خبر نيويورك تايمز: إسرائيل تمارس تمييزاً عنصرياً ضد اليهود الأفارقة

الساعة 12:58 م|11 يونيو 2012

وكالات

تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن التمييز العنصرى الذى تمارسه الحكومة الإسرائيليين ضد اليهود الأفارقة، موضحة أن عدداً من النشطاء الإثيوبيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية قد نظموا عدداً من التظاهرات أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، معربين عن احتجاجهم الشديد على التمييز العنصرى الذى يمارس ضدهم، وإن كان بشكل غير معلن.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن عددا كبيرا من الإسرائيليين دائما ما يعبرون عن رفضهم لفكرة التمييز العنصرى، وبالتالى لا يقبلون أن يمارسونه بصدد الآخرين، ويدللون على ذلك بأن إسرائيل قد أرسلت طائرات خاصة لإثيوبيا فى عام 1991 لتهجير اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل. إلا أن يتمورك ماكوريا قد أكدت أن هناك تمييزاً واضحاً يعانيه الإسرائيليون من ذوى الأصول الأفريقية، موضحة أنه كل شىء فى إسرائيل يحدده لون البشرة.

وأضافت الصحيفة أن جيل الأبناء من الإثيوبيين اليهود- الذين ولدوا وتعلموا فى إسرائيل- مازالوا يعانون من التمييز، حيث إنهم يكافحون من أجل الحصول على المواطنة، خاصة أن أوضاعهم تختلف عن أوضاع آبائهم الذين كانوا يعتبرون قدومهم إلى إسرائيل بمثابة امتياز، لذلك فهم لم يشتكوا من سوء أوضاعهم.

وأشارت أن أوضاع المهاجرين الإثيوبيين قد اختلف إلى حد كبير عن أوضاع المهاجرين الروس الذين قدموا إلى إسرائيل فى عام 1990، حيث إنهم قد جاءوا من بلادهم كأطباء ومهندسين وموسيقيين، فى حين أن نظراءهم الإثيوبيين فى كثير من الأحيان لم يكونوا قد دخلوا المدارس بإسرائيل.

وأكد أحد الخبراء فى مجال الهجرة أن مسألة التكامل سوف تستغرق عقودا طويلة، مؤكدا أن المسألة لا ترجع بشكل أساسى للتمييز العنصرى، ولكن هناك عوامل أخرى ربما تعوق تحقيق أى تقدم ملموس فى هذا الصدد، موضحاً أن ظروف المهاجرين الإثيوبيين تختلف تماماً عن غيرهم من المهاجرين.

وأوضح الخبير الإسرائيلى أن المرأة الإثيوبية تحقق معدلات توظيف كبيرة فى المجتمع الإسرائيلى تصل إلى أكثر من 60 بالمائة، مؤكدا أن ذلك يوضح أن هناك بوادر لتحقيق التكامل بين اليهود الإثيوبيين من ناحية، وباقى أطياف المجتمع الإسرائيلى من ناحية أخرى.

وقالت الصحيفة، إن الإثيوبيين غالبا ما يقطنون الأحياء الفقيرة فى إسرائيل، لأنهم لا يحتملون أسعار المساكن المرتفعة فى الأحياء الأخرى، كما أنهم يعملون فى وظائف صغيرة، وبالتالى فإن تلك الأحياء توجد بها بعض المدارس والحضانات التى تقتصر على التلاميذ الإثيوبيين دون غيرهم.

وأكد أحد الإسرائيليين من أصل إثيوبى ويدعى كيس إياسو بارهانو- فى تصريح خاص للصحيفة الأمريكية- أن الإثيوبيين كانوا يعتقدون أن دخول إسرائيل هو بمثابة الدخول إلى الجنة، إلا أنهم قد اكتشفوا التمييز الذى تمارسه الحكومة ضدهم بعد ذلك، مؤكدا أن هناك فجوة كبيرة بين جميع أطياف المجتمع الإسرائيلى من ناحية، والإسرائيليين الإثيوبيين من ناحية أخرى.

وأضاف بارهانو أن معدلات الانتحار والطلاق والعنف فى الأحياء التى تقطنها الجالية الإثيوبية تفوق نظيرتها فى المناطق والأحياء الأخرى فى إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى تقرير صدر عن الكنيست الإسرائيلى، موضحا أن 30 بالمائة من حالات قتل الأزواج لزوجاتهم قد وقعت فى الأسر الإثيوبية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو قد التقى مع قادة الاحتجاجات فى شهر مايو الماضى، واعداً إياهم بالعمل على السعى نحو تحقيق تكامل أسرع بين أبناء الجيل الثانى من أبناء المهاجرين الإثيوبيين، وباقى أطياف المجتمع الإسرائيلى.

وأضافت أن نتانياهو قد أمر بزيادة القروض المقدمة للشباب الإسرائيلى ذوى الأصول الإثيوبية المقبل على الزواج، بالإضافة إلى تخصيص وظائف خدمية ومجتمعية جديدة لهم خلال المرحلة المقبلة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى أن هؤلاء الشباب هم جزء من المجتمع، مؤكداً أن الحكومة لن تسمح بممارسة أى تمييز ضدهم.