خبر صور: غداً.. تنطلق أكبر مسابقة كروية في أوروبا للعام 2012

الساعة 01:45 م|07 يونيو 2012

وكالات

تنظر القوى الكروية إلى المناسبات الكبرى بوصفها محطة لفرض الهيمنة معنوياً على الأقل حتى موعد مسابقة جديدة، وقد نجح المنتخب الإسباني في بسط سيطرته في الأعوام الأخيرة خاطفاً الضوء من قوى تقليدية تُصارعه الآن لاستعادة أمجادها، ويأتي في طليعتها المنتخبان الهولندي والألماني، وبدرجة أقل الإيطالي والفرنسي، وتُعدّ المنتخبات الخمسة واجهة الكرة الأوروبية دون شك وتزخر صفوفها بنجوم غزوا الملاعب وذرعوها طولاً وعرضاً بعطاء وافر، ويدخل عدد من هؤلاء النجوم نهائيات "يورو 2012" على هيئة فرسان يقتربون من الترجُّل آملين بوداع حار من بوابة "كأس العالم المصغَّرة".

قهر الظروف



لاعبين

اعتاد المنتخب الإيطالي أن يكون صاحب المفارقات في معظم البطولات التي يخوض منافساتها، إذ يُعرف بأنه يبدأ غالباً بانطلاقة سيئة ويتجاوز الدور الأول بصعوبة بالغة لكنه يقلب كل التوقعات لاحقاً، فيما عانى من فضائح المنافسات المحلية كما حصل قبل مونديال 1982 وبعد مونديال 2006، ولا تختلف الصورة كثيراً قبل "يورو 2012" مع تداعيات فضيحة "كالتشيوكوميسي" في قضية المراهنات التي يُشتبه تورّط لاعبين ومدرِّبين فيها، وقد تسبَّبت بخسارة المدافع دومينيكو كريشيتو مكانه في قائمة المنتخب، ويُراهن عشاق الكرة الإيطالية على قدرة نجوم "الآزوري" على قهر الظروف ومحو الصورة القاتمة التي بدأت ملامحها تظهر في "يورو 2008" وتكشفت بوضوح في مونديال 2010 الذي شهد وداع المنتخب من الدور الأول بعد نتائج كارثية في مجموعة سهلة، ومع محاولة المدرِّب تشيزاري برانديللي بث روح جديدة إلا أن اعتماده ما زال مُنصبّاً على أسماء خبيرة أمثال الحارس جيانلويجي بوفون (34 عاماً) وأندريا بيرلو (33 عاماً) وهما إلى جانب دانييلي دي روسي (28 عاماً) وأندريا بارزاغلي (31 عاماً) الذي سيغيب بسبب الإصابة، آخر من تبقَّى من التشكيلة الفائزة في مونديال 2006، ويُضاف إليهم أنتونيو دي ناتالي (34 عاماً).

وقد يكون حضور ثنائي يوفنتوس ونجم أودينيزي هو الأخير في نهائيات أوروبية أو بطولة كبرى، ويملك بوفون وبيرلو سجلاً مميّزاً يهدفان إلى تعزيزه بلقب عزّ تحقيقه على منتخب بلادهم منذ عام 1968، وقد أحرز بوفون مع يوفنتوس لقب الدوري ثلاث مرات وكأس إيطاليا مرتين وكأس السوبر مرتين وكأس إيطاليا قبلها مع بارما وكأس السوبر وكأس الاتحاد الأوروبي، كما يُعدّ ثالث اللاعبين الإيطاليين مشاركة في تاريخ المنتخب (113 مباراة) خلف الأسطورتين فابيو كانافارو وباولو مالديني، أما بيرلو فقد أحرز كل البطولات مع ناديه السابق ميلان وبلغ مجموعها 9 ألقاب (2 دوري و1 كأس و1 كأس سوبر و2 دوري أبطال أوروبا و2 سوبر أوروبية و1 كأس العالم للأندية) ثم أضاف لقب الدوري مع يوفنتوس، كما أحرز الميدالية البرونزية مع المنتخب في أولمبياد أثينا 2004.

