما أو المشاركة في دفنهما وتقبل العزاء فيهما.

حسن وصل مصر جواً قادماً من إحدى الدول الأوروبية حيث يقيم منذ عقود، ثم توجه براً إلى مدينة رفح المصرية، قبل أن يصطحبه أفراد من معارفه إلى نفق يقع على الشريط الحدودي، ومن هناك استطاع دخول القطاع.

وأوضح حسن في حديث لـ"الأيام" أنه كان متردداً ومتخوفاً في البداية، لكن عدداً من أصدقائه المقيمين في البلد الذي يقطن فيه زاروا غزة وشجعوه، فقرر المجيء لرؤية أشقائه وشقيقاته، لافتاً إلى أن الأمر كان سلساً على الرغم من قلق سيطر عليه فور دخوله النفق، لكنه اجتاز التجربة بنجاح، ولم يصدق أنه بات بين أهله وأحبائه الذين حلم برؤيتهم سنوات طويلة.

وبيّن حسن أنه سيقضي عشرة أيام في القطاع ليعود إلى مصر مجدداً، ومنها إلى محل إقامته ليستأنف أشغاله وحياته، مؤكداً أنه سيكرر الزيارة مستقبلاً، في حال استمرت الأمور على حالها في المعابر الرسمية.

أما "محمود" الذي رفض ذكر اسمه كاملاً فلم يصدق أن قدميه وطئتا أرض غزة، بعد غياب قسري استمر أكثر من 45 عاماً.

وأكد "محمود" الذي بدت علامات الكبر واضحة على وجهه أنه لم يدخل القطاع منذ العام 1967، واضطر مجبراً للإقامة في إحدى الدول العربية، وظل يحلم بزيارة غزة ورؤية أقربائه، مشيراً إلى أنهم رتبوا له كل الإجراءات التي تسهل وصوله إلى قطاع غزة، حيث سيمكث أسبوعين.

وتمنى لو كان باستطاعته الإقامة في القطاع والاستغناء عن حياة الغربة، لكن الأمر يبدو صعباً بعد أن أسس طوال العقود الماضية نظام حياته في البلد الذي يقيم فيه.

وكما حسن ومحمود، تمكن المواطن إبراهيم حسين من زيارة أهله للعام الثاني على التوالي، على الرغم من أنه لا يمتلك هوية أو جوازاً للسفر.

ويقول: إنه زار غزة العام الماضي ومكث فيها أسبوعين، وعاود الكرة هذا العام مصطحباً اثنين من أبنائه أنجبهما من زوجة أجنبية تزوجها قبل عشر سنوات في الغربة.

وأشار حسين إلى أنه يرغب في أن يرى أبناءه أعمامهم وأقرباءهم، متمنياً لو تظل الأنفاق مفتوحة ليتمكن من زيارة غزة كل عام.

وبالإضافة للنازحين، يتنقل عشرات المواطنين من خلال الأنفاق يومياً خاصةً الطلبة الدارسين في مصر، حيث يسجل هؤلاء دخولاً رسمياً إلى مصر من خلال المعبر، ثم يعودون للقطاع ويغادرونه من خلال الأنفاق، دون أن يضطروا للانتظار وتكبد معاناة السفر من خلال المعبر.