خبر رئيس الوزراء بازاء جوهر تأييده -اسرائيل اليوم

الساعة 09:49 ص|13 يونيو 2012

 

 

بقلم: يوسي بيلين

من الصعب جدا الوصول للحكم من غير مجموعة مؤيدين ذات التزام عميق بأهداف الحركة السياسية، لكن من الصعب جدا الحكم حينما تطلب هذه المجموعة الجوهرية الى الزعيم تحقيقا دقيقا للمباديء التي تتفق عليها الحركة. وقد جرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا جيدا على جلده في الاسبوع الماضي حينما عمل في حزم شديد على مجابهة الداعين الى قانون التسوية وحظي بسبب ذلك بانتقاد لاذع جدا من مؤيديه العقائديين الذين شعروا بأنه يُدير ظهره لعقائدهم المشتركة.

كتب الدكتور مئير آفي زوهر عن هذه الظاهرة في بحث أتمه في سبعينيات القرن الماضي عن العلاقة بين حزب العمال البريطاني واتحاد الروابط المهنية "تي.يو.سي". وكانت تلك الايام هي الايام التي سبقت حكم تاتشر، وكانت الاتحاد المهنية في ذروة قوتها، وكان يستطيع ممثل كل اتحاد في مؤتمر حزب العمال ان يصوت باسم اعضاء اتحاده الكثيرين. وساد تفاهم كامل بين حزب العمال والاتحادات المهنية في سنوات المعارضة. وظهر اعضاء من البرلمان في اجتماعات الاتحادات وشاركوا في المظاهرات والاحتجاجات وحاربوا حرب الاتحاد المهني بما أوتوا من قوة، لكن حينما عاد حزب العمال البريطاني الى الحكم تغير الوضع من النقيض الى النقيض، فلم تستطع الحكومة ان تؤيد جميع مطالب الاتحادات المهنية ووجدت نفسها تواجههم وجها لوجه. وفي غضون زمن قصير أصبح وزراء الحكومة وخبراء الاقتصاد خاصة "خونة" في نظر الاتحادات المهنية من اولئك الذين وعدوا حينما كانوا في المعارضة كي يحصلوا فقط على اصواتهم وأداروا لهم ظهورهم حينما جلسوا على كراسيهم.

حينما عاد المحافظون الى الحكم عاد الوئام الى العلاقات بين الاتحادات المهنية وحزب العمال. وما تلا ذلك معروف، فبعد ان انتخبت مارغريت تاتشر لرئاسة الوزراء جعلت مكافحة الاتحادات في مقدمة برنامج عملها، أما زعيما حزب العمال (جون سميث في البدء وطوني بلير بعد ذلك) فركبا الموجة وألغيا المادة التي تُمكّن مندوبا في المؤتمر من التصويت باسم آخرين. لكن المبدأ بقي على حاله وهو أنهم اخوة في المعارضة و"خونة" في الحكم.

كانت حركة حيروت تستطيع ان تضمن وحدة الصفوف وان تؤيد بعد حرب الايام الستة مبدأ "لا رجوع عن شبر ارض"، لكن حينما وصلت الى الحكم أو – من اجل الدقة – بعد ذلك بسنة، تخلى مناحيم بيغن عن ارض تزيد مساحتها على مساحة دولة اسرائيل بثلاثة اضعاف بعد ان وعد بأن يسكن قرية زراعية في شبه جزيرة سيناء. ووجد اسحق شمير الذي انتخب على موجة معارضة مؤتمر دولي، وجد نفسه على رأس الوفد الاسرائيلي في مدريد. وتخلى شارون عن غزة بعد ان رفض التخلي عن نتساريم، ويجد نتنياهو نفسه ينشر بيوتا في تل الاولبانه.

يبدو انه لا علاج لهذا الحال، فجوهر التأييد لا يستطيع ان يُهادن ولا يريد ان يُهادن، ويدرك الزعماء انه يوجد محيط ويوجد عالم وتوجد مصالح اخرى يصادم بعضها الالتزامات العقائدية التي كانت في فترة المعارضة. ان خيبة أمل النواة الجوهرية ليست ظاهرة متكررة فقط، بل تصور ايضا لحظة استقلال من انتُخب ليقود.