خبر لن يُعاد قبر محرر- يديعوت

الساعة 09:51 ص|13 يونيو 2012

 

بقلم: زئيف تساحور

استمرت البطولة ستة ايام وبدأ الاضطراب في اليوم السابع. قبل 45 سنة اجتمع ضباط اللواء استعدادا للايام التي تلي الاحتلال. وجلسنا في المبنى الجديد لكلية النجاح في نابلس التي أصبحت مقر قيادة السامرة. وقال قائد اللواء بصراحة ان الأوامر العسكرية التي تم تلقيها من أعلى مبلبلة ومتناقضة. وأبلغنا ان الضباط مُسرحون ما عدا هيكلا قياديا يشمل واحدا في كل منصب – قائد كتيبة واحدا ونائب قائد كتيبة واحدا وقائد سرية واحدا. وقال قرروا بينكم من يبقى.

كان النقاش الداخلي قصيرا، فقد كان أكثر الضباط من الاستيطان العامل. وكانت تلك الايام ايام حصاد القمح، فقد نضج لكن عمال الحصادات كانوا مجندين، ولهذا استقر رأينا على تسريح الضباط الفلاحين. وسُرح كذلك الذين جاءوا الى الحرب من الخارج والذين ولد لهم اولاد والذين تضرر مصدر معاشهم.

تم ذلك بغير اختلاف في الرأي، وبدأت المشكلة مع توزيع المناصب على الباقين، فنجمت فجأة كلمة "حاكم". وفي حين كنا نتساءل في مكانتنا الجديدة، تلقى أرفع الضباط رتبة بيننا بلاغا من اللواء حاييم هرتسوغ، حاكم المناطق المحتلة، يُعينه حاكما لنابلس. وسكن الحاكم الجديد في مكتب رئيس كلية النجاح وأصدر إلينا كتب تعيين في ورقة صفراء اقتطعت من أوراق رسائل الكلية وعُينت قائد الدورية.

كانت مهمتي الاولى ان أصاحب اللواء سلومو غورين، الحاخام العسكري الرئيس. وشهّر غورين الذي جاء يصحبه نقيب من الحاخامية العسكرية، شهّر أمامنا بقائد لواء المظليين الذي تجاهل أمره العسكري بتفجير مسجدي جبل الهيكل فورا، وقال الحاخام انه كان يمكن فعل ذلك في هياج احتلال القدس القديمة، وأصبح متأخرا الآن. وسيتم تذكر هذه الفرصة التاريخية التي أُضيعت وتكون خزيا أبديا.

طلب غورين الى الحاكم الجديد ان يصاحبه الى قبر يوسف، وتهرب الحاكم وأمرني أنا قائد الدورية بأن أقود الحاخام. وجئنا الى قبر شيخ صغيرا محاطا بسور حجري وكان البلاط مغطى بالسجاد. وقال عربي شيخ كان يتولى حفظ المكان ان هذا قبر يوسف وطُرد في الحال. وطلب الحاخام غورين بجهاز الاتصال الى قائد الهندسة العسكرية ان يرسل جرافة لتنظيف قبر يوسف وما حوله ايضا، كما أضاف مؤكدا. وأبلغني ان علي ان أسمع أوامر نقيب الحاخامية الذي أصبح عمله منذ الآن فصاعدا ان يعيد المجد الى ما كان عليه.

طال اليوم السابع المبلبل بضع ساعات. وفي خلالها أبلغ حاكم نابلس اللواءَ هرتسوغ ان المنصب لا يلائمه ويريد الاعفاء. وطلبت أنا ايضا ان أعود الى البيت، فلم يكن نقص من البدائل لأن الوظائف الجديدة أغرت نوعا آخر من الضباط. كان قبر الشيخ يوسف يبدو مختلفا حينما حل محلي قائد الدورية في نابلس، فقد أجرى النقيب من الحاخامية ترتيبا، واستُبدل بالسجاد بلاط يلائم رقص الحسيديين، وحلت محل المصاحف والكتب المقدسة بالعربية كتب مقدسة بالعبرية. واجتُث الصف الاول من المباني التي سكنها المحليون واستُبدل السور الحجري بأسلاك شائكة وسعت المساحة المقدسة. وأعلنت كتابة جدارية سوداء على قبر الشيخ ان "القبر المحرر لن يُعاد".

جلس المسلم الشيخ، قيّم المكان المطرود على مبعدة ما من حاجز الجيش الاسرائيلي الجديد في نوع من عناد صامت. وأخبروني بعد ذلك حينما عدت الى نابلس في اطار الخدمة الاحتياطية انه جلس هناك الى ان مات.