خبر رفات الشهداء.. قصص ما بعد التسليم

الساعة 11:36 ص|07 يونيو 2012

غزة

بعد أن تسلم الجانب الفلسطيني رفات 91 شهيدا الأسبوع الماضي وأسدل الستار على ملفات أغلبهم، لا يزال هناك من ينتظر إتمام الفحوص الطبية بعدما ذكرت مصادر فلسطينية أن رفات اثنين من الشهداء احتجزا في معهد الطب العدلي للتأكد من هويتيهما، لتشابه المعلومات المقدمة بشأنهما مع معلومات متوفرة لشهيدين آخرين سقطا في نفس الظروف.

وتعرفت عدد من العائلات الفلسطينية على ذويها من خلال علامات أو مقتنيات كانت بحوزتهم، وتعرف آخرون عليهم من خلال ملامح وجوههم، مؤكدين أن قليلا من التغيير طرأ على أجسادهم رغم مضي سنوات طويلة على استشهادهم.

من جانبه أكد منسق الحملة الوطنية لاسترداد رفات الشهداء سالم خلة، أن رفات اثنين من الشهداء لم يسلم لذويهما ولا يزال في انتظار إجراء فحص الحمض النووي، موضحا أن المعلومات المقدمة من الجانب الصهيوني مثل مكان وزمان الاستشهاد تنطبق على شهيدين آخرين لم يدرج اسماهما في القائمة المقدمة.

فحوص للتأكد

وقال إن الحملة الوطنية تبنت إجراء الفحوص اللازمة للشهيدين بعد أخذ موافقة من الاختصاصيين على ذلك، مشيرا إلى أن الإجراءات الفنية قد تستغرق بعض الوقت للتثبت من نسب الشهيدين.

وأعلن عن دفن رفات سبعة عشر شهيدا بعضهم مجهولو الهوية وبعضهم لا توجد عائلاتهم في الضفة المحتلة، في مقبرة بمدينة رام الله.

إلى ذلك أكد خلة أن غالبية ذوي الشهداء تعرفوا على رفات أبنائهم من خلال مقتنياتهم أو ملابسهم، رافضا تأكيد أو نفي تعرّف بعضهم على ذويهم من خلال ملامح وجوههم وأجسادهم التي لم تتحلل لأنه لم ير شيئا من ذلك رغم سماعه روايات من هذا النوع.

واستبعد خلة فرضية استخدام الكيان الصهيوني مواد كيماوية أو طبية للحفاظ على ملامح الجثث، لكنه قال إن الاحتفاظ  بالجثث في أكياس بلاستيكية قد يبقي الدم وبعض الرفات دون تغيير.

وأشار إلى استمرار الكيان في احتجاز جثث أكثر من مائتين وخمسين شهيدا، موضحا أن هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية تواصل اتصالاتها مع الجانب الصهيوني بشأنها.

من جهته يقول إبراهيم عسر، ابن عم الشهيد القائد أحمد أبو دوش احد ابرز قادة سرايا القدس بالخليل، إنه أشرف على دفن قريبه داخل القبر، مؤكدا أنه شاهد تغييرات طفيفة طرأت على جثته، وأن ملامح وجهه وجسده لم تتغير كثيرا.

وقال إبراهيم إنه أمسك داخل القبر بقدمي الشهيد، وهو من منطقة الخليل وسقط قبل تسعة أعوام، وعاين صدره فلاحظ أن جسده لم يتغير رغم مضي سنوات على استشهاده، نافيا وجود أي رائحة كريهة أو تعفن في الجثة مع أنها دفنت في مقابر الأرقام وبقيت أياما في العراء قبل تسلّمها.

وأضاف أنه شاهد أحمد لحظة استشهاده، مشيرا إلى أن الاحتلال اغتاله قبل تسع سنوات برصاصة في رأسه وجرده من ملابسه ووضعه في كيس بلاستيكي وبطانيات، وتم استلام جثته بنفس الحالة.

كرامات الشهداء

بدوره قال المختص بالأمراض الباطنية الدكتور عاصم بيوض التميمي إن الحد الأقصى لتحلل جثث الموتى هو عام، موضحا أنه لا تفسير لبقاء الجثث كما هي سنوات عديدة سوى أنه كرامة.

أما مفتي الديار الفلسطيني سابقا، الشيخ عكرمة صبري فيقول إن معايير الشهادة عند الله تختلف عنها عند البشر، موضحا أن بقاء الجسد دون أن يبلى إحدى كرامات الشهداء ولها سند شرعي في السنة النبوية.

وأضاف أن الشهداء متفاوتون في المنازل، وأن مراتبهم في علم الغيب لا يطلع عليها أحد، لكن بقاء الجسد دون أن يتحلل إحدى الكرامات التي قد يحظى بها بعض الشهداء وهذا حدث ويمكن أن يحدث.