خبر القدس: أراضي واسعة في بيت حنينا يتهددها التزوير والتهويد

الساعة 11:12 ص|11 يونيو 2012

القدس المحتلة

الأطماع الاستيطانية الصهيونية في الأراضي الفلسطينية ليست لها حدود ولا قيود. وهناك آليات وأدوات تُستخدم لتنفيذ هه المطامع، ومنهم المزورون والوسطاء الذين يتحايلون ويزورون الوكالات الدورية التي يدعون فيها أنهم اشتروا أراض من أشخاص كانوا في التواريخ التي حررت فيه الوكالات في عداد الموتى منذ سنين، وربما لاقوا وجه ربهم قبل الاحتلال الصهيوني عام ١٩٦٧. ومن ثم يسربون هذه الأراضي للمستوطنين أو الجمعيات الاستيطانية دون علم أصحابها.

بيت حنينا التي ضُمَّ القسم الشرقي منها إلى حدود بلدية القدس الموسعة، وظل القسم الغربي منها معزولا بالجدار والطريق الالتفافية عن محيطه الفلسطيني، وإن كان يعتبر ضمن المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية إداريا- هذه البلدة تعيش حاليا هاجس التزوير وما قد ينتج عنه من التسريب. وهناك من زور وكالات عن قيامه بشراء مئات الدونمات، أو ربما آلاف الدونمات في القسمين الغربي والشرقي من البلدة، وتتردد تقارير عن تسريب مساحة كبيرة منها لجهات قد تكون استيطانية، وظل المزورون يمارسون نشاطهم الخطير هذا منذ عدة سنوات وحتى يومنا هذا.

ويمارس المزورون أسلوب الابتزاز للحصول على أموال عن طريق أصحاب الأراضي المهددة. وهناك عدد من البسطاء والسذج يخضعون لهذا الابتزاز اتقاء لشر المزورين، فيدفعون لهم أتاوات تشجع المزورين على التمادي في ممارساتهم في غياب الأجهزة الأمنية الراغبة في ردعهم، ووضع حد نشاطاتهم، وهكذا تتفاقم الأمور وقد تصل إلى تكرار التوغل الاستيطاني بالطريقة التي حدثت في الشيخ جراح وسلوان وراس العامود، ويتهدد حاليا شعفاط والعيسوية وغيرها من أحياء القدس.

ولا ننسى أن هناك بؤرة استيطانية في بيت حنينا تتمثل في بيتين كان يستأجرهما آل النتشة، واستولى عليهما المستوطنون قبل أسابيع قليلة. وهذا يعني أن جرس الإنذار الذي قرعه الاستيلاء على هذين البيتين يُقرع الآن، وبقوة، مع نشاط المزورين ومن يتعاون معهم من الوسطاء ضمن حلقة متكاملة، طرفها في النهاية هم المستوطنون والجمعيات الاستيطانية التي تدعمهم بشكل متواصل وممنهج.

ومع أن محاكم الاحتلال لا تقف دائما في جانب من يتقدم إليها من أصحاب الأراضي الفلسطينيين المطالبين بوضع حد لنشاطات المزورين، فلا بد من التوجه إلى هذه المحاكم لمعاقبة من يزورون الوكالات الدورية، وينتهكون حقوق المواطنين في أراضيهم والحد من شرورهم وجرائمهم التي يجاهرون بها علنا، دون خشية من قضاء أو قانون.

كما أن كافة المنظمات الدولية والهيئات الدبلوماسية المعنية من أجل عملية السلام بالحفاظ على الطابع العربي للمدينة المقدسة بكافة أحيائها، مطالبة بالضغط على اسرائيل لوقف هذه الممارسات. ولم يعد الأمر مقتصرا على ما يسمى بالحوض المقدس في البلدة القديمة من القدس وعلى الشيخ جراح وسلوان وراس العامود بل ها هو يمتد إلى الأحياء ذات الطابع الفلسطيني الكامل. ومسؤولية وقف هذا المد تقع على عاتق الفلسطينيين والعرب والأسرة الدولية، قبل أن يبتلع تيار الاستيطان الجارف سائر الأراضي الفلسطينية، ومعها الوجود العربي على هذه الأرض.