خبر اسير مقدسي يقبع في نفس سجن والدته

الساعة 11:57 ص|13 يونيو 2012

وكالات

"الآن عرفت كيف كانت والدتي تعيش وأشعر بالمعاناة والعذاب الذي تجرعت مرارته داخل الاسر". كلمات فاجأ بها الاسير القاصر المقدسي احمد انور ابو لافي المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا خلال زيارتها له في قسم الاشبال في سجن هشارون القابع فيه منذ اعتقاله في 12/4/2012 .

ورغم الحزن والالم خلف القضبان التي تسلبه حياته وتحرمه اسرته ومدرسته فإن ابو لافي (16) عامًا يشعر بفخر واعتزاز لأنه سيقضي فترة محكوميته البالغة 16 شهرًا في نفس الغرفة التي امضت فيها والدته الاسيرة المحررة فدوى العباسي فترة اعتقالها. وقال للدقماق "انا محظوظ لان القضاء والقدر كتب لي ان اكون في نفس السجن الغرفة الشاهدة على معاناة وصمود وتضحيات والدتي التي اتشرف بها وهذا يرفع من معنوياتي ويزيد من عزيمتي ويجعلني اتغلب على ظلام السجن".

وتقول دقماق: "قبل 25 عاما كانت سلطات الاحتلال اعتقلت المناضلة العباسي التي شاركت مع الاسيرات في هذا السجن محطات النضال والصمود لان السجون في تلك المرحلة كانت سيئة جدا وبعدها تحررت وبدأت حياتها الجديدة".

الاسير ابو لافي ، حفظ خلال حياته الكثير من تفاصيل رحلة اعتقال والدته وترسخ في ذاكرته اسم سجن هشارون لذلك فور دخوله بدأ يبحث عن المكان الذي احتجزت فيه والدته، ويقول: "عند اول لقاء مع والدتي اثناء خروجي للمحكمة كان اول سؤال لها " في أي غرفة وعلى اي سرير "برش" كنتي تنامين لأنني في نفس السجن" ابلغته المحررة الوالدة انها تقبع على البرش الاول في الجهة اليمنى من غرفة 2 وعندما انتهت المحكمة وعاد ابو لافي في بوسطة السجن، كان يتمنى ان تصل بسرعة"، واستطرد قائلا: " كنت متلهفا للعودة للغرفة فور الدخول اليها طلبت من زميلي الاسير سامي ابو جودة، ان يعطيني مكانه واوضحت له بأن هذا السرير كانت تنام عليه امي خلال اعتقالها".

ويضيف الفتى ابو لافي: "فرحت كثيرًا لان زميلي لم يتردد وعانقت السرير واصبحت لا اتركه لحظة، وعندما انام اشعر بأني في حضن امي، كم احبك يا امي ليت العالم مدى فخري واعتزازي بهذه الام المناضلة الصابرة والاسيرة المحررة واكمل .. فمنذ تاريخ تلك المحكمة في 29/5/2012 وانا اشعر بالسعادة لأنني اشعر بأن امي معي دائما ، واتذكرها في كل عمل اقوم به حتى اتحرر من السجن وقيوده".

لم ينتهي المشهد ، ففي زاوية اخرى من ذات السجن وجد ابو لافي ذكرى اخرى لوالدته، ويقول: "لا توجد كلمات تصف مشاعري وانا اتحدث لأخواني عن امي ونضالاتها وبدأت ابحث عن كل ما يمكن ان يشكل ذكرى لها، فقد ابلغني احد الاسرى المقيمين في الغرفة الثانية ورقمها 17 ان اسم امي محفور بالغرفة وسأعمل على الدخول للغرفة لأرى اسم امي المحفور على جدرانها كما هو محفور في ذاكرتي وفي قلبي، وسأسال امي على اي سرير كانت تنام فيها، لأبقى استمد من رائحتها صمودي"، ويؤكد انه يتحدى الم حرمانه من زيارة والدته في هذه الذكريات، ويقول: طلبت زيارتها ومنعت كونها اسيرة سابقة ولا زلت بانتظار رد الادارة على طلبي بالسماح لها بزيارتي .

اما الحكاية الثانية للأسير الشبل ابو لافي كما قال ، "إن ابي كان يزور امي قبل ان يتزوجها في هذا السجن "هشارون " والان يأتي بعد مرور عشرين عاما على تحرير والدتي ليزور ابنه على امل تنتهي رحلة اعتقالي ويجتمع شملنا، فمهما طال الظلم سيزول، والسجن لن يدوم والحرية قريبة ".

من جهتها قالت الدقماق لقد تواصلت مع الاسيرات على مدار 25 عاما ، وكان بينهن الاسيرة المحررة فدوى العباسي والان تشاء الاقدار ان اتواصل مع ابنها فلذة كبدها فكانت الدموع متحجرة في عينيه وهو يتحدث عن امه بشغف وحب واحترام، لم اكن اتوقعه من شبل في سن الطفولة، عندما قال الان عرفت كيف كانت والدتي تعيش واشعر بمعاناتها داخل الاسر .