خبر ويلعب الفتيان أمامنا- معاريف

الساعة 08:25 ص|11 يونيو 2012

ويلعب الفتيان أمامنا- معاريف

بقلم: شيري مكوبر - بليكوف

 (المضمون: عدم الاكتراث تجاه العنف الذي مارسه فتيان من يتسهار تجاه جريح فلسطيني خطير ومقلق. أين الأهالي، أين الحاخامين، أين فارضي القانون ووسائل الاعلام؟ - المصدر).

        في السبت الأخير من شهر أيار، في أثناء مواجهة بين يهود وفلسطينيين بجوار قرية صوريف في السامرة لاحظت مجموعة من الفتيان من البلدة اليهودية يتسهار فلسطينيين يحتشدون في الجوار. أحد السكان، جندي في ثلة التأهب في يتسهار، ادعى بان فلسطينيا ما حتى مسلح. وبالتالي اطلقت ثلة التأهب النار نحوه واصابته في بطنه. وحسب تحقيق الجيش الاسرائيلي، فور اطلاق النار ركضت مجموعة الفتيان نحو المصاب، القت القبض عليه وقيدته. في هذه المرحلة تبين ان الفلسطيني لم يكن يحمل سلاحا على الاطلاق. ورغم ذلك، بدأ الفتيان يضربونه بشدة. وعند الظهر هرع جنود الجيش الاسرائيلي الى مكان الحدث ومنعوا الفتيان الضاربين من مواصلة أفعالهم. وحسب التحقيق، انقذ الجيش الجريح المضروب من عملية فتك، بكل معنى الكلمة. المضمدون قدموا له اسعافا اوليا في الميدان ونقلوه الى المستشفى. تفاصيل الحدث وصلت الى الشرطة وهذه فتحت تحقيقا. سلاح ثلة التأهب صودر.

        والفتيان الضاربون؟ لم يفعل لهم شيء. ومن الجيش الاسرائيلي جاء الجواب الفضائحي التالي: "القوة اهتمت بمنع استمرار الاحتكاك". ولهذا لم تكن لديها الوقت، الرغبة، الفهم، الارادة او الاهتمام باعتقال الفتيان ومحاسبتهم على أفعالهم. اخافتهم بليلة أو اثنتين في المعتقل، وتعليمهم ما يفترض أن يكونوا يعرفونه منذ البداية، في أن الانسان الجريح، كل انسان، بما في ذلك العربي، المسيحي، العدو، الذي خلق بروح الرب.

        والان مدعوون سكان يتسهار، من رجال اليمين المتطرف، ميخائيل بن آري او مجرد كاتبي التعليقات اللاذعة لتدوير السنتهم والغاء المقال لاعتبارات سياسية. القصة الكبيرة هذه التي أصبحت صغيرة وهامشية في الاخبار تقلقني من الناحية الانسانية والتربوية فقط. فما العمل، السياسة تتقزم امام فتيان صغار يعتمرون قبعات دينية، بدلا من أن يقرأوا كتابا جيدا في السبت المقدس يفضلون ضرب الجرحى. صراع اليمين على السامرة الدامية حقا لا صلة له امام فعل متوحش فيه وحشية خرق للقانون وتدنيس لاسم الرب وبالاساس جريمة بحق التوراة ، كله على حد سواء.

        وشكوى أخرى على اليد الرقيقة للجيش تجاه المستوطنين ليست هنا هي القصة. ففي خط التماس بين يتسهار وصوريف يدوي السؤال الكبير لماذا يحصل أن فتيانا من بيوت طيبة، من عائلات لاناس متعلمين، من اجواء دينية وأخلاقية، من ايمان بالتوراة التي كلها رحمة، رأفة وانعدام للعنف، يعلقون على الاطلاق في أوضاع رهيبة كهذه. كيف يحتمل أن مجموعة اطفال تلقي القبض على شخص اطلقوا النار عليه لتوه، تضربه بجراحه ولا يوجد فتى واحد من بينها، ولا نقول الكبار الواقفين جانبا، يحتج ويوقف الفعلة فقط لان ضميره عذبه، مهما كانت ميوله السياسية.

        فتى بريء، يفترض أن يصاب بالصدمة عند مشاهدة الدم وصراخ الجريح الذي يستجدي روحه. التعليم المناسب يفترض أن يوجه نحو تقديم المساعدة أو على الاقل منع الفتك. الاهالي يفترض بهم أن يبعثوا بأطفالهم الى كرة القدم أو لدرس في الكنيس. والجيش يفترض أن يوقف المنكلين، حتى لو كانوا صغار السن. والمحكمة العسكرية يفترض أن تحاكمهم بعقوبات لغرض الردع. جهاز التعليم يفترض أن يتعاطى مع مثل هذه الافعال بتشدد وبخجل. ووسائل الاعلام يفترض أن تبلغ عن ذلك بعناوين رئيسة. ورجال التعليم يفترض أن يشيروا الى العلاقة الخطيرة التي بين اشراك الفتيان في نزاعات عنيفة ومجتمع عنيف ومغلق الحس. عندما تنقص كل هذه، حقا لا حاجة الى حملة انتخابات اخرى.