خبر حذارِ من باراك يا بيبي.. هآرتس

الساعة 08:31 ص|15 يونيو 2012

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: تحذير بيبي نتنياهو من وزير دفاعه اهود باراك الذي يبدو أنه يُدبر لمغامرة خطيرة بضربة لايران تفوق قدرات اسرائيل - المصدر).

شيء عجيب يحدث بين رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء الحالي. أما الاول فوصف حقيقة انتخابه في تواضع على أنه "فجر يوم جديد"، لكن هذا اليوم الجديد انتهى بعد أقل من سنتين بهزيمة مخزية. وأما الآخر الذي يتحدث الانجليزية الامريكية فهُزم هو ايضا مرة من باراك واخرى من شارون. وكان القاسم المشترك بينهما أنهما ورثا أو طمحا الى ان يرثا جيل القادة الذين انشأوا الدولة. لكن القليل الذي يمكن ان نقوله هو انه لا أحد منهما بلغ الى ان يكون مثل بن غوريون أو بيغن.

صيغ بيبي وباراك من المادة نفسها ولم يأت لا هذا ولا ذاك بالخلاص الذي وعدا شعب اسرائيل به. فقد كانت هذه النعل أكبر كثيرا من تبجحهما. وليس صدفة ان أمينات سر باراك في هيئة القيادة العامة ألصقن به لقب "نابو" (اختصار نابليون). والذي ينظر الى صورة سلوك باراك مع رئيس هيئة اركانه غابي اشكنازي والى الدسائس في مكتبه والوثائق وأشرطة التسجيل التي اختفت يجب ان يتجه الى ماضي باراك وانتقاله من هيئة الاركان العامة الى رئاسة الوزراء.

كان حاييم مندل – شكيد، رئيس مكتب باراك وصديقه منذ سنين طويلة – والذي وقف الى جانبه في كل حال حتى في قضية تسالم – هو الذي كتب اليه رسالة شخصية أليمة عن سلوكه الذي يثير الاشمئزاز، وجاء فيها في جملة ما جاء: "اذا استمررت كما بدأت فسيشتاقون الى نتنياهو فضلا عن انه لن يكون تغيير… وتذكر جيدا ما أقول: قد أحدثت كالعادة مستوى توقعات عاليا جدا غير ممكن تقريبا… وسيكون مقدار خيبة الأمل كمقدار التوقعات… يا اهود أنت لا تُظهر زعامة بل توحي بالشعور بالمطاردة والاسفاف". وكانت هذه الرسالة يمكن ان تُكتب اليوم ايضا.

ليس صدفة ان باراك بعد ان هُزم إذ كان رئيسا للوزراء لم يعد يُعتد به مرشحا ليكون في المحل الاول. وقد سافر الى خارج البلاد ليجمع لبيته وعاد غير مختار لما يعرفه أكثر من كل شيء وهو منصب وزير الدفاع، لكن خصيصته باعتباره "الذهن الأعلى" لم تتغير.

وقد تعلم بيبي من أخطائه أكثر مما فعل باراك. فبيبي يرتفع الى أعلى باعتباره زعيما منتخبا سليم العقل ومتزنا اذا قسناه بما يحدث في الدول المجاورة. فهو بخلاف الماضي لا يستل مبادرات فارغة من المضمون. ويصعب ان نصدق كيف أصبح الرجل الذي لقبه قادة العالم بأنه كاذب ذو هفوات وقال الاسرائيليون انه جبان، قد أصبح رويدا رويدا نجما تقريبا. فقد نجح في مجلة "تايم" وفي "بيلد" الالمانية ايضا ان يقنعهم بأن الفلسطينيين هم المذنبون فيما لا يحدث في مجال السلام، بل ان دولا كالسعودية وجاراتها تراه زعيما سليم العقل يكف جماح القوى المتطرفة في حزبه ومن خارجه.

ما يزال الآن باعتباره رئيس أكبر حكومة في تاريخنا لم يفطم نفسه عن تملق المتطرفين في حزبه. وهو في الحقيقة يعرض مقترحات هاذية مثل نشر بيوت الاولبانه وبناء 800 شقة في بيت إيل، لكنه يتيح استعمال القوة على شباب التلال. وهو يحافظ على خط دقيق بين ما يلتزم به وبين ما بدأ يدرك انه لن يمر في امريكا. ويجري على بيبي ما يشبه التحول السياسي لرجل الوسط. ولا شك في انه قوي في الساحة السياسية الداخلية واذا استمر الامر كذلك فلربما تصبح زوجته سارة حبيبة الشعب ايضا.

ان تقرير مراقب الدولة عن اسلوب علاج بيبي وباراك لقضية القافلة البحرية لا يأتي بجديد لم نعرفه من قبل. وهو يقول "ليس واضحا أي قرارات تم اتخاذها بين بيبي وباراك وهل تم اتخاذها". هل من اجل هذا كان يجب ان ننتظر كل هذا الوقت الطويل؟ يعلم الجميع انه حدث فشل هنا في التقدير وان بيبي وباراك كانا مسؤولين عنه. وعندنا في الاثناء رئيس وزراء مع أكثرية ضخمة ووزير دفاع يتولى الامور ما شاء.

ان باراك مقضي عليه من ناحية سياسية، لكنه وزير دفاع ممتاز ويريد ناس كثيرون ان يروه في هذا المنصب في كل حكومة تنشأ، لا زعيما ولا رئيس حكومة في أي حال من الاحوال. وفي استطلاع للرأي نشر هذا الاسبوع في "صوت الجيش الاسرائيلي" وجد ان 48 في المائة يريدون ان يروه وزير دفاع باعتباره معينا شخصيا من بيبي فقط.

برغم ان بيبي وباراك يحافظان في الظاهر على علاقة زوجية متينة، ينبغي ان نأخذ في الحسبان الكارثة الباهظة التي قد تجلبها علينا عملية عسكرية أكبر منا في ايران. وباراك الذي يدخل ويخرج من لقاءات سرية يثير الشك في أنه يعمل من تحت أمواج الرادار استعدادا لـ "الامر العظيم" الذي لن يجد بعده مراقبا للدولة حوله يحقق فيما حدث وكيف حدث. وهذا مكان ان نقترح على بيبي برغم هذه العلاقة الزوجية الرائعة قولنا له: حذارِ من اهود باراك.