خبر مرمرة كمثال- يديعوت

الساعة 08:40 ص|14 يونيو 2012

 

بقلم: شمعون شيفر

في دولة سليمة، بعد نشر مراقب الدولة بان رئيس الوزراء مسؤول بشكل مباشر عن النتائج القاسية لوقف الاسطول التركي، كان سيرفع المطلب في أن يتحمل نتنياهو المسؤولية عن الفشل الذريع.

أساس الفشل هو قطع العلاقة الاستراتيجية بعيدة السنين مع تركيا. فلم تعد هناك طلعات جوية تدريبية لطائرات سلاح الجو، لم يعد هناك تبادل لمعلومات استخبارية حساسة، لم تعد هناك صفقات سلاح منحت عملا لمئات العائلات في اسرائيل. في حالتنا، في محيط نتنياهو يعرفون بان القافلة ستمر حتى بعد التقرير الفتاك ويبدو أنهم محقون.

رد ديوان رئيس الوزراء على تقريري المراقب – عن عدم تطبيق قانون قيادة الأمن القومي والاخفاقات التي انكشفت في طريقة معالجة مرمرة – يدل على أننا نعيش في كوكب آخر. "في اختبار النتيجة"، جاء في تعقيب ديوان رئيس الوزراء، "مواطنو اسرائيل يتمتعون بأمن لم يكن له مثيل منذ سنوات عديدة".

ماذا يشبه هذا؟ يشبه من يقود في اتجاه معاكس في الطريق السريع ويدعي بانه لا يوجد هنا أي خرق لقوانين السير. فماذا اذا كان فاحصو الحركة من جهة المراقب، من افضل عقول موظفي الدولة، يشيرون الى مخالفات شديدة للقانون.

المراقب ينشر لائحة اتهام. وهو يصرخ امام مكتب رئيس الوزراء في أنه اذا كان هكذا يجري التصرف في مسألة غير مركبة مثل مسألة كيف نوقف الاسطول التركي، فمن سيصدقكم في أنكم تتصرفون بشكل آخر في الاستعدادات للهجوم على المنشآت النووية في ايران؟ في ديوان رئيس الوزراء فهموا جيدا التلميح ولهذا جاء في التعقيب: "أجري 57 نقاشا عن موضوع سري يعالجه السكرتير العسكري بتوجيهات من رئيس الوزراء". فما العمل اذا كان القانون منح مجلس الامن القومي المسؤولية عن اعداد المناقشات في هذا الموضوع السري ايضا.

نتنياهو عمليا القى الى سلة القمامة بقانون قيادة الامن القومي وانتهك بقدم فظة تعليمات القانون. فهو لا يعقد اجتماعات للهيئات التي يفترض بها ان تتخذ القرارات وهو يفضل اجراء محادثات شخصية دون محضر أو متابعة. والأمر الباعث على اليأس في قصة عدم تطبيق قانون قيادة الامن القومي هو حقيقة ان الأمر لا يتجه نحو التغيير.

بعد المقابلة الصحفية التي اجريت مع مستشار الامن القومي عوزي أراد إثر تنحيته اتهمته عقيلة رئيس الوزراء بانه ذهب ليوشي لدى مراقب الدولة. أراد لم يوشي – بل فقط أدى واجبه المدني. أراد لم يسرب شيئا لوسائل الاعلام مثلما قضى معاون المستشار القانوني للحكومة. أحد في مكتب نتنياهو لم يعتذر له على ما وجه له من اهانة.

وكيف يرتبط كل هذا بقضية هيرباز؟ الربط هو في أنه في الثلاثة مكاتب – لرئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان – سيطر العفن. الخلل الذي تحدث عنه رئيس الاركان بني غانتس موجود فيها جميعها. ولكن من يهمه هذا، فمواطنو اسرائيل يتمتعون بأمن لم يسبق له مثيل منذ سنوات عديدة.