 



لاعبين

ويبقى دي ناتالي الأكبر سناً (يكبر بوفون بنحو شهرين) والأقل إنجازات إذ لم يحقق مع الأندية التي لعب لها وأبرزها إمبولي سابقاً وأودينيزي حالياً أي لقب واكتفى بإنجاز شخصي تمثل بإحرازه لقب هدّاف الدوري موسمي 2009-2010 و2010-2011، كما لم يترك مع المنتخب أي بصمة تذكر خلال مشاركاته القليلة المتقطِّعة (36 مباراة و10 أهداف) واكتفى بالمشاركة في "يورو 2008" ومونديال 2010 الذي سجَّل خلاله هدفاً واحداً في مرمى سلوفاكيا (2-3).

المعادلة السحرية



لاعبين

تستفز مُعادلة (المنتخب الإسباني = ريال مدريد + برشلونة) أنصار الأندية الإسبانية الأخرى، لكنها أمر واقع فرضته سيطرة نجوم الناديين على تشكيلة "لاروخا" على نحو كلي أحياناً، وقد ساهم ذلك في اعتلاء المنتخب منصة التتويج الأوروبية للمرة الأولى بعد صيام 44 عاماً في "يورو 2008"، ثم العالمية للمرة الأولى في مونديال 2010.

وجاءت إنجازات المنتخب لتُشكِّل إضافة نادرة لنجوم قطبي الكرة الإسبانية، وليجمع هذا الجيل المجد من أطرافه تقريباً، وهو ما لم يٌحقِّقه نجوم سابقون اكتفوا بإنجازاتهم مع النادي فقط، وتأتي النهائيات الأوروبية المقبلة مناسبة جديدة لإشباع نهم لاعبين قد لا تسنح لهم فرصة جديدة للمشاركة في النسخة التالية علَّهم يضيفون جوهرة جديدة إلى تاجهم المرصًّع، وبنظرة على التشكيلة الإسبانية المختارة لنهائيات بولندا وأوكرانيا التي فقد فيها مدافع برشلونة كارليس بويول (34 عاماً و99 مباراة) مكانه بسبب الإصابة مما قد يُعجِّل باعتزاله اللعب دولياً، نجد أن الثلاثي تشافي هرنانديز وإيكر كاسياس وتشابي ألونسو أكثر المرشحين لعدم الظهور في بطولة أوروبية أخرى.

 

ولعب تشافي (32 عاماً و108 مباريات و10 أهداف) في صفوف برشلونة فقط وفي مختلف الفئات وقد أتم عامه الرابع عشر مع الفريق الأول، فساهم في إحراز الفريق الكاتالوني 20 لقباً (6 دوري و2 كأس و5 سوبر و3 دوري أبطال أوروبا و2 سوبر أوروبية و2 كأس العالم للأندية)، وكان هذا الرصيد إلى جانب اللقبين الأوروبي والعالمي مع المنتخب مجداً من الصعب أن يُضاهى، ويُعدّ تشافي أحد أركان سيطرة برشلونة على الألقاب في المدة الأخيرة وينظر إليه مراقبون على أنه أحد صانعي نجومية الأرجنتيني ليونيل ميسي بفضل دوره العظيم في صناعة اللعب، كما يرى آخرون عدم حصوله على لقب أفضل لاعب في العالم أمراً "غير منطقي"، ويأمل تشافي الذي نال جائزة أفضل لاعب في "يورو 2008" أن يُكرِّس نفسه "مايسترو" الكتيبة الإسبانية في حملة الدفاع عن اللقب، فهل ينجح في ذلك؟

أما قائد المنتخب إيكر كاسياس (31 عاماً) الذي احتل المركز الأول مؤخراً في رصيد المشاركات الدولية مع المنتخب الإسباني ووصل إلى 130 مباراة حتى الآن، فيمتلك هو الآخر سجلاً حافلاً مع ناديه الأزلي ريال مدريد وقد أحرز معه 13 لقباً  (5 دوري و1 كأس و3 سوبر و2 دوري أبطال أوروبا و1 سوبر أوروبية و1 كأس العالم للأندية)، كما يواصل كسر الأرقام القياسية دولياً؛ إذ تجاوز رقم المدافع الفرنسي ليليان تورام بعدد الانتصارات في المباريات الدولية (95 فوزاً)، وتجاوز رقم الحارس الهولندي إدوين فان درسار بمحافظته على نظافة شباكه في 74 مباراة، علماً أنه الحارس الثالث الذي رفع كأس العالم بوصفه قائداً لمنتخبه بعد حارسي إيطاليا جيانبيرو كومبي عام 1934 ودينو زوف عام 1982، ويُعدّ "القديس" من أبرز المساهمين في إنجاز إسبانيا العالمي بعد أن حافظ على شباكه دون أن تهتز في خمس مباريات من أصل 7 فلم يقبل سوى هدفين وتصدّى لركلة جزاء في الدور الربع النهائي أمام الباراغواي، وترتبط فرصة مشاركة كاسياس في بطولة أوروبية بعد "يورو 2012" بمحافظته على مستواه وغياب منافسين حقيقيين، وهو أمر لا يُمكن الجزم به منذ الآن.



