خبر دُونْ نتنياهو يُحب ارض اسرائيل -هآرتس

الساعة 08:26 ص|11 يونيو 2012

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: اعمال المستوطنين في الاراضي المحتلة ومناصرة الحكومة الاسرائيلية ورئيسها لهم إضرار شديد بمصلحة دولة اسرائيل فنتنياهو يضحي بدولة اسرائيل على مذبح ارض اسرائيل - المصدر).

        في يوم الاربعاء الماضي بعد وقت قصير من اعلان بنيامين نتنياهو بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في أنحاء المناطق المحتلة، كنت أشاهد أوبرا "كارمن" عند أسفل متساده. وبين الفينة والاخرى انتقل البصر من العاشق المعذب دون جوجيه، الى قمة الجبل الذي أصبح أسطورة حب الارض والله، وهي قصة هزيمة وخراب قاسية.

        ان رد ناس رئيس الوزراء الصلف على الانتقاد الدولي دوى في أُذني حينما كنت أستمع الى العمل الفني الخالد لجورج بيزيه. وتذكرت في ارتجاف خطبة اليعيزر بن يئير، قائد الجنود المتطرفين، في المحاصرين في متساده: "أصبح يقيننا كله سخافة وهذرا بجلبه علينا ازمة فظيعة باخماد آمالنا الطيبة. لأن حصانة القلعة لن تُخلصنا، ومع كل الخبز الموجود لدينا وتوفر السلاح والكرامة والقوة الكبيرتين رُددنا عن كل آمالنا ولن نستطيع انقاذ أنفسنا".

        يتحدث يوسف متتياهو، الذي سجل خطبة الانتحار، عن ان السكريكيين اشتغلوا من جملة ما اشتغلوا فيه بنهب الاراضي مع استعمال القوة والتهديد بالقتل. ولم يرعَ شباب تلال ايام خرب الهيكل الثاني اليهود الذين لم يُسايروهم في طريق غلوهم وعنفهم. فقد قتلوا في غزوة لعين غدي 700 ولد وامرأة قبل ان ينهبوا بيوتهم. ووجدت هياكل المذبوحين بعد ذلك في قبر جماعي كُشف عنه في ذلك المكان. فقد آمن المتطرفون المتدينون وعشاق العقارات في القرن الاول للميلاد حتى آخر لحظة تقريبا بأنه لا قوة في العالم تستطيع ان تقهر ايمانهم، مثل مستوطني البؤر الاستيطانية وناس غوش قطيف الذين تحصنوا في الكنس.

        تحفظت المؤسسة اليهودية من السكريكيين بل عابت عليهم تحرشهم الذي لا أمل منه بالحاكم الروماني ونددت بجرائمهم على أبناء شعبهم. أما اليوم فالفرق الرئيس بين السكريكيين المعاصرين وبين المؤسسة هو في الاسلوب فقط: ففي حين يقترح سالبو الاراضي اليهود ان يصادموا وجها لوجه كل من يقف في طريق احتلالهم للبلاد كلها، تقترح الحكومة طرقا تلتف على العدل وتلتف على القانون والقضاء والسلام. وهم يصرخون صراخا عاليا بسبب اخلاء خمسة بيوت أُنشئت على ارض مسروقة. ويقترح نتنياهو نشر البيوت ونقلها كاملة، وترد الحكومة بمئات من قطع الارض التي أُخذت من مالكيها بذرائع باطلة ("حاجات عسكرية"). ان أوغادا باحلال من التوراة يخيفون منتخبي الجمهور ويتمتعون بالحصانة القانونية والاخلاقية.

        لا يخفي السكريكيون من أبناء القرن الواحد والعشرين اشمئزازهم من قواعد اللعب الديمقراطية، وتبلغ أيديهم الطويلة كل يهودي يتجرأ على تحدي افعالهم مثل استاذ جامعة ناجٍ من المحرقة، ونشطاء سلام ومدرسة ذات لغتين وعضو كنيست امرأة من اليسار. ولا يحجمون عن مهاجمة جنود الجيش الاسرائيلي الذين يُمكّنونهم من اطلاق نار حية على عاملين فلسطينيين في الارض. وتندد المؤسسة بالطبع بـ "المُخلين بالقانون". لكن رئيس الوزراء ووزير الخارجية يُعدان مع أقطاب المحرضين على منظمات حقوق الانسان وعلى وسائل الاعلام وعلى سلطة القانون.

        قال اليعيزر بن يئير في خطبة وداعه انه "ليس عرضا ان توجهت النار الموجهة الى العدو الى السور الذي انشأته أيدينا"، وقضى بأن "خطايانا الكثيرة التي خطئناها ما اخوتنا من أبناء شعبنا هي التي سببت ذلك". وان نتنياهو واهود باراك وشاؤول موفاز ورفاقهم في الائتلاف، وكل المشاركين في جريمة الاستيطان وفشل السلام، يخطأون مع أبناء شعبهم على عمد أو على غير عمد.

        في نهاية أوبرا "كارمن" في متساده يطعن دُون جوجيه قلب حبيبته بخنجر لأنها صدت مراودته. ودُونْ نتنياهو يحب ارض اسرائيل جدا بحيث يطعن بخنجره من اجلها قلب دولة اسرائيل.