خبر وجه الشر الاسرائيلي- هآرتس

الساعة 08:41 ص|14 يونيو 2012

 

بقلم: جدعون ليفي

للشر الاسرائيلي الآن وجوه كثيرة؛ فهناك ذوو الزعرنة، ومن هم دون والأفظاظ الذين تُصب جامات الغضب عليهم على نحو ما. وحينما تتحدث النائبة البرلمانية ميري ريغف بحماسة بلغتها السوقية البدائية بقولها "المتسللون سرطان"، ما يزال يوجد من يزعزعهم ذلك، وكذلك الحال ايضا مع زميلها في التحريض السافل عضو الكنيست داني دنون أو ازاء وزير الداخلية ايلي يشاي الذي يعرف ان يقول بضعة اشياء جاهلة عن نشر الامراض والجريمة.

هكذا يبدو منتُخبو الجمهور الظلاميون. وهكذا تخيلنا في طفولتنا الناس الأشرار بأن لهم وجوه الغيلان والقرون واللغة الفظة. لكن هناك الى جانبهم ايضا الساسة المتأنقون والمفوهون وذوو السحن اللطيفة. وشرهم الملفوف بورق السلوفان البراق أكثر سفالة وشيطانية ويتم تقبله بلا احتجاج تقريبا. خذوا مثلا النائب اوفير ايكونيس. فكلامه ليّن لذيذ وشعره مُسرح في تأنق ومظهره مؤثر. وفي برنامج تملق في التلفاز بُث في نهاية الاسبوع الماضي صُور ايكونيس على أنه رجل كنتم لا بد ان تختاروه ليكون جاركم في الباب المقابل. فهو أب مخلص، بل انه يحب ان يُقدم برامج موسيقى في المذياع. لكن البرامج التي يُقدمها في الكنيست تثير الرعب، وقد أُجيز في الاسبوع الماضي مثلا في الحكومة اقتراحه قانون: خمس سنوات سجن وغرامة نصف مليون شيكل لمن يتجرأ على تشغيل المهاجرين أو إيوائهم أو مساعدتهم.

ان كتاب قوانين اسرائيل وهو اشكالي بقدر غير قليل لم يعرف كثيرا من مقترحات القانون الآثمة هذه. وهناك القليل من الدول التي كانت تتجرأ على سنه. فلو أنك ساعدت مهاجرا بائسا وآويته ليلة ونقلته في سيارتك الى بيته لاستحققت السجن. وهكذا يصبح شر ريغف قزما بمرة واحدة ويصبح كل شر دنون وقوميته كأنهما لم يوجدا. ولن نتحدث بكلمة عن التداعيات التاريخية لهذا القانون.

حينما سُئل ايكونيس هل يعلم أي مصير ينتظر الناس من اريتيريا في بلادهم أجاب بأنه لا يعلم. ولماذا يهمه ذلك؟ ولماذا كان يجب ان يهم أبناء جنس ايكونيس في أزمان واماكن اخرى؟ ان الساسة الذين لا يهمهم ما يحدث للمطرودين عن بلدهم أمر عرفناه من قبل. وليعلم ايكونيس ان الموت في أقصى اقتراحه لا للجميع لكن ربما لفريق منهم.

وكذلك عضو الكنيست أريه الداد، فهو مثقف وذو حس دعابة وذكي ودمث الاخلاق وطبيب ذو اجازة. وهو خبير شهير بالحروق وكانت عنده فكرة هي ان تُطلق النار على من يجتاز حدود اسرائيل. ويصاحب اقتراحه شيء من الدعابة: "السائحة من السويد والسوداني من اريتيريا والاريتيري من السودان والغزي من سيناء – منْ يقترب من الحدود تُطلق النار عليه". ان الداد، وهو ابن مفكر مبتهج ويثير الابتهاج، وحينما يكون العالم مضحكا بهذا القدر نضحك، ولم يكد أحد يحتج على هذا الكلام الخبيث.

يصاحب كل ذلك بالطبع مثل صدى لطيف المصطلحات المغسولة الرقيقة كناصية ايكونيس مثل "مدينة الشعوب". فسيُطرح عشرات الآلاف من المهاجرين في حاويات شديدة الحرارة في النقب سنين في "مدينة الشعوب". ويختبيء آلاف في بيوتهم خوفا من عملية "الاعادة الى البيت". ويضطر مئات الى المغادرة بعملية "المغادرة طوعا". بل ان ناس الوحدة التي تتصيدهم ليسوا غيلانا: فقد صاحبتهم هذا الاسبوع في ايلات – فكوبي وميكي ورفاقهم من أشد الناس لطفا من اولئك الذين يمكن ان تقضي معهم مساءً صيفيا لذيذا.

ويضاف الى كل اولئك بالطبع جوقة الصمت التي قد تكون اسوأ الجوقات، ويصاحب كل ذلك مثل صدى شاحب. وهم مجموعة من الساسة يرون أنفسهم متنورين ولا ينبسون ببنت شفة. ان عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش كانت تستطيع مثلا مصحوبة الآن بجيش من الحُراس ان تمثل في مكاتب منظمة مساعدة المهاجرين وتُظهر العطف عليهم. بل ان فريقا من ناس الاحتجاج الاجتماعي يسكتون عما يجري في الشوارع قرب اماكن سكنهم. ولا يوجد ما نقول بالطبع في المحتج الاجتماعي شاؤول موفاز.

هكذا يجري كل شيء في لذة وابتهاج في بلدنا الصغير جدا. فدوريات الشرطة تتصيد الناس بحسب لون بشراتهم، ويتنافس اعضاء الكنيست في مقترحات فظيعة لا ترمي إلا الى إرضاء الجمهور المُحرّض المُخوّف وتنجح هذه الطريقة نجاحا مدهشا. لكن فكرة واحدة يجب ان تنقض حفل الأقنعة هذا وهي: ماذا كان سيحدث لو كنا مكانهم.