لاعبين

 كما يضطلع لاعب ارتكاز ريال مدريد تشابي ألونسو (30 عاماً و94 مباراة) بدور مؤثر في المنتخب من خلال خلق التوازن بين الاندفاع الهائل نحو الهجوم والانضباط في الدفاع، ويمتلك ألونسو خبرة كبيرة بسبب بروزه المبكّر مع ناديه الأم ريال سوسييداد ثم انتقاله إلى ليفربول الإنكليزي عام 2004 (أحرز معه كأس إنكلترا والدرع الخيرية ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية) قبل أن يعود إلى بلاده لكن بقميص النادي الملكي عام 2009 وأحرز معه لقباً في الدوري وآخر في الكأس، وإذا كان حضور ألونسو منتظراً مع منتخب بلاده للدفاع عن لقبه في حال تأهُّله لمونديال 2014 فإن مشاركته ليست مضمونة في "يورو 2016" بفرنسا.

معجزة جديدة!



55

 ما زالت نهائيات "يورو 2004" عالقة في الأذهان ومرتبطة بالمعجزة اليونانية التي توَّجت المنتخب الإغريقي بطلاً في سيناريو لم يكن متوقعاً على الإطلاق، ومع تلك النسخة دأب المنتخب اليوناني على المشاركة فكان حاضراً في "يورو 2008" إنما على استحياء فغادر من الدور الأول متذيلاً مجموعته، كما تأهَّل للنهائيات القادمة متصدِّراً مجموعته بتفوقه على خصم عنيد هو المنتخب الكرواتي، وتخلّل ذلك مشاركة وُصفت بالتاريخية في مونديال 2010 لأنها شهدت تحقيق أول فوز وتسجيل أول الأهداف في المسابقة بعد مشاركة سيئة في مونديال 1994.

ويعوِّل المدرِّب البرتغالي لليونان فرناندو سانتوس على مجموعة من لاعبي الخبرة في مناسبة قد تكون الأخيرة لظهورهم تحت الأضواء ويتصدّرهم لاعب الوسط الفذ جيورجيوس كاراغونيس (35 عاماً) الذي لعب لإنتر ميلان الإيطالي من عام 2003 إلى 2005 وبنفيكا البرتغالي من 2005 إلى 2007 ثم عاد إلى ناديه الأم باناثينايكوس، ويُعدّ كاراغونيس ثاني أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ المنتخب اليوناني برصيد 116 مباراة دولية سجل خلالها 8 أهداف، إلى جانب زميله في النادي نفسه لاعب الارتكاز كوستاس كاتسورانيس (32 عاماً و90 مباراة و9 أهداف) الذي لعب من قبل في صفوف أيك أثينا محلياً وبنفيكا خارجياً، وكذلك مهاجم سامسون سبور التركي ثيوفانيس غيكاس (32 عاماً و57 مباراة و21 هدف) الذي لعب بين عامي 2010 و2012 في أينتراخت فرانكفورت الألماني وسجل 23 هدفاً في 48 مباراة، وهو رابع هدافي المنتخب تاريخياً وبحاجة إلى تسجيل هدفين فقط للانفراد بالمركز الثالث، إضافة لحارس باناثينايكوس كوستاس شالكياس أكبر لاعب في النهائيات (38 عاماً و30 مباراة)، ويبدو المنتخب اليوناني بحاجة إلى معجزة جديدة للمنافسة في البطولة وإن كانت مجموعته في الدور الأول متوازنة إلى جانب بولندا وروسيا وتشيكيا.

