خبر بالصور.. الطالب سراقة ينال شهادة حقيقية قبل شهادة الثانوية

الساعة 05:03 م|09 يونيو 2012

غزة - مثنى النجار

غاب الطالب سراقة رشاد قديح 18عاماً عن مقعد الدارسة الذي يحمل رقم جلوس 127262, في لجنة مدرسة المتنبي الثانوية بنين في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس , مع بدء أول يوم من تقديم امتحانات الثانوية العامة لعام 2012 ,غياب لم يكن لمرض أو علة , وإنما لأنه اختار طريقاً أعظم واقرب إلى الله  , ألا وهو طريق الشهادة في سبيل الله .

 شقيق الشهيد سراقة  أبو مجاهد قال لمراسل وكالة " فلسطين اليوم الإخبارية"  :" نشعر بفخر وعزة كون سراقه نال شهادة الآخرة ليلقى ربه بدلاً من شهادة الثانوية العامة التي جهز نفسه لخوض امتحاناتها فمشيئة الله كانت أسرع واقرب من كل شيء.

الجدير ذكره أن  سراقة استشهد في غارة جوية نفذتها طائرة استطلاع على مجموعة من المواطنين في منطقة القديحات ببلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان وينس ليرحل هو ورفيقه ناجي قديح قبيل أيام معدودة من بدء امتحانات الثانوية التي جهز نفسه لخوضها.

وأضاف أبو مجاهد":  كان سراقه يستعد للامتحانات جيداً ويحضر نفسه لهذا اليوم من خلال إقباله على الدروس الخصوصية وتحديداً في مادتي " اللغة الانجليزية والرياضيات ", واجتهاده غير المسبوق استعداداً لخوض هذه الامتحانات سعياً لنيل أعلى الدرجات , مشيراً إلى أن طريق المقاومة التي سلكها سراقه  لم تكن غائبةً عنده,  فعندما سمع بتنفيذ عمليه الاستشهادي أحمد أبو نصر قبيل أسبوع على حدود الفراحين بالبلدة والتي قتل فيها أحد جنود الاحتلال , أسرع الشهيد سراقه فرحاً يتابع أولاً بأول تداعيات العملية , ويتابع أبو مجاهد:"اختار سراقه مجلس الشهداء والنبيين بدلاً عن مجلسه في مقر لجنته لتقديم الامتحانات.

وأردف شقيقه قائلاً:" تميز الشهيد المجاهد سراقه قديح بدماثة خلقه وأدبه وتواضعه حيث كان محبوبا جدا وكان نشيطا في كل مجالات وتميز أيضا بالطاعة والصدق التام .

وحول علاقته مع شقيقه سراقة قال أبو مجاهد :" علاقتي كانت أكثر من أخوية معه فكان سراقه محبوباً لدى كل من يعرفه , وكان من المحافظين على الجلسات الإيمانية وخاصة "دروس الجهاد في سبيل الله , وفقه الطهارة وغيرها من العبادات " .

وشهد رفاق الشهيد في المنطقة بأنه عمل بإخلاص مع كافة أبناء التنظيمات خلال عمله الجهادي لأنه كان مخلصاً لوجه الله تعالى , فشهادته كانت وهو يدافع عن شرف الأمة وكرامتها حسب قول شقيقه أبو مجاهد.

أما والده رشاد فقال :" نحن كنا متوقعون هذه الشهادة لأنه بات من المعروف أنه من سلك طريق الجهاد والمقاومة فأنه إنما سيعود شهيداً أو جريحاً أو أسيراً, ونحن نفتخر بأننا قدمنا من قبل شقيقه صلاح , فهذا شرف لنا ولعائلة قديح.

وأضاف:' كم تمنيت أن أرى ابني وهو على مقاعد الدراسة يجتهد من أجل نيل أعلى الدرجات ليكون من المتفوقين ، ثم يذهب ليسجل في الجامعة مثله مثل زملائه ,لكن مشيئة الله تدخلت لينال شهادة الآخرة وهي أفضل كثيراً , ونحسبه شهيداً ولانزكي على الله أحدا.

أما والدته الصابرة المحتسبة فبدت قوية شامخة تفتخر بشهادة نجلها وقالت :" كان سراقه ومنذ صغره مجتهدًا في المدرسة يتحلى بالصفات الحميدة، وكان يتمنى النجاح والتفوق في الثانوية العامة، والتسجيل في الجامعة مع أصدقائه , لكن هذه الأمنيات البسيطة قتلها الاحتلال حينما قصفه مع زملائه.

ونوهت أنه كان مقبلاً بشكل شبه دائم على تلاوة وحفظ القرآن الكريم حيث أتم حفظ عشرة أجزاء.

واضافت :"في أيامه الأخيرة اجتهد في مراجعة مواده الدراسية , وكنا نشجعه على ذلك ونحن كنا نعد هذه اللحظات التي نرى فيها سراقه متفوقاً في مدرسته جالساً على مقعده الدراسي, مشيرةً إلى أن العائلة كانت تعيش حالة استنفار داخل المنزل خلال متابعة الشهيد سراقة واستعداده لتقديم الامتحانات.

 
سراقة


سراقة


سراقة