عنفوان الهدّاف



لاعبين

اعتاد المهاجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه (33 عاماً) على مغالطة التنبؤات بنهاية مسيرته ونضوب عطائه التهديفي، وكانت آخر محطاته بأدائه اللافت مع لاتسيو الإيطالي في الموسم الماضي إذ سجَّل 13 هدفاً في 25 مباراة، ويبدو كلوزه وحيداً في المنتخب الألماني "الشاب" المرشح للاعتزال الدولي قريباً، لكن القنّاص الذي سار على درب رموز هجومية تاريخية في "المانشافت" طامع بهدفين مُغريين على المستوى الشخصي، أولهما القفز إلى المركز الأول في لائحة هدافي المنتخب إذ يتأخر عن الأسطورة غيرد مولر بخمسة أهداف (63 مقابل 68)، وثانيهما انتزاع لقب هداف كأس العالم على مدار تاريخها من الأسطورة البرازيلي رونالدو ويتأخَّر عنه بهدف واحد فقط (14 مقابل 15).

ورغم مسيرته الحافلة مع أندية كايزرسلاوترن وفيردر بريمن وبايرن ميونيخ إلا أنه لم ينجح في تحقيق أي لقب خارجي، فاكتفى بوصافة دوري أبطال أوروبا مع النادي البافاري موسم 2009-2010، كما نال الميدالية الفضية مع المنتخب في مونديال 2002 والبرونزية في نسختي 2006 و2010، ووصافة "يورو 2008"، وحقّق لقب هداف كأس العالم 2006 برصيد خمسة أهداف وسجَّل مثلها في نسخة 2002 وأربعة في 2010، ولا ينتظر كلوزه فرصة مثالية أفضل من تتويج قاري يبدو منتخب بلاده أحد المرشحين الأقوياء له، ليكون بمثابة "واسطة العقد" في مسيرته الذهبية.

 

مشاعر "سعيدة"



لاعبين

يتمنّى قائد منتخب هولندا مارك فان بومل (35 عاماً) أن يعيش لحظات عاطفية كتلك التي اختبرها في ملعب سان سيرو أثناء وداعه لجمهور ميلان الإيطالي الذي أنهى مسيرته معه دون أن ينجح في إحراز لقب "الكالتشيو" مُكتفياً بالوصافة خلف يوفنتوس، لكن الصورة الحالمة للوداع المُفترض لجمهور المنتخب هذه المرّة في ملعب كييف الوطني بعد نهائي "يورو 2012" يأمل أن تكون باحتفالات التتويج لمنتخب مرشح للقبه الأوروبي الثاني بعد عام 1988، وسيكون قاسياً على لاعب الارتكاز الصلب أن يخرج خالي الوفاض دولياً بعد مسيرة امتدت 12 عاماً مع منتخب الكرة الشاملة خاض خلالها 74 مباراة وسجَّل 10 أهداف، خاصة بعد خسارته لفرصة لن تعوّض على المستوى الشخصي في نهائي كأس العالم 2010 أمام إسبانيا.

وتُقدِّم أرقام فان بومل صورة ناصعة للاعب مُميّز في أبرز أندية القارة الأوروبية، وكانت البداية محلياً من أيندهوفن بين عامي 1999 و2005 (169 مباراة و46 هدفاً) أحرز خلالها لقب الدوري الهولندي 4 مّرات والكأس مرّة واحدة، ثم في برشلونة الإسباني لموسم واحد 2005-2006 أحرز خلاله لقب الدوري ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسبانية ولعب 24 مباراة سجَّل خلالها هدفين، ثم مع بايرن ميونيخ الألماني بين عامي 2006 و2011 حيث لعب 123 مباراة وسجَّل 11 هدفاً وأحرز لقب الدوري مرّتين وكأس السوبر الألمانية ووصافة دوري أبطال أوروبا، وأخيراً مع ميلان الذي انتقل إلى صفوفه في شتاء 2011 ليضيف لقب الدوري الإيطالي موسم 2010-2011 وكأس السوبر الإيطالية 2011، قبل أن يعلن نيته اختتام مسيره الكروي في أيندهوفن الذي تعاقد معه لموسم واحد.